الثورة الخضراء.. هل تطيح برئيس الوزراء الهندي؟

الثورة الخضراء.. هل تطيح برئيس الوزراء الهندي؟
الثورة الخضراء.. هل تطيح برئيس الوزراء الهندي؟

[real_title] يواصل مزارعون هنود اعتصامهم منذ أشهر في خيم على أطراف نيودلهي احتجاجا على إصلاحات تطال قطاعهم، وقد عاث آلاف منهم خرابا في العاصمة في تصعيد كبير للأزمة بينهم وبين الحكومة.

 

ما هي القوانين وأسباب الخلاف حولها والخيارات المطروحة أمام رئيس الحكومة ناريندرا مودي في أصعب تحد له منذ توليه السلطة عام 2014؟، وسط مخاوف من أن استمرار هذه التظاهرات قد تطيح به من رأس الحكومة الهندية.

 

"الثورة الخضراء"

قطاع الزراعة في الهند كبير ويعاني من مشكلات. فهو مورد الرزق لقرابة 70 بالمئة من السكان البالغ عددهم 1,3 مليار نسمة، ويمثل نحو 15 بالمئة من الاقتصاد البالغ حجمه 2,7 تريليون دولار.

 

و"الثورة الخضراء" التي اندلعت في السبعينات حولت الهند من بلد يعاني من نقص متكرر في المواد الغذائية إلى بلد لديه فائض، بل من كبار المصدّرين.

 

ولكن منذ العقود القليلة الماضية، لم تسجل مداخيل المزارع تقدما يذكر وبات القطاع بحاجة ماسة للاستثمار والتحديث.

وأكثر من 85 بالمئة من المزارعين يملكون أقل من هكتارين من الأرض. وأقل من واحد بين مئة مزارع يملك أكثر من 10 هكتارات، بحسب مسح لوزارة الزراعة في 2015-2016.

 

ألحق نقص المياه والفيضانات والطقس المتقلب بشكل متزايد بسبب تغير المناخ، إضافة إلى الديون، خسائر فادحة بالمزارعين.

 

وانتحر أكثر من 300 ألف مزارع منذ التسعينات الماضية. وقرابة 10,300 انتحروا في 2019، بحسب أحدث الأرقام الرسمية.

 

ويتخلى مزارعون عن الزراعة بأعداد كبيرة، 2000 منهم يوميا وفقا لآخر تعداد في 2011.

 

شبكة أمان حيوية

كثيرا ما قدمت الحكومات الهندية وعودا كبيرة للمزارعين، فهم خزان أصوات مهم في الانتخابات. ومودي لا يختلف عنها، فقد تعهد زيادة عائداتهم بمقدار الضعف بحلول 2022.

 

في سبتمبر أقر البرلمان ثلاثة قوانين تسمح للمزارعين بالبيع لأي مشتر يختارونه، وليس لسماسرة مقابل عمولة في أسواق تسيطر عليها الحكومة.

 

أنشأت تلك الأسواق في الخمسينات الماضية لوقف استغلال المزارعين ودفع سعر دعم أدنى لبعض المنتجات.

 

وأدى هذا النظام لقيام المزارعين أحيانا بزراعة محاصيل لا تتوافق مع الظروف المناخية المحلية، مثل عطش الأرز في البنجاب، كما يمكن أن يمثل أرضا خصبة للفساد.

 

لكن العديد من المزارعين يعتبرون سعر دعم أدنى كشبكة أمان حيوية، ويخشون من عدم تمكنهم من التنافس مع مزارع كبيرة ومن الحصول على أسعار متدنية من شركات كبرى.

 

أثار مودي انتقادات غاضبة من قبل، ككارثة سحب أوراق نقدية من التداول في 2016 مثلا، لكن شعبيته لم تتزعزع وأعيد انتخابه بعدما حقق فوزا ساحقا في 2019.

 

"مناهضون للقومية"

منذ أواخر 2019، خرجت تظاهرات على مدى أشهر احتجاجا على قانون للجنسية مثير للجدل تسبب بأعمال شغب طائفية في نيودلهي في فبراير 2020 قضى فيها أكثر من 50 شخصا.

 

وتصوير المزارعين على أنهم "مناهضون للقومية" كما حصل في تظاهرات 2019، يمكن أن تكون له ردود فعل عكسية كونهم يحظون بدعم واسع بين الهنود.

 

وتجاهل مطالبهم يتعارض أيضا مع الصورة التي رسمها مودي لنفسه على أنه نصير الفقراء.

 

يواجه مودي خصما قويا يتمثل بالمزارعين الذين يقيمون في خيم على أطراف نيودلهي منذ أواخر نوفمبر، رغم ليالي الشتاء الباردة.

 

وقد أسسوا مدارس لأبنائهم وصحيفة خاصة بهم وفرق لشبكات التواصل الاجتماعي وخدمات طبية، بل حتى ماكينات تدليك للأرجل المتعبة.

 

لكن أعمال الشغب فاجأت نقابات المزارعين التي كانت قد وعدت الشرطة بأن تلتزم التظاهرات بقوافل الجرارات بالطرق المتفق عليها، وقد نأت بنفسها عن أعمال العنف.

 

وقال المحلل السياسي بارسا فينكاتشوار راو ومقره نيودلهي "في الوقت الحاضر تضرر المزارعون بسبب الأحداث التي وقعت أمس".

 

أضاف "الحكومة قد ترغب في الاستفادة من الوضع والرد على المزارعين بطريقة أو بأخرى. وفي ما يتعلق بالرأي العام فقد أضرت أعمال العنف بقضيتهم".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى