[real_title] يُعد المحاميان اللذان عيّنهما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للدفاع عنه خلال محاكمته أمام مجلس الشيوخ ضمن آلية عزله، خبيرين في القضايا الجنائية ومتمرّسين في التعامل مع الإعلام، ما يعد بجلسات مليئة بالإثارة تجذب عدسات الإعلام. وكلّف ترامب يوم الأحد ديفيد شون وبروس كاستر تمثيله خلال محاكمته. ويتعيّن عليهما خلال أسبوع وضع استراتيجية تضمن حصول الرئيس السابق على الدعم الكافي من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لتجنّب الإدانة للمرّة الثانية في غضون عام. من المفترض أن يكون الأمر سهلا إذ تحتاج الإدانة إلى غالبية من ثلثي أعضاء المجلس الذي يضم مئة مقعد، وبالفعل، أشار 45 من 50 جمهوريا إلى اعتقادهم بأن محاكمة ترامب أمام المجلس بعدما غادر السلطة غير دستورية. قضية شائكة ويصر ترامب على استغلال جلسات محاكمته لإثارة مسألة تزوير الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الديمقراطي جو بايدن، وهو ما رفضه فريق دفاعه السابق وأدى لانسحابه من القضية. وبينما لم يقدّم ترامب أدلة كافية لإثبات صحة هذا الاتهام، إلا أنه تسبب بهجوم عنيف شنّه أنصاره على مبنى الكابيتول (مقر الكونجرس) أجبر مايك بنس، نائب ترامب، على الاختباء وعرّض مئات أعضاء الكونجرس للخطر. ومن شأن مناقشة هذه القضية أن يسبب احراجا للأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ويزعزع دعمهم الهش لترامب. وقال بروس كاستر في بيان صدر عن ترامب للإعلان عن الفريق الجديد إن "قوة دستورنا على وشك الخضوع لاختبار غير مسبوق في تاريخنا". وأكّد ديفيد شون على ذلك خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الاثنين، قائلا إن جلسة الإدانة "تمزّق البلاد في وقت لا نحتاج لشيء كهذا". وسيواجه المحاميان الادعاء (المكوّن من ديموقراطيين في مجلس النواب) الذي يوجّه لترامب تهمة "التحريض على التمرّد". تاريخ شائن ولدى المحاميان خبرة قضائية واسعة. فشون محامي مرافعات من أتلانتا، ولديه سجّل في تولي قضايا وموكلين مثيرين للجدل، فعلى سبيل المثال، ساهم في إدانة مستشار ترامب السياسي روجر ستون قبل أن يصدر الرئيس السابق عفوا عنه. كما أنه كان يجري نقاشات بشأن تمثيل إبستين قبل أن ينتحر الأخير قبيل محاكمته بتهمة استغلال القاصرات جنسيا والإتجار بهن. وقال شون لصحيفة "أتلانتا تايمز اليهودية" في مقابلة العام الماضي "مثّلت أعضاء عصابات مشهورين على اختلاف أشكالهم"، مشيرا إلى شخصيات لعبت دورا في الجريمة المنظمة من كل من روسيا وإسرائيل وإيطاليا. وأما كاستر (59 عاما)، فقضى معظم مسيرته المهنية في دوائر القضاء كمدع في بنسلفانيا، وانتقل من مدع على مستوى المقاطعات ليصبح النائب العام للولاية. وتعرّض لانتقادات لرفضه في 2005 ملاحقة الممثل الشهير كوسبي قضائيا بتهمة الاغتصاب، مشيرا إلى أن الأدلة ضدّه ضعيفة للغاية ولا يمكن محاكمته على أساسها. وتبادل دعاوى قضائية بالتشهير مع ضحية كوسبي المفترضة أندريا كونستاند. لكن القضية تحرّكت في عهد خليفة كاستر لتتم إدانة كوسبي في 2018. وقت قصير وبعد تخلّي محامي ترامب الخمسة الأصليين عن الدفاع عنه السبت، كانت هناك حاجة ملحّة لتشكيل فريق جديد، إذ يتعيّن على الرئيس السابق أن يقدم اليوم الثلاثاء ردًا رسميًا على أمر الاستدعاء للحضور إلى الجلسة. وسيتعيّن على فريقه في الثامن من فبراير الجاري تقديم مذكرة تمهيدية لإفساح المجال لبدء المرافعات، في اليوم التالي على الأرجح. لكن استاذ القانون لدى جامعة جورج واشنطن جوناثان ترلي أشار إلى أنه من شأن تبديل فريق الدفاع خلال وقت قريب جدًا من موعد المحاكمة أن يؤدي إلى تأجيلها. وقال على تويتر إن "أسبوعا غير كاف لتحضير مرافعة الدفاع". لكن الأمر غير مهم كثيرا في وقت يرجّح أن تتم تبرئة ترامب. وكانت شبكة "سي إن إن"، قالت نقلاً عن مصادرها، الأحد، إن خمسة محامين؛ بينهما اثنان رئيسيان تركوا فريق الدفاع عن الرئيس السابق. وقال أحد المصادر، إن ترامب أراد من المحامين أن يقدموا دفوعاً بوجود تزوير جماعي في الانتخابات، وأن الانتخابات سُرقت منه، بدلاً من التركيز على شرعية إدانة رئيس بعد أن يترك منصبه، وهو ما رفضه فريق الدفاع السابق. ويتهّم الديموقراطيون ترامب بالتحريض على الهجوم الذي وقع في السادس من يناير على الكابيتول وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينما عطّل لعدة ساعات جلسة للكونجرس لإقرار فوز بايدن في الانتخابات.