رفع «أجر المجاعة».. ورقة بايدن لإعادة صياغة خريطة الناخبين

رفع «أجر المجاعة».. ورقة بايدن لإعادة صياغة خريطة الناخبين
رفع «أجر المجاعة».. ورقة بايدن لإعادة صياغة خريطة الناخبين

[real_title] على الرغم من أن مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن لمضاعفة الحد الأدنى للأجور في الولايات المتحدة يعد بمثابة ثورة اجتماعية لانتشال ملايين الأمريكيين من حالة الفقر والعوز، إلا أن الأمر لا يخلو من تأثيرات انتخابية، حيث يسعى الديمقراطيون لحشد دعم الفئات المهمشة، حتى في أوساط اليمين المؤيد للجمهوريين وللرئيس السابق دونالد ترامب.

 

ويرى بعض المراقبين أن مقترح بايدن بمثابة ثورة اجتماعية لصالح الفئات الأكثر حرمانًا في الولايات المتحدة حيث التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية صارخة. ويسعى المقترح إلى رفع أجر الساعة إلى 15 دولارًا بحلول عام 2025 مقابل 7.25 دولار في الوقت الحالي.

 

وسيتم رفع الحد الأدنى للأجور إلى 9.50 دولار للساعة، بعد ثلاثة أشهر فقط من إقرار القانون. كما يتضمن إحداث أربع زيادات ليصل إلى 15 دولارا في عام 2025.

 

ويحق، في الوقت الحالي، لمدير الحانة أو المطعم أن يدفع 2 أو 3 دولارات فقط في الساعة لموظفيه إذا كانت "إكرامياتهم" تسمح بتغطية الفارق مع الحد الأدنى للأجور البالغ 7,25 دولار.

 

أجر المجاعة

ويهدف التشريع الجديد إلى ضمان حصول جميع العمال على كامل الحد الأدنى للأجور على الأقل عن طريق التخلص التدريجي من الأجور التي تقل عن الحد الأدنى بالنسبة للعمال الذين يتلقون أجورهم من الإكراميات بشكل أساسي.

 

وقال بوبي سكوت، النائب الديموقراطي عن فرجينيا، خلال عرضه مشروع القانون إنه "حتى قبل الوباء، كان لا يمكن الدفاع اقتصاديًا وأخلاقيًا عن الحد الأدنى الفيدرالي للأجور البالغ 7,25 دولارًا" في الساعة، والذي لم يتغير منذ 24 يوليو 2009.

 

وعلى الرغم من أن هذه المبادرة تحظى بشعبية كبيرة بين السكان - حتى في صفوف أعضاء الحزب الجمهوري - وتؤيدها النقابات منذ أكثر من عقد، إلا أنها واجهت معارضة من المشرعين الجمهوريين تحت ضغط الشركات التي ترفض تحمل تكاليف إضافية.

 

وقال السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز المرشح الرئاسي التقدمي السابق الذي أطلق على 7,25 دولارًا اسم "أجر المجاعة" إن مقترح بايدن "ليس طرحًا راديكاليًا. في أغنى دولة في العالم، عندما يعمل الناس 40 ساعة في الأسبوع، لا ينبغي أن يعيشوا في الفقر".

ويؤثر الركود الاقتصادي الناجم عن الوباء بشكل رئيسي على الشركات الصغيرة، وخصوصًا في قطاع المطاعم، ولذلك فهي لا تنظر بإيجابية إلى الاقتراح المدرج في خطة الإنقاذ الضخمة البالغة 1,900 ترليون دولار.

 

تحفظات وقلق

واستقبل نائب رئيس الاتحاد الوطني للمطاعم شون كينيدي المقترح بفتور خصوصًا أنه يفهم أنه ينبغي دفع الحد الأدنى للأجور بالكامل، بغض النظر عن الإكرامية المفروضة على العملاء. إذ تسمح الإكراميات لأصحاب المطاعم بدفع دولارين أو ثلاثة دولارات في الساعة للموظفين في حين تغطي الإكرامية الشهيرة الفرق للوصول إلى 7,25 دولارًا.

 

وقال إن هذا الإجراء "سوف يستتبع تكاليف لا يمكن التغلب عليها" للعديد من المؤسسات التي لن يكون أمامها خيار سوى الاستغناء عن مزيد من الموظفين أو الإغلاق نهائيًا.

 

وردت وزيرة الخزانة الجديدة جانيت يلين بالقول إن "رفع الحد الأدنى للأجور سينتشل عشرات الملايين من الأمريكيين من براثن الفقر بينما يخلق فرصًا لعدد لا يحصى من الشركات الصغيرة في جميع أنحاء البلاد".

 

واعتبرت أن الأمر كله يتوقف على كيفية تنفيذه، مشيرة إلى زيادة تدريجية وصولاً إلى 15 دولارًا بحلول عام 2025، ما يترك "وقتًا كافيًا للتكيف".

 

تحسين الانفاق

ولا يزال الجدل محتدمًا منذ فترة طويلة بين الاقتصاديين حول تأثير رفع الحد الأدنى للأجور، خصوصًا أن الواقع الاقتصادي ليس هو نفسه بالنسبة لمن يعملون في نيويورك (حيث يتوفر العديد من الفرص وتكلفة المعيشة مرتفعة) أو في ميسيسيبي (حيث النسيج الاقتصادي أقل كثافة والحياة أرخص بكثير).

 

لكن إدارة بايدن تسلط الضوء على سلسلة من الأحداث الإيجابية التي تستتبع مثل هذه الخطوة إذ إن تحسين الأجور سيؤدي إلى إنفاق مليارات الدولارات في استهلاك مزيد من السلع والخدمات التي تقدمها الشركات الصغيرة.

 

وفي عام 2019، حصل 1,6 مليون عامل على أجور تساوي أو تقل عن الحد الأدنى الفدرالي، أو 1,9% من جميع العمال الذين يتقاضون رواتبهم بالساعة، وفقًا لمكتب الإحصاء.

 

وهذا عدد صغير لأن الحد الأدنى للأجور الذي أدخله فرانكلين روزفلت في عام 1938 أثناء الكساد العظيم، أصبح نظريًا بمرور الوقت. ففي حين تطبق الولايات الجنوبية والوسطى بشكل عام الحد الأدنى للأجور، فإن الولايات الواقعة في الشرق وكاليفورنيا الغنية حددت معدلًا أعلى من 12 أو 13 أو حتى 15 دولارًا في الساعة.

 

وتدفع الشركات الكبيرة بما في ذلك أمازون وستاربكس بالفعل 15 دولارًا في الساعة لجذب العمالة. وبذلك يصل راتب ماغي بريشيرز الموظفة في مجموعة فريد ماير في سياتل إلى 17,59 دولارًا مقابل 10 دولارات في عام 2013. وقالت بريشيرز: "عندما يمكنك توفير عمل لشخص ما، عليك أن تدفع له أجرًا يؤمن له حياة كريمة".

 

معادلة معقدة

ويفيد مكتب الميزانية بالكونجرس إن دفع مرتب من 15 دولارًا في الساعة بحلول عام 2025 سيزيد أجور 27,3 مليون شخص وينتشل 1,3 مليون أسرة من الفقر.

 

لكنه يقدر أيضًا أن هذا قد يتسبب في خسارة 1,3 مليون وظيفة. وقال غريغوري داكو، كبير الاقتصاديين في أكسفورد إيكونوميكس، إنه بعيدًا عن التأثير المحتمل، ينطوي الاقتراح على التحول الاجتماعي الذي يرغب فيه جو بايدن.

 

وشدد على أن هذا "يؤكد إرادة الإدارة في التركيز بشكل أكبر على عدم المساواة الاجتماعية والعرقية التي قادت إلى اضطرابات العام الماضي". وسيكون من الصعب تمرير الاقتراح حتى في ظل هيمنة الديموقراطيين على كلا المجلسين. وتطرق بيرني ساندرز بالفعل إلى آلية للتصديق على القانون بالأغلبية البسيطة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى