موجز نيوز

بالفيديو| دولٌ تحرق جثثها.. موتٌ آخر بعد الموت

[real_title] بعد انتشار فيروس كورونا، اتجهت الصين إلى حرق جثث الموتى من ضحايا الفيروس القاتل، لتنضم إلى قائمة البلدان التي تحرق جثث موتاها، لأسباب متعلقة بموروثات قديمة.

 

يعود موروث حرق جثث الموتى إلى قديم الزمن، فهي من الطقوس المتبعة في بعض البلدان منها الصين واليابان والهند والسويد وأمريكا.

 

منذ ظهور فيروس كورونا الجديد في سوق بمدينة ووهان الصينية  في ديسمبر الماضي وهو ينتشر حول العالم حتى تسلل إلى 25 دولة حتى الآن مخلفًا 165 إصابة مؤكدة بالفيروس وحالتي وفاة فقط خارج الصين، بينما سجل 425 وفاة و20 ألفا و438 إصابة في بلد المنشأ.

وبحسب إحصاءات لوكالة "أسوشيتد برس"، وصل الفيروس إلى 13 دولة في قارة آسيا غالبيتها مجاورة للصين وهي اليابان (20 إصابة)، وتايلاند (19)، وسنغافورة (18)، وكوريا الجنوبية (16)، وتايوان (10)، وماليزيا (10)، وفيتنام (9)، والهند (3)، إضافة إلى إصابة واحدة في كل من الفلبين ونيبال وسريلانكا وكمبوديا.

 

 

حرق موتى "كورونا"

 

قررت السلطات الصينية حرق جثث فيروس كورونا" target="_blank">ضحايا فيروس كورونا الجديد، بالقرب من مكان وفاتهم، وعدم جواز نقل رفات المتوفين بفيروس كورونا بين المناطق المختلفة، ولا يمكن حفظها بالدفن بأي وسيلة أخرى.

 

وبحسب بيان صادر عن اللجنة الوطنية للصحة في الصين، فإنه يجب تطهير الجثث، ووضعها في حقيبة مختومة من قبل العاملين بالمجال الطبي، ويجب حرق الجثث في محارق جثث محددة.

 

وإن كانت الصين قد لجأت إلى حرق جثث الذين توفوا بفيروس كورونا، فإن هذه الطريقة متبعة في بعض البلدان، ما بين ثقافة وطقوس دينية وتاريخية لبعض الديانات غير السماوية، وبين رؤية بعض البلاد بأن دفن الموتى في مقابر يعد تضييعا للأرض، بحيث يمكن توفير هذه المساحات التي تُخصص للمقابر، واستغلالها في أشياء أخرى.

 

 

 

عادة قديمة 

ترجع عادة حرق جثث الموتى إلى قديم الزمان، ورغم ذلك لا تزال قائمة في بعض البلدان، كالصين واليابان والهند والسويد، وحتى في أمريكا هناك أسر تحرق جثث ذويهم وتصطحب رفاتهم إلى المنزل، كذلك الحال عند الألمان الذين اتجهوا في السنوات الأخيرة إلى هذه الطريقة لتوفير مساحات الأرض.

 

 

 

 

وروت بعض الروايات أنه في القرن العاشر الميلادي كان الفايكنج يدفنون الجواري ليرافقن أسيادهن في رحلة ما بعد الموت، بحسب اعتقادهم، كما أن الإسكندر المقدوني قد حاول منع تلك العادة في الهند، ومن بعده المغول.

 

وانتشرت عادة حرق جثث الموتى بين الصينيون القدماء، والإغريق والرومان القدامى، إذ كانوا يعتقدون أن حرق الجثث يطهر الروح من الذنوب، كذلك ارتبطت هذه العادة  بالهندوس والبوذيين والوثنيين من الهنود وغيرهم، فربما مارس تلك العادة معظم العصور القديمة، ومنهم من يتمسك بها حتى الآن.

 

وعادة ما يتم حرق الجثث باستخدام درجات حرارة مرتفعة للحرق والتبخر، والتخلص من الرفات بنثره في الهواء الطلق،  أو طحنه وتعبأته في عبوات واصطحابه إلى منزل المتوفى، وغير ذلك.

 

في الهند

 

ربما صادفت مشهد في مسلسل هندي، يحضر فيه أهل المتوفى قطع من الخشب يرصونها فوق جثة المتوفى ويدور أحدهم حول الجثمان ويسكب من ورائه مادة معينة، ثم يشعل النيران وتلتهب ألسنتها المتوفى حتى يصبح رماد، ولكن لماذا يفعلون هذا ؟.

 

بهذه الطريقة الغريبة، تُحرق آلاف الجثث في الهند، إذ يعتقد أصحاب الديانة الهندوسية، والتي تعد أكبر الديانات في الهند، أن حرق الجثث يساعد  على تطهير النفس من الذنوب، كما يعيد الروح إلى أصلها بهذه الطريقة التي يسمونها في عقيدتهم بـ"السوتي"، أو "عقيدة الفناء".

 

 

 

الحرق في اليابان

 

في اليانان طقوس غريبة وخاصة بحرق الجثث، تبدأ بتنظيف الميت وتجميدها بالثلج الجاف حتى لا تتعفن الجثة، وإذا كانت المرأة  فيزيد عليها تزين وجهها بأدوات التجميل، ثم تنظيم حفل عائلي يتم خلاله ترطيب فم المتوفى بالماء.

 

وفي صياح اليوم التالي من الوفاة، تبدأ طقوس خاصة بإلقاء نظرة الوداع الأخير على وجه المتوفي، حتى إذا جاء عصر اليوم الثاني، فيأتي إليه الأصدقاء والجيران ليلقون هم أيضا نظرة الوداع.

 

ومع ظهيرة اليوم الثالث يقام حفل عائلي آخر، بوصول التابوت الذي سيوضع فيه جثمان المتوفى، ويقوم الأهل بوضع قطع من الملابس والنقود المزيفة بجواره، ووضع الورد حول رأسه، ثم يُغلق التابوت وينتقل من البيت إلى مبنى مكون من عدة أفران، فيه يتم تسليم التابوت إلى المسؤولين بالمحرقة.

 

وبعد إلقاء نظرة أخرى على المتوفى، توضع الجثة في الفرن لنحو ساعة من الزمان، يتحول بعدها إلى رماد، يأخذه أهله في جرة وما تبقى من عظام الرأس والرقبة، ويعودون بها إلى المنزل مرة أخرى لتبدأ احتفالات ومراسم العزاء الرسمي.

 

 

وهكذا هو الحال مع 95% من الموتى في اليابان، تُحرق جثثهم في الأفران التي تزايدت بكثرة في الفترة الأخيرة لتواكب حجم الطلب، لاسيما في ظل صعوبة العثور على منشأت جديدة، وكثافة السكان، فباتت تلك العادة الغالبة على دفن الموتى.

 

 

السويد الثانية عالميا

بعد اليابان تأتي السويد في المرتبة الثانية من حيث معدلات حرق جثث الموتي، لتصل إلى نحو 70% من المتوفين الذين يتم حرق جثثهم، ففي عام 2016 وصل عدد الجثث التي تم حرقها لنحو 70 ألف جثة.

 

وشُيدت أول مقبرة لحرق الجثث في السويد عام 1887، وتزايدت عبر الزمان، وتتم عملية الحرق باستخدام درجة حرارة مرتفعة تصل إلى 1.100 درجة سيليزية، لتسخين الجثة في عملية كيميائية، حتى لا يتبقى من الجسد سوى أجزاء من عظام القدمين والركبتين والفخذ.

 

وبعد حرق الجثة يتم وضع الرماد في جرة صغيرة لنثره في الهواء، أو في مقبرة تابعة للكنيسة، وفي عام 2016 أعلنت وسائل إعلام سويدية أن الحكومة تشكل لجنة لدراسة إمكانية استرداد نحو 22 طن من المعادن التي تدفن سنويا من خلال عملية حرق الجثث.

 

 

أمريكا.. حرق وإذابة

اعتادت بعض الأسر في الولايات المتحدة الأمريكية حرق جثث موتاها واصطحاب رمادها إلى منازلهم، وفي ذلك تقوم بعض الشركات المتخصصة بحرق الجثث وطحنها وتعبأتها في علب، وفقا للطقوس الدينية المتعارف عليها بين المنتمين لهذه الديانات غير السماوية.

 

ولكن مع بداية عام 2019، صادق مجلس الشيوخ الأمريكي، على مشروع قانون يسمح باستخدام رفات جثث الموتى في صناعة سماد عضوي، كبديل لدفن الموتى أو حرق الجثث، وهي طريقة تُعرف بـ"الاختزال العضوي الطبيعي".

 

وتقوم عملية الاختزال العضوي الطبيعي على تحلل الجسم وتحوليه إلى سماد مشبع بالمغذيات، عن طريق وضع الجثة في غرفة مغلقة مع رئقائق خشب وقش، وضخ الهواء إلى الداخل بشكل دوري، لتزويد الوسط بالميكروبات التي تساعد في التحلل، ليتحول إلى تربة الجسد في فترة لا تزيد عن 4 أسابيع.

 

 

وهكذا يتم حرق الجثث عند درجة حرارة 1000 درجة مئوية، حيث توضع الأجساد في أسطوانة من الصلب غير قابل للصدأ، وتسجينها، وبعد ساعات قليلة لا يتبقى من الجثة شيئا صلبا سوى العظام،

 

ويمكن لأسر المتوفى استخدام السماد الناتج عن تحلل الجثث في زراعة الأشجار، حيث يتحول جسد المتوفى إلى سماد لتغذية الشجرة، بعد التحلل العضوي وزرع بذرة من شجرة مع رفاته، وفقا للتشريع الأمريكي.

 

توفير مساحات للألمان

 

وفي خضم الحياة المعاصرة أصبح يميل الكثير من الألمان إلى حرق جثث الموتى ودفن الرماد في جرار خشبية، بدلا من الدفن بالطرق التقليدية في المقابر، وذلك لأسباب عدة منها تباعد الأسر عن بعضها من حيث الأماكن السكنية، فضلا عن رؤيتهم لتوفير مساحات المقابر، واستغلالها في أشياء أخرى.

 

وينص قانون الدفن الألماني على دفن بقايا المتوفى في مقبرة، أو في منطقة مصممة خصيصا لذلك، ولهذا توفر العديد من مكاتب الجنائز خيار الدفن في الطبيعة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

أخبار متعلقة :