المصري اليوم - اخبار مصر- على خطى «مشالي».. طبيب غلابة جديد: كشفي بـ20 جنيه و«اللي معهوش ببلاش» (صور وفيديو) موجز نيوز

«بشوف ناس بتجيلى العيادة علشان تكشف، قلبى بيتقطع على حالها، وأبويا جالى في المنام ووصاني على العيانين»، بهذة الجملة بدأ الدكتور نبيل عبدالحميد سارى، طبيب ممارس عام، حديثه لـ«المصرى اليوم»، والمعروف شعبياً بـ«طبيب الغلابة»، في مركز أبوالمطامير بمحافظة البحيرة، حيث يسير على خطى الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابة الراحل.

«المصرى اليوم» التقت الدكتور نبيل، والذى قال أنه حدد كشفه شاملاً الفحص بالسونار بـ20 جنيه فقط، وانه لن يقبل زيادة أخرى لأنه «بيشوف ناس حالتها تقطع القلب ومش قادرين يدفعوا حتى الـ20 جنيه»، مستطرداً:«لما اتقالى ارفع قيمة الكشف شوية والغلبان اديله الفرق فكان ردى: الغلبان اديله الفرق ازاى لانه هيحس انه بعطف عليه والأمر سيكون بمثابة الشفقة وهو لن يقبله على الاطلاق كمان المريض الفقير لدية عفة نفس كبيرة جداً ولن يوافق على هذا الأمر فكان القرار الإبقاء على قيمة الكشف الحالية»، مشيرا إلى أن هذا ليس شطارة منه ولا جدعنه وإنما توفيق ورضى من الله لأنه هو الذي وفقه لهذا الأمر وكافيا حاجاته المعيشية من أجل الغلابة.

وأوضح «نبيل»، أنه يتاجر مع الله بهذا السلوك، مشيرا إلى أنه يكفى في مرة من المرات طلبت السكرتيرة 5 جنية من سيدة مقابل اعادة الكشف، فما كان من السيدة التي لم يكن معها أي مبالغ مالية فاستأذنت السكرتيرة حتى تذهب إلى منزلها وتأتي بالخمس جنيهات، لأنها مكنتش عاملة حسابها هكذا قالت له سكرتيرته، وعندما دخلت لتوقيع الكشف الطبى عليها لاحظ صعوبة الحياة على وجهها المتجعد وجسدها النحيف وعندما اخبرته السكرتيرة بما حدث خارج حجرة الكشف، فطلب منها رد الكشف فما كان من السيدة إلا أنها رفضت، قائلاً: مستورة والله يا دكتور، وهناك غلبت الدكتور نبيل دموعه التي انهمرت بشدة ليتوقف عن الكلام قليلاً، إلى أن عاود الحديث مرة أخرى، قائلاً أن السيدة حالتها سيئة جدا ولا تتحمل الكشف في المستشفيات أو العيادات الخاصة الاخرى .

وتابع: «تخيل حالة الست دى اللى مش معاها 5 جنيه ولو رفعت قيمة الكشف عن 20 جنيه تخيل ممكن اظلم كام مريض مثل السيدة، وحتى لو رفعته والله لن يكفينى، أليس الله بكاف عبده، وهنا عاودت الدموع عيونه من جديد ليتوقف عن الحديث مرة أخرى وهو يقول هذا ليس فضل منه وإنما توفيق من الله».

وعن الفكرة ذاتها قال، أنه مع اعادة تعيينه في وزارة الصحة جاتله رسالة من والده المتوفى حينها بعدما كان حاصلاً على نيابة رمد للعمل بمستشفى أبوالمطامير، وساعتها كان نائماً، مشيرا إلى أنه في نفس توقيت ذهابه للكلية كما كان متعوداً أيام الدراسة، وقتما كان طالبا وإذا بوالده المتوفى يوقظه من النوم وهو يقول له: قوم يا نبيل استلم شغلك في ابو المطامير انت شغلك واكل عيشك هناك متقطعش، وبدون تردد جئت واستلمت عملي ولقيت ناس غلابة كتير جداً وشوفت بعينى حالات كنت بقول والله لو فتحت عيادة هنا مستحيل حلاقى كشف واحد يجيلى منهم.

واختتم قصته قائلاً: «أنا بتاجر مع ربنا لانال رضاه ورضى والدى الذي أوصانى بالمرضى الغلابة».

«المصرى اليوم» تلتقى الدكتور نبيل سارى المعروف بـ«طبيب الغلابة» لتعرض قصته: