المصري اليوم - اخبار مصر- هل وصلت العلاقات السودانية الإثيوبية إلى طريق مسدود؟ (تقرير) موجز نيوز

هل وصلت العلاقات السودانية الإثيوبية إلى طريق مسدود؟ (تقرير)

اشترك لتصلك أهم الأخبار

سد النهضة وأراضي الفشقة أصبحت خلال الشهور الأخيرة عناوين رئيسية تحدد مسار العلاقات السودانية الإثيوبية التي تشهد في الفترة الحالية أزمة كبيرة متصاعدة بين الجارتين الكبيرتين في منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، الأمر الذي يثير المخاوف لدى كثير من المراقبين من وصول هذه العلاقات إلى طريق مسدود، خاصة في ظل المحاولات المتكررة من جانب حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد عدم الالتزام والاعتراف بالاتفاقيات الدولية التاريخية التي حددت مسار الحدود بين السودان وإثيوبيا والتي تعرف باتفاقية عام 1902، إضافة إلى مماطلتها في مفاوضات سد النهضة ورفض كل المقترحات المصرية السودانية بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.

* تاريخ الخلاف السوداني الإثيوبي حول الفشقة

تبلغ مساحتها حوالي 12 ألف كلم مربع أو ما يقرب من ٣ ملايين من أخصب الأراضي الزراعية، ويعود الخلاف بين السودان وإثيوبيا حولها إلى منتصف القرن العشرين حيث دخل مئات المزارعين الإثيوبيين إلى المنطقة الواقعة بين نهري ستيت وعطبرة السودانيين وقاموا بزراعة أراضيها خلال موسم الأمطار.

ولجأت القوات المسلحة السودانية إلى احتجاز هؤلاء ومعداتهم وإعادتهم إلى إثيوبيا.

ووصف السودان الأمر رسمياً بأنه «محاولة لاحتلال أراض» داخل حدوده الدولية بموجب معاهدات تعود إلى الحقبة الاستعمارية.

لكن الأمر لم يثن المزارعين الإثيوبيين من مواصلة دخول المنطقة لزراعة الحقول. وعلى مدى أكثر من عقدين استقر آلاف المزارعين الإثيوبيين في الفشقة وزرعوا أرضها ودفعوا الضرائب للسلطات الإثيوبية.

وعقد البلدان محادثات عدة على مر السنين لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق على ترسيم خط الحدود الفاصل بينهما في محاذاة الفشقة.

وتتهم الحكومة السودانية إثيوبيا باحتلال الفشقة في سنوات حكم الرئيس السوداني المعزول عمر البشير عبر ميليشيات تشكلت من مجموعات سكانية إثيوبية تعمل في النشاط الزراعي حيث تضغط على الحكومة المركزية في أديس أبابا لاستعادة البلدة الغنية بالأراضي الزراعية.
وظلت القوات السودانية خارج المنطقة حتى اندلاع النزاع في اقليم تيجراي الإثيوبي بين الحكومة الإثيوبية الفيدرالية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في نوفمبر 2020.

وتقع الفشقة بمحاذاة إقليم تيجراي الإثيوبي الذي يشهد عمليات عسكرية وحرب بين الجيش الاثيوبي وقوات جبهة تحرير تيجراي الأمر الذي أجبر الآلاف من أبناء الاقليم إلى الهرب باتجاه السودان.

وأعاد السودان نشر قواته في منطقة الفشقة لاستعادة أرضه المحتلة وتمركزت قواته عند خط الحدود الدولية، معلنا استعادته لأراض في المنطقة تقع ضمن حدوده الدولية.

واتهمت إثيوبيا السودان بدخول أراض ضمن حدودها وحذرت من رد عسكري إذا تطلب الأمر.

المسؤولون السودانيون أكدوا في مناسبات متعددة خلال الشهرين الماضيين على سودانية الفشقة، حيث أكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أن القوات المسلحة السودانية ستظل صمام أمان البلاد وعلى جاهزية تامة لحماية حدودها من كل معتدي، مشيرا إلى أنها قدمت 84 شهيدا خلال عملية استعادة منطقة الفشقة، وأكد انها ستبقى فيها للرد على أي عدوان يستهدف الأراضى السودانية.

* السودان يسحب سفيره من اديس أبابا للتشاور.. والخرطوم تستدعي السفير الإثيوبي

خلال شهري أغسطس الماضي وسبتمبر الجاري شهدت العلاقات السودانية تصعيدا كبيرا، البداية كانت في أوائل أغسطس الماضي حيث استدعى السودان سفيره لدى إثيوبيا للتشاور بعد رفض أديس أبابا وساطة الخرطوم بشأن الأزمة في إقليم تيجراي.

وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إنها رصدت التصريحات التي صدرت مؤخرا عن مسؤولين اثيوبيين كبار برفض مساعدة السودان في انهاء النزاع الدموي المحتدم في اقليم تيجراي، بدواعي عدم حياده واحتلاله لأراض إثيوبية.

وأضافت: «نحن ازاء هذه التصريحات الغريبة نقول: إن الايحاء بلعب السودان دورا في النزاع وادعاء الاحتلال هو استمرار لما درجت عليه إثيوبيا من تجاوز الحقائق في علاقتها بالسودان، وترويج مزاعم لا تملك لها سندا، ولا تقوم إلا على أطماع دوائر في الحكومة الإثيوبية لا تتورع عن الفعل الضار لتحقيقها».

وأكدت الخارجية السودانية أن اهتمام السودان بحل نزاع إقليم تقراي هو جزء من التزامه بالسلام والاستقرار الاقليمي، وتعبير عن حرصه على استتباب الاوضاع في إثيوبيا، وللتضامن فيما تواجهه من تحديات.

وأشارت إلى أن مبادرة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك في إطار رئاسته للايقاد تهدف إلى تشجيع الأطراف الإثيوبية على التوصل لوقف شامل لإطلاق النار، والدخول في عملية حوار سياسي شامل للحفاظ على وحدة واستقرار إثيوبيا.

وقالت الخارجية السودانية في بيانها «يظل تواصل البلدين الاساس لتخطى ما يطرأ من تعقيدات، كما هو اساس لترقية العلاقات بينهما، ولم تتوقف جهود السودان بحكم مسؤوليته وسيواصل الدفع باتجاه إيجاد حل للنزاع في أثيوبيا.

وأكدت أن التحلى بالمسؤولية واستبشاع المعاناة الإنسانية الكبيرة في إقليم تيجراي يسوغان للسودان ولكل قادر على الفعل الايجابي أن يبذل ما في الوسع من مساعدة، ناهيك عن رئاسة السودان للايجاد وواجباته المستحقة، وعن كونه جارا يتعدى إليه الكثير من آثار النزاع سيما اللاجئين، وستحسن إثيوبيا موقفا إن هي نظرت فيما يمكن أن يقوم به السودان على اساس من قدرته على توفير الحل المطلوب، عوض أن ترفض جملة أي سعي منه، خاصة وإن الأطراف الاقليمية والدولية جميعها مهتمة بطي النزاع في إقليم تيجراي، وقالت «ومن أجل تحديد خياراته في هذا الشأن، فقد استدعى السودان سفيره لدى اثيوبيا للتشاور.

ونتيجة للتوتر في العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا طلبت الحكومة السودانية رسميا من الأمم المتحدة استبدال قوات حفظ السلام الإثيوبية العاملة في منطقة «أبيي» المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان بقوات من دول أخرى، جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقدته الدكتورة مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية مع جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام وبارفيت اونانغا انيانغا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص للقرن الأفريقي.

وأكّدت الوزيرة مرمي الصادق المهدي للمسؤول الأممي موقف السودان الثابت بشأن استبدال القوات الإثيوبية المشاركة ضمن «يونيسفا» بقوات أخرى، نظراً للمتغيرات الراهنة على صعيد العلاقات مع إثيوبيا وفقدان قواتها صفة الحيادية.

من جانبه قال لاكروا إنه يجري تواصلاً مع جنوب السودان وإثيوبيا بشأن التوصل إلى صيغة توافقية بما يضمن عملية الاستبدال السلس دون إحداث فراغ في مهمة البعثة، بجانب تقييم مدى التزام السودان وجنوب السودان فيما يلي الاتفاق حول مسألة الحدود.

ومع تدفق جثامين ضحايا الصراع في إقليم تيجراي الاثيوبي إلى السودان عبر نهر ستيت استدعت وزارة الخارجية السودانية بتاريخ ٣٠ اغسطس ٢٠٢١م، سفير جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديموقراطية لدي الخرطوم على خلفية عثور السلطات السودانية خلال الفترة من ٢٦ يوليو وحتى ٨ اغسطس ٢٠٢١م، على عدد 29 جثة حملها نهر ستيت شرق القرى المحاذية لمحلية ود الحليو بولاية كسلا، حيث قامت السلطات المختصة في الولاية بالإجراءات اللازمة بموجب أحكام قانون الإجراءات الجنائية لجمهورية السودان.

وأبلغت وزارة الخارجية السفير الإثيوبي بأن الجثث تعود إلى مواطنين إثيوبيين من قومية التقراي، تم تحديد هواياتهم بواسطة بعض الأفراد الإثيوبيين المقيمين بمنطقة ود الحليو. وقد طلبت وزارة الخارجية من السفير الإثيوبي نقل ذلك لسلطات بلاده.

* إثيوبيا تحاول جر السودان إلى أزماتها الداخلية

تواصل الحكومة الإثيوبية سياستها بمحاولة خلط الأوراق من خلال تصعيد قضية سد النهضة داخليا وخارجيا بهدف توجيه أنظار الشعب الإثيوبي بعيدا عن الأزمة الداخلية التي تعاني منها إثيوبيا حاليا منذ حوالي ١٠ أشهر والحرب المشتعلة في غالبية أقاليم إثيوبيا خاصة أقاليم تيجراي وأمهرة وعفار أوروميا وبني شنقول .

وفي محاولة إثيوبية مكشوفة لصرف أنظار الشعب الاثيوبي عن الأزمة الداخلية التي تعاني منها أثيوبيا، أعلنت أديس أبابا عن نجاح القوات الإثيوبية بصد هجوم مسلح قامت به الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي انطلاقا من الحدود السودانية لتعطيل عملية بناء سد النهضة الإثيوبي.

وقال منسق قطاع العمليات لفرقة العمل المشتركة في منطقة متكل بإقليم بني شنقول، العقيد سيف إنجي، إنه تم القضاء على 50 من أعضاء المجموعة بينما أصيب الـ 70 الباقون بجروح خطيرة.

وأضاف أنه تمت مصادرة ألغام مضادة للمركبات وأنواع مختلفة من المتفجرات في أيدي الجماعة التابعة للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي .

وأكد المسؤول الإثيوبي عن متابعة ومراقبة الجيش الإثيوبي عن كثب عبر المناطق الحدودية لحماية سد النهضة وحماية المنطقة من أي تهديد داخلي وخارجي ضد سيادة البلاد.

* السودان: على النظام الإثيوبي حل مشاكله الداخلية بعيدا عن السودان

السودان رد على تصريحات الجيش الإثيوبي والتي اتهم فيها السودان بدعم مقاتلي جبهة تحرير تجراي من خلال بيانين صدرا عن الخارجية السودانية والمستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة السودانية العميد دكتور الطاهر أبوهاجة.

وقالت وزارة الخارجية السودانية أنها تابعت بكل أسف التصريحات المضللة المنسوبة للجيش الإثيوبي، بشأن إدّعاء دخول مجموعة مسلحة عبر الحدود السودانية لإستهداف منشأة إثيوبية، وإذ تشجب الوزارة مثل هذه التصريحات التي لا أساس لها من الصحة وذات الغرض المفضوح الذي يهدف لمجرد الإستهلاك السياسي، لتؤكد إلتزامها التام بمبادئ حُسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأُخرى.

وأوضحت الوزارة أنّ الحكومة الإثيوبية درجت على إقحام إسم السودان بصورة متكررة كلما تفاقمت حِدة أوضاعها الداخلية.

وطالبت وزارة الخارجية السودانية الحكومة الإثيوبية بالكفّ عن العداونية في التعامل مع السودان والتي درجت عليها طيلة الفترة الماضية، ووقف تكرار الإدعاءات التي لا يسندها واقع ولا منطق ضد السودان تحقيقاً لمصالح وأغراض شخصيات ومجموعات محددة .

وأكدت الخارجية الإثيوبية أن السودان يسيطر على كامل أراضيه وحدوده المعترف بها دولياً مع الجارة اثيوبيا، وأن السودان لن يسمح باستغلال اراضيه من أي جهة، وأنّه لا نية له في غزو أرض الغير أو الاستيلاء عليها.

وقال المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة السودانية ا الطاهر أبوهاجة إنه على النظام الإثيوبي حل مشاكله الداخلية بعيداً عن السودان.

وأضاف: لقد تابعنا تصريحات منسوبة للجيش الإثيوبي تتحدث عن دعم القوات المسلحة السودانية لمجموعات مسلحة حاولت تخريب (سد النهضة)، نحن نؤكد أن هذا الإتهام لا أساس له من الصحة، مضيفاً أن السودان وجيشه لا يتدخل في القضايا الداخلية للجارة إثيوبيا أو غيرها .

وتابع: ندعو القيادة الإثيوبية العمل على حل صراعاتهم بعيداً عن إقحام السودان فيها، ويعبر هذا التصريح عن الواقع الصعب الذي يعيشه النظام الإثيوبي بسبب انتهاكاته المستمرة لحقوق شعب.

* الخارجية الإثيوبية تدعو السودان أن يرجع إلى الطريق الصحيح

قدم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأثيوبية رسالة إلى السودان بأن يرجع إلى الطريق الصحيح مصرحاً بأن قضية الحدود الأثيوبية- السودانية لاتزال جزء من التحديات الدبلوماسية التي تواجهها أثيوبيا، إلا أن موقف أثيوبيا الحذر وإعطاء الاولوية للحل الدبلوماسي تؤكد نضوج السياسية الأثيوبية.

جاء ذلك في التصريح الصحفي الأسبوعي الذي يقدمه المتحدث الرسمي للخارجية الإثيوبية، حيث أوضح أن السودان مازال يسيطر على أراضي أثيوبية إلا أن موقف أثيوبيا واضح بضرورة الرجوع إلى الوضع القائم الذي كان والمواصلة في الآليات المتفق عليها في تحديد الحدود.

وفي حديثه حول وجود جثث في نهر تيكزي، أوضح دينا فقي بأنه ليس له تقرير متكامل عن الحادثة إلا أن الجماعة الإرهابية قامت بنقل جثث قتلاها من ولايتي عفر وأمهرا بعد تراجعهما.

واعتبر المسؤول الاثيوبي ان السبب وراء إتهام السلطات السودانية للخطوط الجوية الأثيوبية بنقل شحنة أسلحة إلى السودان، كان المقصود منها هو تشوية سمعة الخطوط الجوية الأثيوبية. متسائلاً لماذا كل هذه الدراما؟ فإن الحكومة السودانية ادعت بنقل شحنة أسلحة عبر الخطوط الجوية الأثيوبية إلى السودان بصورة غير صحيحة وغير قانونية، فيما نفي مسؤولون سودانيون ذلك وأكدوا على قانونية وصحة الشحنة.

* دبلوماسي سوداني سابق: الحرب في اثيوبيا بين التيجراي والجيش الإثيوبي دخلت في مرحلة تكسير العظام

رئيس مبادرة تعزيز العلاقات السودانية المصرية السفير دكتور على يوسف قال ل «المصري اليوم»: أنه من الواضح أن الحرب التي تدور رحاها الان في اثيوبيا بين جبهة تحرير تيجراي والقوات الإثيوبية الاتحادية مدعومة بميليشيات الشفتة والأمهرة بلغت مرحلة يمكن تسميتها بـ «مرحلة تكسير العظام»، مشيرا إلى قوات كلا الطرفين تتجهان نحو مدينة «الحمره» وهي مدينة على الحدود السودانية الإثيوبية وهي تشكل المنفذ الوحيد لإثيوبيا للعالم الخارجى.

وقال إن الحمرة تواجه منطقة الفشقة التي استعادتها القوات المسلحة السودانية من عصابات الشفتة الإثيوبية وبعض القوات الإثيوبية في الفترة الماضية، وأعلنت السودان استعادتها بصورة رسمية.

وأشار السفير على يوسف إلى أن السودان يستند في موقفة إلى اتفاقية ١٩٠٢ التي حددت الحدود السودانية الإثيوبية والتي على اساسها تقع الفشقة الكبري والصغري ضمن حدود السودان .

ولفت الدبلوماسي السوداني السابق إلى تصريحات المتحدث باسم بالخارجية الإثيوبية دينا مفتي التي اتهم فيها السودان بدعم قوات المعارضة الإثيوبية وان هناك قوات سودانية دخلت الأراضي الأثيوبية، وأكد السفير على يوسف أن إدعاءات المتحدث الاثيوبي غير صحيحة، حيث لم تدخل القوات السودانية إلا منطقة الفشقة الكبري والصغري.

وقال يوسف: من الواضح أن إثيوبيا تحاول الزج باسم السودان فيما يجري من تطورات داخل اثيوبيا خاصة الصراع بين جبهة تحرير تيجراي والقوات الإثيوبية الاتحادية، مشددا على أن السودان بعيد كل البعد عن هذا الامر .

وأشار السفير على يوسف إلى ما يجري في اثيوبيا صراع داخلي له تاريخ بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي عندما دخلت قوات المعارضة بقيادة جبهة تحرير تيجراي حربا ضد نظام الامبراطور الاثيوبي منجستو هايلي مريام ونجاح الجبهة في دخول أديس أبابا وإسقاط نظام منجستو وهروبه إلى زيمبابوي.

وقال يوسف إن حكم التيجراي بقيادة رئيس الوزراء الاثيوبي الأسبق مليس زيناوي لسنوات طويلة وسيطر التيجراي على كل مفاصل الدولة الإثيوبية إلى أن توفي زيناوي وجاء بعده هايلي مريام ديسالين وبعدها تغيرت معادلة القوة في اثيوبيا وأخيرا جاء بعده رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد إلى السلطة وتخلص من كبار المسؤولين في الدولة الإثيوبية المنتمين لأقلية التيجراي .

وتطرق السفير على يوسف إلى بداية الصراع بين جبهة تحرير تيجراي ورئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد، مؤكدا أن السودان بعيد كل البعد عنها وليس له أي مصلحة في أن يلعب أي دور من الأدوار التي تسيء إلى علاقته بإثيوبيا .

وأشار الدبلوماسي السوداني السابق إلى أن ملف سد النهضة الاثيوبي هو الذي بدأت من خلاله اشكاليات العلاقة بين الخرطوم وأديس أبابا وذلك بسبب التعنت الاثيوبي ورفض أية محاولات ومقترحات من جانب مصر والسودان للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين الأطراف الثلاثة يحفظ لدولتي المصب حقوقهما في المياة وحقوقهم في معرفة ما يجري في السد وأيضا حقوقهما إذا تسبب السد في أية أضرار كبيرة على أيا من البلدين بسبب قيام هذا السد، وهو أمر منصوص عليه في القوانين الدولية .

وأكد السفير على يوسف أن ملف سد النهضه هو الذي تسبب في تدهور العلاقات بين السودان وإثيوبيا، ثم حدثت الاعتداءات الإثيوبية على قوات سودانية داخل الفشقة، وقيام الجيش السوداني باسترداد الفشقة بسرعة بسرعة وبشكل احترافي وكامل، وتأكيد القيادة السودانية أنها ارض سودانية .

واعتبر السفير على يوسف أن التصعيد الاثيوبي المتعمد يهدف إلى حشد التأييد الداخلي لرئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد ضد قوات التيجراي .

وأعاد يوسف التأكيد على أن السودان ليس له مصلحة فيما يجري في أثيوبيا، مشددا على أنه أمر يخص الإثيوبيين أنفسهم سواء أمهرة أو تيجراي أو اورومو .

وقال: «بالنسبة لنا في السودان أثيوبيا دولة جارة ونحن حريصون على أن تكون مستقرة ولا تحدث بها مشاكل أو أن يكون هناك لجوء بأعداد كبيرة من الإثيوبيين للسودان».

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر المصري اليوم وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى