لجين الهذلول إلى الحرية.. السعودية تغازل بايدن

لجين الهذلول إلى الحرية.. السعودية تغازل بايدن
لجين الهذلول إلى الحرية.. السعودية تغازل بايدن

[real_title] أطلقت السلطات السعودية سراح الناشطة لجين الهذلول، ونشرت شقيقتها لينا الهذلول على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر نبأ إطلاق السراح مرفقا بصورة لها، مع عبارة "تم الإفراج عن لجين"، وذلك في خطوة تستهدف تحسين ملف السعودي الحقوقي، بعد صدور إشارات متتالية من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حول أولوية هذا الملف في علاقة بلاده مع الرياض.

 

وغردت الشقيقة الثانية علياء الهذلول على حسابها بتويتر "أحلى يوم بحياتي، لجين بيت أهلي"، معربة عن فرحها بإطلاق سراح لجين. وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، قد أدانت الهذلول في ديسمبر الماضي، بالتورط في عدد من "النشاطات المجرّمة"؛ وقضت بحبسها لمدة 5 سنوات و8 أشهر.

 

وتضمن حكم المحكمة، وقف تنفيذ عامان و10 أشهر من العقوبة المقررة بحقها، وهو ما مهد الطريق لإطلاق سراح الهذلول بعد احتساب المدة التي قضتها في السجن بالفعل على ذمة المحاكمة.

نضال حقوقي

ولجين الهذلول من بين الناشطات السعوديان المدافعات عن حقوق المرأة ونشطت لمدة طويلة ضد الحظر الذي كان مفروضا على قيادة المرأة السعودية للسيارة والذي انتهى قبل عامين لكنها سجنت مع آخريات بتهمة التآمر مع "كيانات معادية".

 

ولجين من أبناء منطقة القصيم وهي واحدة من أكثر المناطق محافظة من الناحية الاجتماعية لكنها تنتمي إلى أسرة متحررة اجتماعيا وقد أمضت سنوات عديدة من طفولتها في فرنسا. ووالدها ضابط في البحرية الملكية السعودية ووقف إلى جانبها في حملتها للمطالبة بحق المرأة في قيادة السيارة وقام بتصويرها عندما قادت السيارة لأول مرة.

 

وتركت لجين دراستها الجامعية في كندا وعادت الى السعودية للانضمام الى الحملة المطالبة برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة. وفي عام 2014، اشتهرت لجين على وسائل التواصل الاجتماعي بعد محاولتها القيادة عبر الحدود السعودية الإماراتية.

 

وبعد صدور قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، بدأت لجين في تكريس جهودها للدفاع عن حقوق المرأة الأخرى مثل قانون ولاية الرجل على المرأة، وهو القانون الذي تم تعديله بالفعل.

تحرش وعنف

وتعرضت لجين للاعتقال لشهرين ونصف بسبب مواقفها المناصرة لقضايا المرأة السعودية، ثم أطلق سراح بعفو ملكي.  وفي شهر مارس 2018، اعتقلتها السلطات الإماراتية، وسلمتها إلى السعودية، حيث قضت عدة أيام بالسجن قبل إطلاق سراحها، وتمّ منعها هي وزوجها وكل عائلتها من مغادرة البلاد، كما مُنعت من الظهور بوسائل الإعلام واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي.

 

وفي 18 مايو 2018 ألقي القبض على لجين، حيث قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إنّ رئاسة أمن الدولة ألقت القبض على 7 أشخاص بتهمة التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة وكانت لجين من ضمنهم. وتقول جماعات حقوقية إن الهذلول، تعرضت للحبس الانفرادي لأشهر وانتهاكات تشمل التحرش الجنسي، وهو ما نفته السلطات السعودية.

 

وقالت أسرة الهذلول في أغسطس 2019 إن ابنتهم رفضت عرضا بالإفراج عنها مقابل بيان مصور بالفيديو تنفي فيه تعرضها للتعذيب أثناء احتجازها.

 

وقال أشقاء الهذلول إن سعود القحطاني، وهو مستشار بارز لولي العهد الأمير محمد بن سلمان قيل إنه متورط في قتل خاشقجي، كان حاضرا خلال بعض جلسات التعذيب وهددها بالاغتصاب والقتل. وقال المدعي العام السعودي، عقب انتشار تلك الاتهامات، إن مكتبه حقق في تلك المزاعم وخلص إلى أنها غير صحيحة.

 

وبدأت محاكمة الهذلول في مارس 2019 بعد نحو عام من توقيفها، وكانت تحاكم في البداية أمام المحكمة الجزائية، لكن تقرّر لاحقا تحويل قضيتها إلى المحكمة الجزائية المتخصّصة التي تأسست في العام 2008 للنظر في قضايا مرتبطة بمكافحة الإرهاب.

انفراجة وغزل

وتأتي خطوة الإفراج عن الناشطة الحقوقية بعد أيام قليلة من إطلاق السلطات السعودية سراح معتقلين سعوديين يحملان الجنسية الأمريكية، في خطوة لقيت ترحيبا من الولايات المتحدة. وأظهرت السعودية توجها لحلحلة أحد أكثر الملفات تعقيدا وإثارة للجدل، مع قدوم إدارة أمريكية جديدة تضع في سلم أولوياتها ملف حقوق الإنسان.

 

وكان اعتقال الهذلول ومحاكمتها قد خلفا انتقادات واسعة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، ويرى مراقبون أن الإفراج عنها يشكل خطوة إيجابية، ستنعكس على صورة المملكة أمام العالم.

 

ويعد ملف حقوق الإنسان من أبرز الملفات الشائكة بين بين الرياض وواشنطن، فرغم أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أطلق موجة من التغييرات الاجتماعية في المملكة شديدة المحافظة، بما عزز دور المرأة وحقوقها، إلا أن ملف المعتقلين السياسيين يشكل نقطة خلاف، في ضوء ما أبداه بايدن وأعضاء حملته الانتخابية من انتقادات لملف السعودية الحقوقي حتى قبل فوزه بالانتخابات.

 

وتعهد الرئيس بايدن خلال حملته الانتخابية بإعادة تقييم الروابط مع السعودية على خلفية سجلّها في مجال حقوق الانسان، في حين كانت إدارة دونالد ترامب تغض النظر الى حدّ بعيد عن كل ما تعتبره المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان انتهاكات في المملكة.

 

وعقب صدور الحكم بسجن الهذلول في ديسمبر الماضي، ورغم كونه مخففا، إلا أن جاك سولفيان، مستشار الأمن القومي في إدارة بايدن وصف الحكم بـ "غير العادل والمثير للقلق"، مضيفا أن "إدارة بايدن-هاريس سوف تواجه أي انتهاكات حقوقية أينما تحدث". وخلال حملته الانتخابية، تعهد بايدن بمواجهة المملكة بـ "يد قوية" لا سيما في مجال حقوق الإنسان بل ووصفها بـ "المنبوذة".

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى