موجز نيوز

بعد استقالة رئيس الجزائر.. «السبسي» يخشى من مصير «بوتفليقة»

[real_title] يبدو أن الأحداث المتسارعة في الجزائر، والتي اضطر بسببها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لتقديم استقالته، تقلق الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي.

 

فالرئيس التونس ولأول مرة منذ توليه دفة الحكم، يلمح إلى إمكانية عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة في البلاد. 

 

ويرى المراقبون للشأن التونسي، أن ما حدث في الجزائر سينعكس بدوره على السباق الرئاسي في تونس، مؤكدين أن تصريحات السبسي جاءت وفقا لذلك.

 

تلميحات السبسي

 

 

وفي تصريحات لافتة، أكّد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أنه ليس مقتنعًا بأن من مصلحة تونس أن يعيد ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في شهر نوفمبر المقبل.

 

وقال الباجي قايد السبسي، في حوار مع صحيفة "القدس العربي": "الدستور يسمح لي بالترشح لعهدة ثانية، ولكن ليس لأن الدستور يسمح بعهدة ثانية علي أن أستخدم ذلك".

 

وأضاف رئيس الجمهورية: "كل توجه يخدم مصلحة تونس أسير فيه، وإلى الآن لست مقتنعًا بأنّ من مصلحة تونس، أن أُعيد ترشحي".

 

واستطرد: "صحيح أن الدستور أعطاني الحق، ولكن ليس بالضرورة أن أستخدمه وهناك مواعيد لوضع الترشّحات، وأنا سأترقب المواعيد وأرى".

 

دلالة الأحداث

 

وعلق تونسيون من بينهم الكاتب، كريم بن طالب، على تلميحات السبسي، قائلًا، إن "استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، هي التي دفعت السبسي إلى مراجعة موقفه من مسألة ترشحه للاستحقاق الرئاسي المقبل، مشدّدًا على أنّ ما وصفه بـ "زخم" الأحداث التي تشهدها الجزائر، ستكون لها تداعيات كبرى على تطوّرات المسار السياسي التونسي، خلال المرحلة المقبلة.

 

وحذر في تصريحات صحفية من أن ترشح السبسي لعهدة رئاسية جديدة قد تجعل ما يسمّى "الاستثناء التونسي"، معرّضًا للخطر.

 

لكنه استدرك قائلاً: "أعتقد أن السبسي له من الذكاء و الدهاء السياسيين، ما يجعله لا يخاطر بمثل هذه الخطوة".

 

تصريحات سابقة

 

 

وقبل أسبوع قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في حوار متلفز، إن من حقه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يخول الدستور له ذلك، وهناك ضوابط وأوقات دستورية يتم من خلالها الحسم في مسألة الترشح من عدمه“ .

 

وشدد السبسي على أن تركيزه منصب حاليًا على خدمة مصلحة تونس، وشعبها وأن اتخاذ القرار في هذا الشأن سهل تقديره لمصلحة البلاد، وفق قوله.

 

بدورها أعلنت حركة ”نداء تونس“، في وقت سابق، أنّ مؤسّسها رئيس البلاد الباجي قائد السبسي، سيكون ”المرشّح الأوّل“، في السباق الرئاسي المرتقب، إذا رغب بالترشح.

 

وقال القيادي في حركة ”نداء تونس“، سفيان طوبال، في تصريح صحفي لإذاعة ”شمس أف أم“ المحلية، إن حزبه سيشارك في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، وإنّه سيُعلن عن مرشحه للرئاسيات خلال المؤتمر المقبل للحزب، موضّحًا أن المرشح ”يختاره أعضاء نداء تونس وقواعده“.

 

استقالة بوتفليقة

 

 

وجَّه الرئيس الجزائري المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة رسالةً إلى الشعب، طالب من خلالهاالجزائريين والجزائريات بـ «المسامحة والمعذرة والصفح عن كل تقصير» ارتكبه في حقهم.

 

وجاءت رسالة بوتفليقة بعد يوم من إبلاغه المجلس الدستوري الجزائري، باستقالته رسميا، بعد تجديد الجيش دعوته لتطبيق المادة 102 من الدستور.

 

وقال بوتفليقة في نصّ الرسالة التي نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية: «وأنا أغادر سدة المسئولية وجَبَ عليَّ ألا أُنهي مساري الرئاسي من دون أن أوافيكم بكتابي الأخير هذا، وغايتي منه ألا أبرح المشهد السياسي الوطني على ثناء بيننا يحرمني من التماس الصفح ممن قصرت في حقهم من أبناء وطني وبناته، من حيث لا أدري، رغم بالغ حرصي على أن أكون خادماً لكل الجزائريين والجزائريات، بلا تمييز أو استثناء».

 

وأضاف الرئيس المستقيل قائلاً: «عما قريب، سيكون للجزائر رئيس جديد، أرجو أن يعينه الله على مواصلة تحقيق آمال وطموحات بناتها وأبنائها الأباة، اعتماداً على صدق إخلاصهم وأكيد عزمهم على المشاركة الجادة الحسية الملموسة، من الآن فصاعداً، في مواصلة بناء بلادهم بالتشمير على سواعدهم وبسداد أفكارهم ويقظتهم المواطنية».

 

وشدَّد على أنه «رغم الظروف المحتقنة، منذ 22 فبراير2019″، ما زال كله أمل أن المسيرة الوطنية لن تتوقف، وسيأتي مَن سيُواصل قيادتها نحو آفاق التقدم والازدهار، مولياً «رعاية خاصة لتمكين فئتي الشباب والنساء من الوصول إلى الوظائف السياسية والبرلمانية والإدارية».

 

وقال: "إن كوني أصبحت اليوم واحداً من عامة المواطنين لا يمنعني من حق الافتخار بإسهامي في دخول الجزائر في القرن الحادي والعشرين وهي في حال أفضل من الذي كانت عليه من ذي قبل، ومن حقي التنويه بما تحقق للشعب الجزائري الذي شرفني برئاسته، مدة عشرين سنة، مِن تقدُّم مشهود في جميع المجالات".

 

واستطرد مشيرا في رسالته: "لما كان لكل أجل كتاب، أخاطبكم مودعا وليس من السهل علي التعبير عن حقيقة مشاعري نحوكم وصدق إحساسي تجاهكم، ذلك أن في جوانحي مشاعر وأحاسيس لا أستطيع الإفصاح عنها و كلماتي قاصرة عن مكافأة ما لقيته من الغالبية العظمى منكم، من أياد بيضاء ومن دلائل المحبة والتكريم".

 

وأوضح: "لقد تطوعت لرئاسة بلادنا استكمالا لتلك المهام التي أعانني الله على الاضطلاع بها منذ أن انخرطت جنديا في جيش التحرير الوطني المجيد، إلى المرحلة الأولى ما بعد الاستقلال، وفاء لعهد شهدائنا الأبرار، وسلخت مما كتب لي الله أن أعيشه إلى حد الآن عشرين سنة في خدمتكم، والله يعلم أنني كنت صادقا ومخلصا".

 

ولفت الرئيس المستقيل: "مرت أيام وسنوات كانت تارة عجاف وتارة سنوات رغد، سنوات مضت وخلفت ما خلفت مما أرضاكم ومما لم يرضكم من أعمالي غير المعصومة من الخطأ والزلل".

 

وختم بوتفليقة رسالته للشعب الجزائري بقوله: «لـما كان دوام الحال من الـمحال، وهذه هي سنة الحياة، و لن تجد لسنة الله تبديلا و لا لقضائه مردا وتحويلا، أغادر الساحة السياسية و أنا غير حزين و لا خائف على مستقبل بلادنا، بل أنا على ثقة بأنكم ستواصلون مع قيادتكم الجديدة مسيرة الإصلاح و البذل و العطاء على الوجه الذي يجلب لبلادنا الـمزيد من الرفاه و الأمن بفضل ما لـمسته لدى شبابنا، قلب أمتنا النــــابض، من توثب وإقدام و طموح و تفاؤل».

 

واختتم بوتفليقة رسالته بـ"طلب السماح" من الشعب، قائلا: "أطلب منكم وأنا بشر غير منزه عن الخطأ، الـمسامحة والـمعذرة والصفح عن كل تقصير ارتكبته في حقكم بكلمة أو بفعل".

 

وتابع: "أطلب منكم أن تظلوا موَفين الاحتفاء والتبجيل لـمن قضوا نحبهم، ولـمن ينتظرون، من صناع معجزة تحريرينا الوطني، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تكونوا في مستوى مسؤولية صون أمانة شهدائنا الأبرار".

 

وقدّم عبدالعزيز بوتفليقة، الثلاثاء 2 أبريل  2019، استقالته من رئاسة الجزائر، في رسالة وجّهها للمجلس الدستوري، إثر حراك شعبي غير مسبوق انطلق في 22 فبراير وطالب برحيل النظام.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري