وقال بعض الممثلين إنَّه لم تكن هناك فائدة من صياغة مقترحات؛ لأنَّ بيان المباحثات النهائي قد جرى التوافق عليه إلى حدٍّ كبير قبل بدء المباحثات. وبدلاً من ذلك، أحضر البعض حقائب فارغة لملئها بالبضائع الروسية وبيعها في بلادهم، وكان جدول الأعمال مُقسَّماً بالتساوي تقريباً بين المباحثات وتناول الوجبات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو مَن دعا إلى مباحثات سوتشي، وتمثَّل الهدف المعلن لها في كسر حالة الجمود الطويلة في المفاوضات من أجل إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 7 سنوات. ولم تُحرِز المباحثات الأخرى، التي ترعاها الأمم المتحدة، أي تقدمٍ باتجاه الانتقال السياسي التفاوضي الذي يتصورونه.
ولم تحقق جهود بوتين نجاحاً أفضل، ووصف المنتقدون المؤتمر بأنَّه مسرحية لم تتظاهر حتى بأنَّها تُعزِّز الحوار.
موسكو تزيح واشنطن
وقال هشام مروة، مستشار للجنة تفاوضٍ تابعة للمعارضة رفضت حضور المؤتمر، إنَّه في ظل حضور 1500 ممثل بينهم عدد قليل فقط من معارضي الحكومة السورية، "من الواضح أنَّهم لا ينوون إجراء نقاشاتٍ جدية. يحاول الروس السيطرة علينا، وإن لم يكن ذلك بصورة مباشرة، سيحاولون العثور على طريقةٍ ما".
أظهرت الطريقة التي خرج بها سوتشي أيضاً كيف لا يزال التوصُّل إلى حوارٍ حقيقي وبنَّاء بين الأطراف السورية المتقاتلة أمراً بعيد المنال.
قال مشاركون إنَّ الممثلين الذين أُرسِلوا من دمشق تمت الموافقة عليهم من الأجهزة الأمنية، ومعظمهم موالون للنظام من الاتحادات والمجموعات الأخرى التي يسيطر عليها حزب البعث الحاكم.
وحتى المعارضين المُتسامَح معهم والمقيمين في دمشق –الذين سُمِح لهم بالذهاب كي يكونوا ثقلاً مُوازِناً للمعارضة المسلحة- قد حصلوا على أوامر صارمة من المسئولين السوريين بشأن كيفية التصرُّف في المباحثات.
لاءات النظام
فقبل يومين من المؤتمر، ملأ مئات الممثلين في المؤتمر –من الموالاة والمعارضة الموجودة في دمشق على حدٍ سواء- دار أوبرا دمشق، حيث منحهم أحد المسئولين الأمنيين الكبار ووزير الخارجية السوري، وليد المعلم، التعليمات.
وقال أحد المشاركين إنَّ المسؤولين تحدَّثا كما لو كانا أستاذين يتحدثان لطلبة ومنحاهم دروساً في الوطنية السورية. ولم يلتزما تماماً بالخط الروسي.
وأظهرت لقطات من إحدى الرحلات المتجهة من دمشق إلى سوتشي –على متن طائرة تابعة لشركة أجنحة الشام التابعة لابن عم الأسد- صفوفاً من الممثلين المشاركين في سوتشي وهم يشاركون في أداء أغنية وطنية.
وبعد مداولاتٍ طويلة، قرَّر أعضاءٌ من المعارضة الموجودة في تركيا المشاركة. لكن عند وصولهم وجدوا أمامهم لافتاتٍ يُزيِّنها شعار المؤتمر الذي ظهر فيه العلم السوري الحالي فقط وليس العلم القديم الذي تبنّته المعارضة كرمزٍ للثورة، فرفضوا الخروج من المطار.
ونشر وائل الحسيني، وهو مراقب للوضع السوري، على حسابه بتويتر صورة لتلك اللافتات، وعلَّق عليها قائلاً: "في هذه الأثناء في سوتشي كيف تخبر المعارضين السوريين أن يخسروا دون إخبارهم أن يخسروا".
— Wael Al Hussaini (@WaelAlHussaini) https://twitter.com/WaelAlHussaini/status/957227101463171072?ref_src=twsrc%5Etfwوانتهى المطاف بالوفد، الذي كان يضم المقدم أحمد سعود، وهو ضابط منشق من الجيش السوري وقائد بالمعارضة التي كانت مدعومة في السابق من الولايات المتحدة، عالقاً في منطقة الوصول.
ونشر شخص يُدعى كريستيان تيرنر، وهو كندي يصف نفسه بأنَّه مؤيد للثورة السورية، على حسابه بتويتر صورة لوفد المعارضة والمقدم أحمد سعود أثناء وقوفه في المطار، وعلَّق قائلاً: " سوتشي: قال المقدم أحمد سعود، من الجيش الحر بإدلب، إنَّ السلطات الروسية في المطار أساءت معاملة الوفد، حيث احتُجِز لساعاتٍ دون أي خدمة أو مكان للجلوس. سيعود معظم أعضاء الوفد إلى تركيا هذا الصباح".
"حمام سوتشي الأبيض"
ووصف الناشط الإعلامي معاذ الشامي الطائرات التي تُحلِّق فوق بلدته، سراقب، حيث استُهدِف سوق ومشفى يوم الإثنين، 29 يناير ، بأنَّها "حمام سوتشي الأبيض".
كان من بين الممثلين في سوتشي معراج أورال، وهو قائد ميليشا سورية متهم بتحريض قوات موالية للنظام قتلت عشرات المدنيين، بينهم أطفال، في هجومٍ على مدينة بانياس وقرية البيضاء الساحلتين السوريتين في 2013.
وكان إلى أورال في الصورة قدري جميل، وهو أحد الممثلين البارزين بسوتشي وعضو أحد أحزاب المعارضة التي يتسامح النظام معها وعمل في حكومة الأسد من قبل.
البيان الختامي
في ختام المؤتمر صوت المشاركون على بيان ختامي يتضمن الاتفاق على تأليف لجنة دستورية من ممثلين عن الحكومة وتمثيل واسع للمعارضة "بغرض صياغة إصلاح دستوري يسهم في التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254".
وستضم اللجنة بحسب البيان، "ممثلين للحكومة وممثلي المعارضة المشاركة في المحادثات السورية السورية" وآخرين. وأصدت وزارة الخارجية التركية بيانا في ختام المؤتمر قالت فيه إن "أهم ما صدر عن المؤتمر هو الدعوة لتشكيل لجنة دستورية وتقديم لائحة من 150 مرشحا".
ودعا المشاركون الأمين العام للأمم المتحدة لتكليف دي ميستورا للمساعدة في إنجاز أعمال هذه اللجنة في جنيف. ولا يتطرق البيان الختامي إلى مصير الرئيس السوري، ويؤكد أن الشعب السوري وحده يقرر مستقبله "عن طريق صناديق الاقتراع".
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري
أخبار متعلقة :