المصري اليوم - اخبار مصر- سجاد «الحرانية».. عندما تعزف الأنوال الخشبية بأنامل نسائية موجز نيوز

سجاد «الحرانية».. عندما تعزف الأنوال الخشبية بأنامل نسائية

اشترك لتصلك أهم الأخبار

ربما لا تعرف الحاجة نادية القراءة أو الكتابة، إلا أن السيدة الخمسينية تتفوق في غزل مظاهر حياتها اليومية، من خلال الخيوط بتلقائية تُدهش من يرى لوحاتها الفنية، تتحرك أناملها على الأنوال الخشبية باحترافية شديدة، لا تنظر إلى لوحة مرسومة أو تتبع القوانين الفنية، وإنما تعتمد على الفطرة والذاكرة فقط، والإحساس الفطرى بالفن لتخرج من بين يديها لوحات فنية أقرب إلى فن البورتريه.

طالما حلم رمسيس ويصا واصف، المعماري المعروف، بإنشاء مدرسة فنية تُنمي الحس الإبداعي والفني عند الأطفال، فقرر في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، إنشاء مركز فني لتعليم الصناعات اليدوية، واختار قرية الحرانية وقتها، بعدما وجد فيها مظاهر الحياة الريفية الأقرب إلى الإحساس الفطري للفن والجمال، وبدأ بشراء مجموعة من الأنوال الصغيرة وعدد قليل من الخيوط وألوان قليلة ونوعيات خيوط سهلة في التعامل معها، وقام بتوزيعها على عدد من أطفال القرية الذين بدأت رحلتهم مع واصف في تعلم نسج السجاد اليدوى على النول، لتصبح «الحرانية» أهم مناطق الإبداع الفنى للسجاد اليدوى في مصر.

رغم تجاوزهن الستين من العمر، إلا أن بعضهن ما زلن يحرصن على الاستمرار في العمل داخل المركز، فقد قضين سنواتهن على النول الخشبي، ولا يعرفن مهنة غيرها، زينب التي تعمل في المركز منذ أن كان عمرها إحدى عشرة سنة، سردت تجربتها في مدرسة الحرانية، وكيف أتقنت المهنة على يد رمسيس ويصا وقالت: «تعلمت الحرفة في صغرى، كنا أطفالا، إلا أن المهندس رمسيس ترك لنا ملكة الإبداع الفطرى التي ولدنا بها، ومن وقتها وأنا لا أمارس سوى نسيج السجاد اليدوى، ففى كل صباح أبدأ عملى داخل المركز، وأرمى بهمومى الثقيلة خارجه وأضع كل تركيزى داخل اللوحة التي أريد رسمها، والتى أستقيها من حياتنا اليومية والطبيعة التي تحيطنا في الحرانية».

لم تنس سيدات الحرانية طباعة أسمائهن على أعمالهن من السجاد اليدوى، وتاريخ الانتهاء من نسج السجادة كنوع من الفخر بأعمالهن، ووضع اسمها، فعبرن فيه عن أنفسهن بقوة وجمال، فغزلن مظاهر الحياة حولهن، وصورن حياتهن اليومية البسيطة.

تحلم نادية، إحدى العاملات بالمركز الفنى للسجاد، بعودة إقامة المعارض خارج مصر من جديد، حتى تعود حركة البيع والشراء للمنتجات، لأنها تشعر بالمعاناة التي يواجهها القائمون على المركز حتى يستمر قائما، في ظل عدم دعم أي جهة حكومية، على الرغم من أنه وجهة مشرفة لمصر، وقالت: «إقامة المعارض في الدول الأجنبية هي الحل الأمثل لمواجهة الكساد خاصة أنه يلاقى استحسانا كبيرا من الأجانب الذين يهوون شراء السجاد اليدوى».

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر المصري اليوم وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى