موجز نيوز

مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين "بين فكي الأسد"

[real_title] بعد بدء العملية العسكرية التي أطلقها النظام السوري أصبح مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، بين فكي قوات بشار الأسد التي لم تستمع لأي تحذيرات الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية بحق أكثر من 6 آلاف لاجئ محاصر.

 

وكان النظام السور قد بدأ عملية عسكرية الجمعة الماضية لتطهير منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك والجزء الجنوبي من حي التضامن من مسلحي التنظيمين المنتشرين هناك.

 

وتأتي تلك العملية العسكرية في إطار سعي القوات الحكومية لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها بعدما سيطرت السبت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق.

 

فشل المفاوضات

 

وتواصل قوات النظام السوري قصفها المكثف على مخيم اليرموك جنوب دمشق، لليوم الثالث على التوالي، في وقت أبدت فيه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" خشيتها على مصير آلاف المدنيين في المخيم ومحيطه.

 

وكثف النظام السوري غاراته الجوية والمدفعية على مخيم اليرموك جنوب دمشق وذلك غداة فشل مفاوضات تقضي بانسحاب مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من نقاط وجودهم في الحي.

 

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الجمعة أن "سلاحي الجو والمدفعية في الجيش العربي السوري واصلا ضرب تحصينات وأوكار التنظيمات الإرهابية" في جنوب دمشق.

 

قلق دولي

 

ويرد التنظيم بإطلاق قذائف على الأحياء المجاورة، ما تسبب بمقتل مدني وفق المرصد في وقت أفادت سانا عن إصابة خمسة مدنيين بجروح ، غداة مقتل أربعة مدنيين وإصابة 52 آخرين الخميس.

 

وأبدت الأونروا في دمشق في بيان الجمعة "قلقها الشديد إزاء مصير المدنيين" مع استمرار "القصف وإطلاق قذائف الهاون والاشتباكات العنيفة داخل المخيم وفي محيطه".

 

وقدرت المنظمة وجود نحو ستة آلاف لاجئ فلسطيني مدني داخل المخيم ونحو ستة آلاف آخرين في المناطق المجاورة، مشيرة إلى "تقارير عن نزوح عدد كبير منهم إلى منطقة يلدا المجاورة".

 

تاريخ مخيم اليرموك

 

ومخيم اليرموك أكبر تجمّع للفلسطينيين خارج فلسطين المحتلة، ولطالما وصف بأنه عاصمة الشتات الفلسطيني، فكان خلال العقود الماضية حاضناً للحركة الوطنية الفلسطينية، ومنه برزت معظم القيادات الوطنية الفلسطينية وهو ما جعله ذا رمزية كبيرة بالنسبة لمجمل الفلسطينيين.

 

وأنشئ المخيم عام 1957، طرأت عليه تطورات كثيرة. وباستثناء بعض الحارات القديمة، لم يبق من المخيم سوى اسمه، مع تحوّله إلى مدينة مزدهرة استقطبت كبار التجار في دمشق الذين افتتحوا فيه فروعاً لمحلاتهم، بالنظر إلى القوة الشرائية لسكانه، ورخص أسعار البضائع فيه قياساً لمناطق دمشق الأخرى.

 

 أكبر تجمّع للفلسطينيين  

 

ومنذ ستينيات القرن الماضي، تحوّل مخيم اليرموك إلى ساحة استقطاب للنضال الوطني الفلسطيني، ونشطت فيها مجمل الحركات الثورية الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين.

 

 لكن مع الخلافات بين النظام السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية، تعرّض اليرموك كما غيره من المخيمات الفلسطينية لضغوط أمنية كبيرة، وتمّ اعتقال الآلاف من الفلسطينيين بتهمة انتمائهم لحركة فتح، وصودرت مكاتب الحركة. كما دعمت دمشق حركات انشقاق قام بها مسؤولون في فتح، ما أدى إلى تراجع دور مخيم اليرموك في العمل المسلح، وكذلك على مستوى الحراك السياسي، لصالح نشاط تجاري انعكس من خلال نهضة اقتصادية لافتة، أفضى إلى استقطاب عشرات آلاف السوريين للعمل والسكن فيه.

 

ومع تراجع حضور حركة فتح، برز دور حركتي حماس والجهاد الإسلامي في إطار محور "المقاومة والممانعة"، لكن مع اندلاع الثورة ضد نظام بشار الأسد، واتضاح التمايز بين حركة حماس والنظام السوري لرفضها دعمَ أسلوبه في التعامل مع الحراك الشعبي، خرجت قيادة الحركة من سورية تاركة الساحة لتنظيمات موالية كلياً، وفي مقدمتها "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بقيادة أحمد جبريل.

 

 القصف مستمر

 

ورصد ناشطون خلال يومين أكثر من مئتي غارة بطائرات روسية وسورية على أحياء التضامن ومخيم اليرموك والحجر الأسود الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وهيئة تحرير الشام، فضلا عن قصف مدفعي وصاروخي.

 

وقالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا إن أربعة لاجئين فلسطينيين، بينهم متطوع في الدفاع المدني، قتلوا وأصيب العشرات في قصف لقوات النظام على مخيم اليرموك، لترتفع بذلك حصيلة القتلى إلى ستة مدنيين فلسطينيين منذ بدء الهجوم قبل يومين.

 

وأضافت في تقرير أن قصف قوات النظام أدى لخروج مستشفى فلسطين التابع للهلال الأحمر الفلسطيني عن الخدمة، وأن قرابة 6200 لاجئ فلسطيني يعيشون في مخيم اليرموك المحاصر منذ 2011 مع مئات من النازحين من المناطق الأخرى.

 

ويسرع الأسد حملته لاستعادة ما تبقى من جيوب يحاصرها الجيش في أنحاء سوريا، مما سيجرد مقاتلي المعارضة من أي أراض إلا في معاقلهم الرئيسية، في شمال غرب وجنوب غرب البلاد.

 

 

واتهم رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري الحكومة السورية بالسعي للحل العسكري للصراع بدلاً من التوصل لحل عن طريق التفاوض.

 

وقال الحريري في مؤتمر صحافي بالرياض "النظام لا زال يُمعن ولا زال يؤمن بالحل العسكري ومستمر في إستراتيجيته العسكرية دون أن يكون هناك أي جدية فيما يتعلق بالمفاوضات وبالوصول للحل السياسي".

 

معاناة اللاجئين

 

بدوره قال الناشط الفلسطيني أحمد مسامح، إن سكان المخيم عانون كثيراً طوال السنوات الماضية ومازالوا يعانون بسبب الحرب في سوريا، مؤكداً أن اللاجئين ليس لديهم علاقة بالصراعات السياسية فهم لديهم ما يكفيهم من الهموم .

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن القصف من أطراف الصراع دمر منازل كثيرة بالمخيم، وهذا يزيد من معاناة الفلسطينيين معيشيا وسط تدني في الخدمات الصحية بالمخيم.

 

وأوضح أن سكان المخيم ذاقوا أقسى أنواع العذاب الإنساني منذ اندلاع الحرب السورية، فقد اضطروا في فترة من الفترات لأكل القطط والكلاب النباتات السامة للتغلب على الوضع بعض تدمير جميع مرافقهم.

 

نكسة فلسطينية ثانية

 

فيما قال الناشط الحقوقي الفلسطيني، محمود الشيخ إن هناك غياب تام للمؤسسات الفلسطينية عن مخيم اليرموك الذي يعاني سكاته من ويلات الحرب وسيطرة تنظيم داعش عليه.

 

 وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن ما يحدث في سكان اليرموك هو نكسة فلسطينية ثانية لكن في الشتات، وسط صمت دولي اكتفى فقط بتوجيه ضربه محدودة في سوريا الأسبوع الماضي دون النظر لمصير المدنين وخاصة اللاجئين.

 

وأوضح ان أن هناك أيضاً إهمال من المنظمات الحقوقية التي أصبحت غير قادرة على التواصل مع اللاجئين بأي طريقة وهذا ما يزيد من الخطر على أرواح الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن.

 

وطالب الشيخ عدم الزج بالفلسطينيين وبالمخيمات الفلسطينية "، في الصراع الدائر في سورية، والحفاظ على المخيمات وجعلها  بيئة آمنة تحتضن سكانها من فلسطينيين وسوريين خالية من السلاح والمسلحين  والمحافظة على المقاوم الفلسطيني ليظل تركيزه متجها نحو العدور الرئيس وهو الاحتلال الإسرائيلي.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

أخبار متعلقة :