المصري اليوم - اخبار مصر- استشاري نفسي: الطفل الباكي سيصبح «شخصية سيكوباتية» تنتقم من المجتمع موجز نيوز

أثار ظهور الطفل محمود الذي عرف بـ«الطفل الباكي»، في برنامج «واحد من الناس» على قناة الحياة، حالة من التعاطف تجاه المأساة التي تعرض لها بعد أن تخلت عنه والدته ورفضت أن يعيش معها وتزوجت من رجل آخر، فضلا عن تعرضه للقساوة من أقربائه ورفضهم التام له.

حالة الرفض الشديد التي تعرض لها «الطفل الباكي» وهو لم يتجاوز سن 14 عامًا، أنها أثرت بشكل كبير على الحالة النفسية لديه، حسبما قال الدكتور وليد هندي، استشاري الأمراض النفسية، لـ«المصري اليوم».

[image:2:center]

هندي: الطفل محمود سيعاني من الهوس الاكتئابي

وأوضح هندي: ما حدث للطفل الباكي «محمود» عندما رفضته والدته، يربى لديه إحساس بالرفض، هذا الإحساس سيلازمه طوال حياته في جميع مراحله العمرية، إلى جانب النبذ الاجتماعي، ليستشعر هذا في تعامل الآخرين معه، خلال فترة الجامعة لأنها تمثل مرحلة الاختلاط بمجتمع أوسع وأشمل من مجتمع المدرسة.

وتابع هندي: الطفل سيعاني من انخفاض حول فهم وتقدير نفسه ذاتيًا، ويرى أنه أقل من الآخرين، ليصاحب تلك الاضطرابات النفسية، نوبات البكاء المتتالية والمفاجأة مع عدم الرغبة في الحياة، ففي علم النفس يعاني الطفل من «الهوس الاكتئابي» وهو مرض يعاني منه 3% من الأطفال.

وشدد على أن نتيجة لوطأة الضغوط الاجتماعية التي تعرض لها، فإن الطفل يعاني من نوبات اكتئابية حادة قد يصب عليها أفكارا انتحارية في مرحلة المراهقة، للخلاص من هذه الحياة واعتبارها وسيلة للنجاة من هذه الحياة السوداء.

«متلازمة القلق الدائم»

وتحدث الدكتور هندي عن القلق الذي سيعيش فيه هذا الطفل فيما بعد، وعن قلقه تجاه الأشخاص الذين سيتعامل معهم، وشعوره بالغدر تجاه من يمد له يد المساعدة، بالإضافة إلى عدم شعوره بالأمن النفسي، مصاحبة باضطرابات في النوم.

وعبَّر هندي عن مخاوفه من أن يتعاطى هذا الطفل المخدرات مستقبلاً، نتيجة لسوء حالته النفسية، وقد تنتابه لحظات من اليأس والإحساس بالذنب تجاه أفعال لم تصدر عنه وغير مسؤول عنها لينتج عن ذلك شخصية «سيكوباتية» عدائية للمجتمع، سيحاول الانتقام منه فيما بعد.

ويرى الدكتور وليد هندي في النهاية، أن هذا الطفل حاليًا يحتاج إلى أسرة ترعاه وليس إلى دار رعاية، وعلى هذه الأسرة أن تقر بالمعاملة الحسنة تجاه هذا الطفل، مع ضرورة عرضه على أخصائي نفسي، ليعالجه من ما يعرف بـ«كرب ما بعد الأزمة» ليعيد تأهيلهه للتعامل مع المجتمع من جديد.