وما إن تقوم مجموعة من الحافلات الصغيرة بإنزال الطلاب المستعدين لبدء دروسهم اليومية، إلا وتمتلئ مجددًا وبسرعة بطلاب آخرين عائدين إلى منازلهم.
«مؤيد»، البالغ من العمر 13 عامًا، هو أحد الطلاب السوريين الذين يحضرون دروس ما بعد الظهر، اضطر للفرار من الرقة قبل أربعة أعوام مع عائلته خوفًا من المتطرفين الذين سيطروا على المدينة، ولا يزال يواجه صعوبة في طي صفحة ذكريات تلك الفترة.
يقول مؤيد لـ«مصر العربية»: «ما زلت أذكر كيف كانوا يقطعون رؤوس الناس في مدينتي.. لقد رأيت ذلك بأم عيني».
ويضيف: «هذا شيء لا أستطيع نسيانه، لكنني أحاول محو هذه الذكريات».
ونظرًا لتغيبه عن المدرسة بسبب الصراع، فإنّه اغتنم الفرصة لاستئناف تعليمه، ويذكر: "فرحت كثيرًا بحصولي على هذه الفرصة للالتحاق بالمدرسة.. لقد أحببتها منذ اليوم الأول".
ويضيف: "فاتني عامان من التعليم بسبب الحرب حيث يجب أن أكون في الصف السابع ولكنني الآن في الصف الخامس".
يرغب "مؤيد" أن يصبح مهندسًا، ما يتطلب منه الحصول على درجات جيدة في الرياضيات، وقد قال أستاذه محمد عرقجي إنّ قدرة "مؤيد" وحافزه للتعليم نموذجية عند الكثير من طلابه السوريين.
وأضاف: "هنالك طلاب أذكياء هنا.. إنّهم يحصلون على درجات جيدة وهم سريعو التعلم.. للطلاب السوريين آمال كبيرة، يريد بعضهم أن يصبحوا مهندسين، ويريد البعض الآخر أن يصبحوا أطباء، على الرغم من ظروفهم الصعبة".
وتابع: "في بعض الأحيان، قد يكون المخيم بعيدًا عن المدرسة، لكن الطالب يصر على القدوم للحصول على شهادة، وتحسين وضعه".
ويفسّر ذلك قائلًا: "المدرسة تقع في مكان يقطنه لاجئون سوريون، فنحن نواجه صعوبات كبيرة في بعض الأحيان.. لدينا قوائم انتظار، وأحيانًا إذا لم نتمكن من استيعاب عدد أكبر من الطلاب، فإننا نرسلهم إلى مدارس مجاورة أخرى".
وتضيف في رسالة لـ"مصر العربية"، عبر البريد الإلكتروني، أنّ هذا الدعم يكون على شكل كتب وأثاث وإمدادات أخرى، فضلًا عن تغطية تكاليف إعادة تأهيل مباني المدارس وتوسيعها.
وتشير إلى أنّها تقدم أيضًا مساعدات مالية مباشرة للمدارس، وتدير برامج مختلفة لتشجيع الأطفال السوريين على التسجيل والحفاظ على التعليم، بما في ذلك نوادي الواجبات المدرسية، ومجموعات الأهالي، ومتطوعي الاتصال التربوي الذين يعملون كصلة وصل بين المدارس والطلاب وأهاليهم.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري