فيديو| بعد سجن  «نافالني».. «أوروبا» تنتفض ضد «بوتين»

[real_title] حُكم على السياسي المعارض الروسي، أليكسي نافالني، بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في ألمانيا كون المحاكمة ذات دوافع سياسية، وذلك بحسب تقرير أوردته صحيفة تاج شبيجل الألمانية.

وتريد أولجا ميخائيلوفا، محامية نافالني، الطعن على الحكم بالسجن، وقالت في قاعة المحكمة "بالطبع سنستأنف"، وبالإضافة إلى ذلك، فهي تريد أيضًا اللجوء إلى بروكسل، إذا لم يتبع الكرملين قرارًا سابقًا لمحكمة العدل الأوروبية،  والذي صنّف من خلاله القضاة الأوروبيين  الحكم الصادر في 2014 ضد نافالني على أنّه تعسفي وحكموا بتعويضات لصالح المعارض الروسي دفعتها موسكو.

وبرغم ذلك التعسف الذي يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

أكثر من 1000 اعتقال يوم الثلاثاء

وبعد صدور الحكم بالسجن على نافالني، دعا أنصار المعارض الروسي إلى احتجاجات جديدة في موسكو،  بيد أنّ قوات الأمن الروسية كانت متأهبة لذلك، حيث طوقت الساحة الحمراء في الكرملين.

 

وذكرت منظمة غير حكومية أنه تم اعتقال أكثر من 1050 شخصًا يوم الثلاثاء، فيما أعلنت منظمة OVD-Info مساء الثلاثاء أن الشرطة اعتقلت 865 متظاهرًا في موسكو فقط.

 

زوجة المعارض الروسي، جوليا نافالني، انفجرت بالبكاء بعد صدور الحكم، لكنها وبرغم ذلك، خلعت قناع وجهها الأسود، وودعت زوجها قائلة: "الى اللقاء.. لا تحزن.. كل شيء سيكون على ما يرام ".

دعوات دولية لبوتين للإفراج الفوري عن نافالني

 

أثار الحكم سخطًا عالميًا، حيث طالبت ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا و دول أوروبية أخرى بالإفراج الفوري عن السياسي المعارض.

وطالبت المستشارة أنجيلا ميركل بالإفراج الفوري عن خصم الكرملين أليكسي نافالني، حيث صدر بيان من قبل المتحدث باسم الحكومة الفيدرالية، ستيفن زايبرت، مفاده أن "الحكم بالسجن على أليكسي نافالني بعيد كل البعد عن أي أساس قانوني''، داعيًا إلى ضرورة الإفراج عنه على الفور، ووقف العنف ضد المتظاهرين السلميين".

 

علاوةً على ذلك، أدان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بشدة الحكم الصادر ضد معارض الكرملين، مغردًا على تويتر يوم الثلاثاء: ''يجب الإفراج عن نافالني على الفور.. الحكم يشكل ضربة هائلة للحريات وسيادة القانون في روسيا".

 

فيما شدّد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، يوم الثلاثاء على ضرورة إطلاق سراح نافالني "على الفور دون شروط"،  وكذلك إطلاق سراح مئات المتظاهرين الذين تم اعتقالهم في الأسابيع الأخيرة.

 

كما أدانت بريطانيا، التي غادرت مؤخرًا الإتحاد الأوروبي، الحكم، ودعت أيضًا إلى الإفراج الفوري عن المعارض الروسي.

 

وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، في بيان إنّ "الحكم بالسجن، الذي انحرف عن القوانين النظامية، يُظهر أنّ روسيا لا تفي بالالتزامات الأساسية المتوقعة كعضو مسؤول في المجتمع الدولي"، داعيًا أيضًا إلى إطلاق سراح جميع المتظاهرين السلميين والصحفيين، الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

 ومن الجانب الأوروبي، انتقد أيضًا سياسيون بارزون في الاتحاد الأوروبي الحكم بالسجن ضد نافالني وطالبوا بالإفراج الفوري عنه، حيث أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الحكم، وغرّدت على تويتر يوم الثلاثاء: "أدعو روسيا إلى احترام التزاماتها الدولية والإفراج عن نافالني فورًا ودون قيد أو شرط".

 

وقال رئيس المجلس الأوروبي في بروكسل، شارل ميشيل، إنّ الاتحاد الأوروبي لا يقبل الحكم ولا تسييس القضاء، كما دعا ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى الإفراج الفوري عن المعارض الروسي، مغردا على تويتر:  ''روسيا تنتهك التزاماتها الدولية بسيادة القانون والحريات الأساسية".

 

ومن المتوقع أن يتوجه ممثل الاتحاد الأوروبي إلى موسكو يوم الخميس في زيارة تستغرق يومين. وقالت الأوساط الدبلوماسية إنّ الاتحاد الأوروبي متمسك بالزيارة حتى بعد سجن نافالني.

 

وأثناء زيارته موسكو، يريد بوريل أيضًا معالجة مسألة "الاعتقالات الواسعة النطاق" من قبل الأمن الروسي لكبت الاحتجاجات ضد بوتين،   كما طلب من السلطات الروسية مقابلة نافالني، معارض الكرملين.

 

هجوم نافالني مرة أخرى على بوتين

 

استغل نافالني ظهوره في المحاكمة المثيرة للجدل في موسكو لشن هجوم جديد على الرئيس فلاديمير بوتين، إذ وجه المعارض الروسي يوم الثلاثاء، انتقادات حادة لرئيس الكرملين وجهاز المخابرات الداخلية التابع له.

 

وقال المعارض البالغ من العمر 44 عامًا: "لقد أثبتنا أنّ بوتين ارتكب محاولات بالقتل''،  مشيرًا إلى أنّ "وسيلته الوحيدة ضد المعارضين هي القتل''، وداعيًا أبناء بلاده للتغلب على مخاوفهم رغم الضغوط، والإفراج الفوري عن جميع السجناء السياسيين في روسيا.

 

وتابع المعارص السياسي أنّ الفوضى والتعسّف هما جوهران للنظام السياسي في روسيا. وقال في تصريحاته الختامية "هذا أمر بشع".

 

وفي غضون ذلك، دعت القاضية المُعيّنة من قبل الكرملين، ناتاليا بيبنيكوفا، نافالني لعدم الخوض في السياسة في قاعة المحكمة، بيد أنّ المعارض الروسي لم يستجب لدعوتها، قائلًا إنّ الدولة ملك للشعب، الذي لديه الحق في الاحتجاج على المظالم.

 

وأردف نافالني في قاعة المحكمة: "ليس من الصعب سجني.. هذا يهدف في الأساس إلى ترهيب أكبر عدد ممكن من الناس، ولكن لا يمكن حبس بلد بأكمله".

 

وفي السابق، كان نافالني قد رفض مزاعم السلطات الروسية بأنّه انتهك القانون أثناء إقامته في ألمانيا للعلاج، وقال المعارض الروسي يوم الثلاثاء في محكمة بموسكو: "ماذا يجب أن أفعل؟ هل كان يجب أن أرسل لكم مقطع فيديو أثناء علاجي من التسمم؟ ".

 

ونصّ حكم المحكمة على نافالني بأنّ الرجل البالغ من العمر 44 عامًا انتهك الالتزام بإبلاغ السلطات الروسية أثناء إقامته في ألمانيا. وبالإضافة إلى السجن، وقّعت المحكمة غرامة قدرها 500 ألف روبل عليه، حسبما أفادت وكالات الأنباء الروسية يوم الثلاثاء.

 

روسيا لا تريد قبول "تعليمات" من الاتحاد الأوروبي

 

واحتج الدفاع على الحكم، قائلًا إنّ المعارض الروسي كان خاضعًا للعلاج في ألمانيا ولم يكن بإمكانه إبلاغ السلطات الروسية. 

 

يشار إلى أنّه تم إحضار نافالني إلى ألمانيا في أغسطس بعد تعرضه لمحاولة تسميم في سيبيريا، وعُولج في مستشفى شاريتيه في برلين، ثم تمّ القبض عليه على الفور عندما عاد إلى روسيا في يناير.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنّ نظام الكرملين رفض بشدة الحملة الاوروبية والأمريكية بشأن المعارض الروسي أليكسي نافالني، حيث قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، يوم الثلاثاء، إنّ روسيا لن تقبل "تعليمات" من الاتحاد الأوروبي.

 

وانتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا ساخاروفا، منشورات الفيسبوك للعديد من الدبلوماسيين بشأن المحاكمة المثيرة للجدل لنافالني، باعتبارها تدخلاً في الشؤون الداخلية لروسيا.

 

وقد دعا الاتحاد الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة عدة مرات إلى الإفراج عن نافالني. 

 

 الشرطة الروسية تعتقل الصحفيين

 

لفتت الصحيفة إلى أنّه تمّ اعتقال العديد من الصحفيين، حيث ألقت قوات الأمن الروسية بالقبص على أكثر من 120 صحفيًا، وفقًا لما أوردته البوابة المستقلة  ovdinfo.org، وذكر مراسل وكالة الأنباء الألمانية أنه تم القبض على العديد منهم بشكل عشوائي.

 

وجرت المحاكمة في محكمة بموسكو في ظل حضور مُكثّف وغير مسبوق للشرطة، وكانت المحكمة تحت حراسة المئات من أفراد قوات الشرطة الخاصة المتخصصة في عمليات مكافحة الإرهاب، وتمّ تطويق المحكمة بقضبان معدنية،علاوة على ذلك،  تم إغلاق كل الطرق المؤدية إلى مبنى المحكمة، حسبما أفاد مراسل وكالة الأنباء الألمانية.

 

ويرى العديد من الخبراء أنّ محاكمة نافالني بالسجن ما هي سوى محاولة جديدة لإسكات خصوم رئيس الكرملين فلاديمير بوتين.

 

وفيما يتعلق بموقف السياسيين الألمان تجاه محاكمة  نافالني، دعت الحكومة الفيدرالية إلى إطلاق سراحه، وبجانب ذلك، قالت وزيرة العدل الفيدرالية، كريستين لامبرخت، إنّ المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد حكمت سابقا بأن الحكم ضد نافالني "تعسفي للغاية".

 

وطالبت لامبرخت قائلة: "بدلًا من ملاحقة وقمع وتجريم نافالني وأنصاره، يجب أن تكتمل التحقيقات الجنائية بشكل نهائي فيما يتعلق بمحاولة تسميم المعارض الروسي''، لا سيما أنّ العديد من المختبرات الأوروبية أثبتت تسمّمه''.

 

ومن المرجح أن تجري وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، محادثات مع نظيرها الروسي، سيرجي لافروف، في موسكو يوم الثلاثاء، وهي حاليًا ترأس أيضًا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE).

 

وفي غضون ذلك، تطالب شخصيات معارضة بارزة أخرى مثل بطل الشطرنج العالمي السابق غاري كاسباروف، الذي يعيش في الخارج،  بضرورة فرض عقوبات جديدة من الغرب على روسيا. 


رابط النص الأصلي

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى