انقلاب أرمينيا.. الجيش «المهزوم» يحاول إطاحة «باشينيان»

انقلاب أرمينيا.. الجيش «المهزوم» يحاول إطاحة «باشينيان»
انقلاب أرمينيا.. الجيش «المهزوم» يحاول إطاحة «باشينيان»

[real_title] اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، اليوم الخميس، الجيش بمحاولة الانقلاب على الحكومة المدنية عقب إعلانه إقالة مسؤول عسكري رفيع المستوى، فيما وصلت التوترات المتواصلة في البلاد منذ أشهر بسبب الهزيمة في الحرب مع أذربيجان العام الماضي، إلى ذروتها.

 

وكتب باشينيان على صفحته على فيسبوك "أعتبر أن بيان هيئة الأركان هو محاولة انقلاب عسكري"، و"أدعو جميع أنصارنا إلى التجمع في ساحة الجمهورية" في يريفان. وبعد ذلك أعلن باشينيان في كلمة مباشرة عبر فيسبوك إقالة الجنرال أونيك غاسباريان رئيس هيئة الأركان العامة.

 

وتوجه باشينيان شخصيا إلى ساحة الجمهورية حيث تقدم مسيرة مع مئات من أنصاره. وقال أمام أنصاره مستخدما مكبرا للصوت "الوضع متوتر، لكن علينا أن نتفق على أنه لا يمكن أن تقع صدامات" مضيفا أن انعدام الاستقرار السياسي المستجد الذي يأتي بعد أشهر من الاحتجاجات المنددة بحكمه "يمكن إدارته".

بداية الأزمة

وكان باشينيان قد أقال الأربعاء تيغران خاتشاتريان نائب الجنرال غاسباريان ما دفع هيئة الأركان إلى المطالبة باستقالته معتبرة أنه "لم يعد قادرا على اتخاذ القرارات اللازمة. واتهمه العسكريون بشن "هجمات تهدف إلى تشويه سمعة القوات المسلحة".

 

وجاءت إقالة خاتشاتريان بعدما سخر في الصحافة من تصريحات رئيس الوزراء التي تشكك في مصداقية نظام الأسلحة الروسي قاذفات صواريخ إسكندر خلال نزاع قره باغ. ورأت هيئة الأركان أن هذا القرار استند فقط إلى "مشاعر وطموحات شخصية" لباشينيان.

 

وأمام 20 ألفا من مؤيديه في وسط يريفان، دعا باشينيان الجيش إلى أداء واجبه وإطاعة الشعب والمسؤولين المنتخبين بعدما طالبه الجيش بالاستقالة. ولم تكن هناك مؤشرات على أي تدبير عسكري ضد باشينيان بعد بيان هيئة الأركان الذي اعتبره محاولة انقلاب.

 

وقال باشينيان خلال التجمع الحاشد "بصفتي رئيس وزراء منتخبًا، آمر جميع الجنرالات والضباط والجنود: قوموا بواجبكم في حماية حدود البلاد ووحدة أراضيها" مضيفا أنه يجب على الجيش "أن يمتثل لإرادة الشعب والسلطات المنتخبة".

رفض إقحام الجيش

كما أصدرت وزارة الدفاع بيانا أعلنت فيه أنه من غير المقبول إقحام الجيش في السياسة. وقالت الوزارة في بيان إن "الجيش ليس مؤسسة سياسة ومحاولات إقحامه في العملية السياسية غير مقبولة. أي محاولة كتلك هي تهديد لاستقرار وأمن الجمهورية الأرمنية".

 

وقال باشينيان إنه مستعد لبدء محادثات مع المعارضة لكنه هدد أيضا بتوقيف أي من معارضيه الذين "يتجاوزون التصريحات السياسية". وبعيد إعلانه، دعا حزب المعارضة الرئيسي رئيس الوزراء إلى اغتنام "الفرصة الأخيرة" للخروج من السلطة دون عنف وتجنب "حرب أهلية".

 

وقال حزب ارمينيا المزدهرة أكبر تشكيلات المعارضة "ندعو نيكول باشينيان إلى عدم قيادة البلاد إلى حرب أهلية وإراقة دماء". واضاف "لدى باشينيان فرصة واحدة أخيرة للمغادرة من دون حدوث أي اضطرابات".

 

وكانت المعارضة التي تطالب برحيل رئيس الوزراء منذ الهزيمة العسكرية لأرمينيا امام اذربيجان في خريف 2020 في ناغورني قره باغ، قد دعت أيضا إلى التظاهر اليوم الخميس. وتجمّع أكثر من عشرة آلاف من أنصار المعارضة في جزء آخر من وسط يريفان الخميس وتعهد البعض بتنظيم تظاهرات مستمرة حتى استقالة باشينيان.

هزيمة قاسية

وتعرض الجيش الأرميني لهزيمة قاسية أمام أذربيجان في نزاع ناغورني قره باغ. وطلب الجيش من رئيس الحكومة قبول شروط وقف لإطلاق النار تفاوض عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفضي إلى خسارة أرمينيا مساحات واسعة من الأراضي، وذلك لتجنب وقوع كارثة.

 

وناغورني قره باغ إقليم جبلي تابع لأذربيجان بموجب القانون الدولي، لكن يسكنه ويحكمه منحدرون من أصل أرميني. واندلع الصراع بالإقليم في فبراير 1988، وقتها أُعلن الإقليم الحكم الذاتي وانفصاله عن جمهورية أذربيجان.
 

وفقدت أذربيجان خلال المواجهات المسلحة التي امتدت بين 1992 و1994، سيطرتها على الإقليم وسبع مناطق أخرى متاخمة لها، وأسفرت المعارك عن نزوح مئات الآلاف من الأذريين عن ديارهم في هذه المناطق.

 

وتجددت الاشتباكات العسكرية بين أرمينيا وأذربيجان في 27 سبتمبر الماضي، بعدما قرر الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، إعلان حالة الحرب وتمكن جيشه من استعادة مساحات واسعة من الإقليم والمناطق الأخرى التي كانت تحتلها أرمينيا وذلك بدعم قوي من تركيا.

 

ولا تزال يريفان تسيطر بحكم الأمر الواقع مع وجود الانفصاليين الأرمن، على معظم منطقة ناغورني قره باغ الأذربيجانية. لكن أرمينيا خسرت في نزاع 2020 مدينة شوشا الرمزية فضلا عن منطقة جليدية من المناطق الأذربيجانية المحيطة بقره باغ. واعتبر الكثير من الأرمن هذه الهزيمة إهانة وطنية.

 

وباشينيان صحفي سابق ومعارض تاريخي وصل إلى السلطة في ربيع 2018 مدفوعا بثورة واعدة بإخراج هذا البلد القوقازي من الفقر واجتثاث النخبة الفاسدة. وشهدت أرمينيا منذ استقلالها مع سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991 سلسلة من الأزمات والثورات السياسية سقط في بعضها قتلى.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى