المصري اليوم - اخبار مصر- «هل يوجد إيقاع قليل الأدب؟».. أغاني المهرجانات بين حرية الفن وقيود النقابة (تقرير) موجز نيوز

«هل يوجد إيقاع قليل الأدب؟».. أغاني المهرجانات بين حرية الفن وقيود النقابة (تقرير)

اشترك لتصلك أهم الأخبار

صراع قديم يعاد طرحه من جديد على الساحة الفنية بين نقابة المهن الموسيقية ومغني المهرجانات، بعد أن أصدرت النقابة قرارا بمنع 19 مطربا للمهرجانات الشعبية من العمل الفترة المقبلة، وسحب تصاريحهم السنوية للغناء؛ بسبب عدم تقنين أوضاعهم بالنقابة خلال الفترة الماضية، وحتى اجتيازهم للاختبارات، وبسبب ما وصفه المطرب هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية، بالحفاظ على الهوية الفنية المصرية.

يثير القرار الجدل بين من يرى أن المهرجانات شكلا من أشكال الفن، وبالتالي مصادرته تعد مصادرة لحرية الإبداع، يرى آخرون أن المهرجانات إسفاف لا يمت للموسيقي والفن بصلة.

طارق الشناوي الناقد الفني يقول إن القرار يتعارض مع «الحرية» عموماً في المطلق وليس حرية الإبداع فقط، معتبراً أن القرار بلا معني. وأضاف في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»: «إذا كان فيه كلام مسف يعاقب عليها القانون»، مشيراً إلى أن من يتصدى لهذا الأمر تكون وزارة الداخلية لحبس من يقول ألفاظ خارجة في الأغنية.

أكد «الشناوي»، أن الكلمات فقط قد تكون المسيئة لكن لا يوجد «نغمة مسيئة، ولا إيقاع قليل الأدب». وأعرب عن استنكاره الشديد لمحاولة نقابة المهن الموسيقية منع المهرجانات قائلاً: «هل نقابة الصحفيين تمنع عضو عندها من ممارسة المهنة؟»

ولفت الناقد الفني إلى أنه عبر التاريخ كانت الأجيال الجديدة والألوان الجديدة من الموسيقي تتعرض للرفض في بدايتها، قائلاً: «عبدالحليم لما طلع في الخمسينيات ناس رفضته ولما عبدالوهاب طلع في العشرينيات فيه ناس رفضته»، معقباً أن «الرفض موجود عبر الزمن».

القرار يثير جدل حقوقي حول دور الدولة في حماية حرية الإبداع وتنص المادة 67 من الدستور المصري على أن «حرية الإبداع الفني والأدبي مكفولة، وتلتزم الدولة بالنهوض بالفنون والآداب، ورعاية المبدعين وحماية إبداعاتهم، وتوفير وسائل التشجيع اللازمة لذلك».

جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، يقول: إن القرار مصادرة على حرية الإبداع، من يستمعون هم من عليهم تقييم الموقف، وأضاف في تصريحات لـ«المصري اليوم» أنه لا يمكن منع أحد من الغناء، موضحا أن «الحل الوحيد إخراج منتج فني جيد».

وحول مسألة حرية الإبداع يقول عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: «حرية الإبداع هي حرية الإبداع.. إذا كان أحد يريد أن يحكم عليها أنها ليست إبداعا هذا موضوع آخر». وأضاف «أي فكر أو موسيقى يعد إبداعا»، وأعقب: «اللى مش عاجبه يفسرلنا ما هو الإبداع»

وشدد على ضرورة وضع تفسيرات لما هو الإبداع قائلاً: «النقاد الفنيون، وفلاسفة الاجتماع أو من وضع المادة الدستورية، يجب أن يحددوا ما هو مفهوم الإبداع».

في المقابل يوجد قطاع من النقاد والفنانين مؤيدين لقرار نقابة المهن الموسيقية، مؤكدين أن المهرجانات ليس لها علاقة بالإبداع، وأنها تحمل ألفاظا مسفة تفسد المجتمع.

«الفنان حر يفعل ما يشاء، بشرطين المحافظة على تقاليد مجتمعه والهوية الموسيقية لبلده» هكذا يحدد الدكتور زين نصار أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون ما هي حدود الإبداع في العمل الغنائي، معلناً تأييده لقرار منع مغني المهرجانات، قائلاً «القرار متأخر كثيرا».

وأضاف «نصار»، في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»: «منذ مائة عام لدينا موسيقي، هل حد اشتكى؟» مشيراً إلى أن السبب الرئيسي يرجع إلى وجود ألفاظ مسفه في أغاني المهرجانات.

وحذر نصار من أن هناك ضرر بالغ يقع على المجتمع من خلال انتشار المهرجانات، قائلاً: «لا تتخيل الضرر الذي تسببه المهرجانات على المجتمع وعلى سلوك الناس لان هناك خروج للآداب عن الأغاني، وبالتالي من حق المجتمع منعها».

وحول مسألة الفصل بين نوع الإيقاع وكلمات الأغنية قال أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون: «نأخذ الأغنية على بعضها، ما تأثير تلك الموسيقي على المجتمع»، واختتم قائلاً: «لا أحد ضد الإبداع، لكن الحرية المطلقة فوضى مطلقة».

الرأي نفسه يتبناه الناقد الفني أحمد السماحي قائلاً إن المهرجانات «نقطة سوداء في تاريخ الأغنية المصرية» وأن مطربيها ليست لهم علاقة بالإبداع.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «أن مصر في عصر جديد وأن الدولة تبنى من جديد وبالتالي من المهم تنظيف الساحة الغنائية» على حد تعبيره. وأكد أن مغني المهرجانات «لم ولن يضيفوا شيئا للأغنية المصرية»، موضحا أنهم «شباب جاهل ولا يعي، وأنهم امتهنوا تلك المهنة لكسب الرزق فقط وليس لهم علاقة بالإبداع» حسب تعبيره.

وأعرب السماحي عن إحباطه من هؤلاء المغنيين، مشيراً إلى أنه في بادئ الأمر كان يميل إلى أن يتم تأهيلهم، لكن بعد ما رأى سلوكهم وأغانيهم لم يعد يتحمس لهم. وأشار إلى أن انتشار أغاني المهرجانات يسبب إحباط للمطربين الحقيقيين، متسائلاً كيف نساوي شابا يدرس في معهد الكونسرفتوار ليعكف سنين يدرس الموسيقي الشرقية والغربية بـ «واد جاهل»؟

قررت نقابة المهن الموسيقية أمس منع عدد كبير من مطربو المهرجانات بقرار جماعي من مجلس النقابة. وتضم الأسماء الممنوعة، حمو بيكا، حسن شاكوش، وتقرر إلغاء التصريح السنوي لـ «كزبرة وحنجرة- مصطفى زكريا محمد على الشهير ب مسلم- أبوليله- أحمد قاسم الشهرة فيلو، أحمد موزة- حمو طيخا- ريشة كوستا سمارة- شواحة- ولاد سليم- العصابة- الزعيم- علاء فيفتي- فرقة الكعب العالي- مجدي شطة- وزة مطرية- شكل- عمرو حاحا». وأكدت النقابة في بيان: «يمنع منعاً باتاً من ليس عضواً بالنقابة وغير مصرح له، بالعمل لحين تصحيح أوضاعهم بالنقابة واجتياز الاختبارات».

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر المصري اليوم وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى