كُتَّاب الصحف السعودية: العظمة ومحاربة الفساد.. في إعادة كل مسروق لأصحابه

تطرق كتاب المقالات في الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم الاثنين إلى عدة قضايا مطروحة على الساحتين السعودية، والعربية أبرزها الحملة على الفساد والمفسدين التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان، والاشتباك السياسي، والإعلامي بين لبنان، والمملكة منذ إعلان رئيس الوزراء الحريري استقالته الشهيرة من الرياض، ثم اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة.

وأثار عدد من الكتاب تساؤلات حول مواطن فساد كبرى بالمملكة مطالبين بن سلمان النظر إليها أسوة بما فعل بأمراء ووزراء ومسؤولين منذ قرابة الأسبوعين.

عبد الله الجميلي: فساد الشبُوك الذي قتل صديقي

كتب عبد الله الجميلي في مقاله بصحيفة "المدينة" يحكي قصة أحد أصدقائه بالمدينة المنورة ظل أكثر من 23 عامًا بحثًا عن قطعة أرض أو منحة لا تتجاوز مساحتها 400 مترا يبني عليها بيتا يرحمه من لهيب الإيجار.

وقال الجميلي إنّ صديقه يعرف الكثير الذين جاءوا بعده، واتلموا قطعتين، وثلاث لا لشيء إلا لأنه فقط غلبان وهم من أصحاب الواسطة، والدفع من تحت الطاولة، والقدرة على تطبيق المِنَح في المكان الذي يريدون" حسب كلام صديق الكاتب.

وتابع الكاتب كلامه متسائلا "هنا وفي (ثورة وطننا على الفسَاد) بقيادة (سلمان الحزم، والأمين ولي العهد)، تلك الثورة التي لم تستثنِ أحَـدًا؛ أين حقوق صديقي وهـو أنموذج لمئات، الألوف من المواطنين الذين ضاعت أعمارهم في انتظار قطعة أرض من تراب وطنهم، ومَـن كان محظوظًا منهم باستلام مِنحَتِهِ بعد طول انتظار تفاجأ بأنها في صحراء قَاحلة تبعد عن الحياة والخَدمات بعشرات الكيلو مترات؟!

عبده خال: رسالة للأمير محمد بن سلمان

وبعد أن أثنى عبده خال في مقاله بصحيفة "عكاظ" على روعة ما قام به بن سلمان مؤخرًا في حربه على الفساد، أكد أن العظمة أن يعاد كل مسروق أو منهوب لأصحابه سواء كان صاحب الحق فردا أو دولة.

وعدد خال في مقاله ما جاء في لقاء تلفزيوني قديم للكاتب الاقتصادي عبدالحميد العمري عدد فيه ما أسماه أهم مواطن نهب خيرات البلاد

- الأراضي المنهوبة من الدولة وتم استخراج صكوك مزورة لتلك الأراضي وصلت إلى ملياري متر مربع.

- السعر لتلك الأراضي المنهوبة يصل إلى تريليونين (تريليون ألف مليار) تصل إلى 60 %من حجم الاقتصاد السعودي..

- الأراضي المسروقة في مدينة الرياض تمثل 63%، الأراضي المسروقة في مدينة جدة 112%

- الأراضي المسروقة في مدينتي الدمام والخبر 144%، الأراضي المسروقة في مدينة مكة 164%

وأضاف خال الذي يحز في نفوس المواطنين أن جميع الشواطئ قد سرقت، وكل مدينة بحرية تمت سرقة شاطئها، وفي كل حين أذكر بحر جدة كأنموذج لفداحة المسروق من الأراضي، والله لا توجد مدينة بحرية في العالم حدث لها ما حدث لمدينة جدة"

وختم مقاله بالقول "أعتقد لو استرجعت الدولة تلك الأراضي فلن تكون هناك أزمة سكنية أرهقت المواطنين الباحثين عن أرض لإقامة منزل الأسرة، ولأصبح سعر قطعة التراب ترابًا."

صالح الشيحي: البحر للجميع

وحول قصة جدة أيضًا كتب صالح الشيحي في صحيفة الوطن "إن لم نسترد شواطئ المدن الساحلية في هذه الفترة، فلا أظن أن بوسعنا استعادتها في المستقبل القريب".

وواصل مقاله "لم يعد هناك بحر، ولا شواطئ رملية، فقدنا البحر. شركات سياحية استولت على ملايين الأمتار من الواجهات البحرية شرقًا وغربًا بطريقتها. ودفنتها وحوّلتها بالتالي إلى ممتلكات خاصة لها، شخصيات نافذة في وقت ما، وضعت أيديها عليه كمنتجعات وشاليهات."

وتحدث الشيحي عن "معاناة الذين اشتروا أراضيهم بأسعار مرتفعة لتكون مواجهة للبحر، فاستيقظوا ذات يوم ووجدوا من يدفن البحر أمامهم ويجعلهم خلف ظهره. تخيلوا، هذه وإن كانت معاناة مؤلمة إلا أنّها تضيع في بحر المعاناة الأكبر، ناهيك أننا لو فتحنا ملف معاناتهم فلن نستطيع إغلاقه؛ لأنه سيقودنا إلى متاهة أكبر: من الذي كان يمتلك الأرض، وكيف امتلكها، وكيف قام ببيعها عليهم؟!

وأبدى دهشته من الأمر قائلًا "والأمر الذي ما أزال غير قادر على تفسيره، أنه وعلى الرغم من الفساد المستشري في بعض تلك الدول، إلا أنَّ أحدًا لا يجرؤ مهما كان على الاعتداء على البحر"

خالد السليمان: قصور إعلامنا الخارجي !

وتطرق خالد السليمان إلى ما يراه مشكلة كبرى تواجه الإعلام السعودي تتمثل في "قصور كبير بتسويق قضايانا خارجيا؟! نعم لدينا مشكلتان لا مشكلة واحدة، فالإعلام الخارجي يبدو خافتًا قياسًا بالإعلام الداخلي الصاخب، كما أن أدواته ضعيفة، ويبدو عاجزًا عن دعم عدالة قضايانا وشرح وجهات نظرنا وبناء رأي دولي متعاطف أو على الأقل محايد".

ومضى السليمان يقول "العديد من قضايانا التي نراها عادلة محليا نجدها أحيانا موضع شك وتشكيك خارجيا، والسبب ضعف أداء آلتنا الإعلامية الخارجية، وبدلا من أن يكون التسويق الإعلامي مساندا للتسويق السياسي نجد أن خاصرتنا الإعلامية في كثير من الأحيان مكشوفة وعاجزة عن مواكبة الأداء السياسي".

وخلص إلى القول "إن عدالة القضايا ووضوح الأهداف ليس كافيا لتسويقها واكتساب تعاطف الرأي العام معها، ففي عالم متوحش تحكمه مجموعات الضغط، وترسم ملامحه أقلام تلوين وكالات. وطرح سؤالا هاما: هل يكمن الحل في تولي وزارة الخارجية الملف الإعلامي الخارجي؟!".

عزة السبيعي: اللبناني ليس نصر الله (الوطن)

وتصدت عزة السبيعي في مقالها بصحيفة "الوطن" لدعاوى تطالب بطرد المقيم اللبناني بالسعودية، والذي لم تبدر منه أي مخالفة للنظام، مسألة قبيحة جدا، وتجعل هؤلاء الداعين لها في مستوى شاتميهم في لبنان ممن نعرف جميعا أنهم يبيعون لبنان نفسها بمال إيران."

وتابعت "يعز على كل سعودي أن يسمع مثل هذا الغثاء ويتخيل أن أسرة لبنانية جاءت بالنظام واحترمت الأنظمة تشعر بالتهديد وهي في السعودية، حتى لو كانت مجرد دعوات في تويتر."

وأشارت السبيعي إلى "إبقاء الملك فهد -رحمه الله- الجالية اليمنية والعراقية وصواريخ بلدانهم موجهة للرياض، ومن خرج منهم خرج حياء مما فعلته حكومته، فلسنا من يصدر ولا يدعو لأذى من هو في ضيافتنا وداخل أمننا."

ونصحت من يرد ما أسمته شتائم صحف لبنانية مأجورة بقولها "أميتوا الباطل بالسكوت عنه ليست مجرد حكمة، بل حقيقة فلا أظن أحدا يهتم بصحيفة كالديار تردت ولم تعد تساوي قيمة الحبر الذي تطبع به، ولولا نشرنا لصفحتها الأولى في محاولة للرد لما علم الناس ما كتبت. كله أن نرده بشتم لبنان الدولة العظيمة والثقافة العريقة والشعب الشجاع الذي رغم إجرام حزب الله ما زال كتابه وإعلاميوه ورجل الشارع العادي يتحدث بإنصاف ويقف بشجاعة مع السعودية "

كلمة الرياض: مصالحنا ومصالحهم

وتطرقت صحيفة الرياض في عمود كلمتها اليومية إلى الاجتماع الوزاري العربي الطارئ الذي دعت إليه المملكة من أجل "إدانة صريحة لحزب الله والمليشيات المدعومة من إيران" كما تضمنته مسودة مشروع القرار حسب ما قاله دبلوماسي مشارك في الاجتماع.

وقالت "من المفترض أن يخرج الاجتماع بإجماع عربي غير مسبوق كون الضرر من التدخلات الإيرانية وأذرعها في المنطقة العربية لا يقع على دول بعينها دون أخرى، بل يشمل كل الدول العربية، فالمخطط الإيراني لا يستثني أحداً."