في محاكمة فبراير.. هل يصوت الجمهوريون لإدانة ترامب؟

[real_title] مع اقتراب إسدال الستار على شهر الأزمات في الولايات المتحدة (يناير)، وتزامنا مع اقتراب قدوم شهر فبراير والذي يحمل يوم الثامن منه أهمية كبرى للشارع الأمريكي (محاكمة ترامب)، ينتظر العالم ما ستؤول إليه الأحداث في ذلك اليوم الذي وصف بالمصيري.

 

محاكمة ترامب.. عبارة لطالما باتت لسان حال الشارع الأمريكي، تحديدا الديمقراطي، والذي يصر على عزل الرئيس السابق ومنعه من الدخول للحياة السياسية الأمريكية مجددا، في حين يقف الحزب الجمهوري أمام أزمة، فبعض أعضائه طالب بمحاكمة "ترامب"، في حين يهدد البعض الآخر رافضا مبدأ العزل.

 

وقبل ساعات، تسلّم مجلس النواب الأمريكي لائحة الاتهام التي يواجهها الرئيس السابق دونالد ترامب إلى مجلس الشيوخ من أجل محاكمته في اتهامات بالتحريض على الهجوم الدامي على مبنى الكونجرس (الكابيتول) في السادس من يناير الجاري، لينطلق بذلك أول إجراء في تاريخ الولايات المتحدة يرمي إلى عزل رئيس سابق.

 

وحمل النواب التسعة -الذين عيّنتهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي "مدّعين عامّين" في المحاكمة- القرار الاتهامي، وانتقلوا به في موكب سار وسط صمت مهيب من مجلس النواب إلى مجلس الشيوخ، مخترقين الردهات نفسها المزينة باللوحات والتماثيل التي اجتاحها أنصار ترامب.

 

وتمت قراءة اللائحة التي تحمل تهمة "التحريض على العصيان"- أمام مجلس الشيوخ، ويواجه ترامب الاتهام بالتقصير للمرة الثانية، وهو ما لم يواجهه أي رئيس أمريكي آخر.

 

 

ووفقا لقواعد الاتهام بالتقصير، يؤدي وصول لائحة الاتهام إلى مجلس الشيوخ رسميا إلى بدء المحاكمة، ورغم ذلك وافق قادة مجلس الشيوخ على تعديل القواعد من خلال تأخير البداية الفعلية للمحاكمة إلى الأسبوع الذي يبدأ في الثامن من فبراير المقبل.

 

وتلا رئيس فريق الادعاء النائب الديمقراطي جيمي راسكين لائحة الاتهام، وقال إن ترامب تورط في ارتكاب جرائم وجنح جسيمة من خلال التحريض على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة.

 

وأضاف أن ترامب عرّض أمن الولايات المتحدة ومؤسساتها الحكومية للخطر بشكل جسيم، وهدد نزاهة النظام الديمقراطي.

 

محاكمة نزيهة

 

من جهته، تعهّد الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي باتريك هيلي بضمان إجراء محاكمة نزيهة وعادلة للرئيس السابق، وقال إنه ملتزم بتطبيق قسمه من أجل تحقيق العدالة النزيهة ولعب دور الحَكَم المحايد.

 

وأضاف هيلي أنه يأخذ هذا القسم بجدية فائقة، وأنه لن يتراجع عن واجباته الدستورية لإدارة محاكمة الرئيس السابق بإنصاف وعدل.

 

 

وفي السياق، نقلت شبكة سي إن إن (CNN) أن الرئيس جو بايدن أعرب عن اعتقاده بعدم الحصول على الأصوات الكافية لإدانة ترامب خلال محاكمته بمجلس الشيوخ.

 

وقالت الشبكة إن بايدن أبدى تشككا في أن يصوت لإدانة ترامب 17 عضوا جمهوريا بمجلس الشيوخ، وهو العدد اللازم لهذه الخطوة إذا صوّت جميع الديمقراطيين الخمسين لصالح الإدانة.

 

من جهته، قال السيناتور الجمهوري راند بول إن محاكمة ترامب غير دستورية، مضيفا أنه سيطلب التصويت على إذا كان يحق محاكمته.

 

فريق الادعاء

 

وكانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي اختارت أعضاء فريق الادعاء، وجاءت الاختيارات محملة بالدلالات؛ إذ تم تشكيل الفريق من 9 نواب ديمقراطيين، ووصفت التشكيلة بأنها صورة للتنوع الأمريكي على النقيض من نزعة القوميين البيض التي كانت دافعا وراء الهجوم على الكونجرس، وفقا للمتابعين.

 

وبين النواب التسعة: ستيسي بلاسكيت وجو نيجوز من أصول أفريقية، وخواكين كاسترو من أصول لاتينية، وتيد ليو من أصول آسيوية، كما ضم الفريق عضوين من اليهود؛ وهما جيمي راسكين رئيس الفريق وديفيد سيسيليني.

 

وسيعمل هذا الفريق على إقناع أعضاء مجلس الشيوخ المائة بأنه من الضروري إدانة ترامب ومنعه من شغل أي منصب فدرالي في المستقبل، بما في ذلك الرئاسة.

 

 

ولإدانة ترامب يتعين على الفريق كسب تأييد 17 عضوا على الأقل من الجمهوريين في مجلس الشيوخ، لتضاف إلى أصوات الديمقراطيين الخمسين.

 

في الغضون، يسعى أعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس إلى تأجيل محاكمة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، برلمانيا إلى نهاية فبراير القادم.

 

ويطالب الجمهوريون بمنح ترامب مهلة لتحضير الدفاع عن نفسه بعد اتهامه بالتحريض على التمرد عندما اقتحم أنصاره مقر الكونجرس في السادس من هذا الشهر.

 

 

ما هي المحاكمة؟

 

المحاكمة أمام مجلس الشيوخ تقام عندما يتهم رئيس أمريكي في منصبه بارتكاب جريمة، وتهمة ترامب هذه المرة هي "التحريض على التمرد".

 

ما الذي تم فعلا؟

 

صوت مجلس النواب يوم 13 من الشهر الحالي لصالح محاكمة ترامب للمرة الثانية من أجل عزله. وأحال القضية على مجلس الشيوخ، ولكن الوقت لم يسمح بمحاكمته قبل أن يغادر منصبه في 20 يناير.

 

ما الذي سيحدث؟

 

يمكن محاكمة ترامب حتى بعدما غادر منصبه، ويمكن لأعضاء المجلس أن يصوتوا على منعه من الترشح لأي منصب حكومي مستقبلا.

 

 

ما الذي يطالب به الجمهوريون؟

 

قال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الخميس الماضي، إنه طلب من الديمقراطيين في مجلس النواب تأجيل إرسال لائحة الاتهام إلى غاية 28 يناير، لتبدأ بعد ذلك المرحلة الأولى من المحاكمة.

 

وسيكون أمام ترامب أسبوعان لتقديم دفاعه، على أن تبدأ الجلسات في منتصف فبراير.

 

ويحتاج الجمهوريون، الذين فقدوا الأغلبية في مجلس الشيوخ، إلى موافقة زعيم الديمقراطيين في المجلس، تشاك شومر، على طلباتهم.

 

وقال ماكونيل في بيان: "إن الجمهوريين في مجلس الشيوخ متحدون جميعا على مبدأ أن هيئات مجلس الشيوخ ومنصب الرئيس، وكذا الرئيس السابق ترامب نفسه يستحقون محاكمة عادلة تصون الحقوق وتقدر خطورة المسائل القانونية والدستورية محل التهمة".

 

وقال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، جون كورنين، لوكالة رويترز إنه يناقش مع زملائه الجمهوريين الحاجة إلى السماح "بمحاكمة ترامب".

 

وقد صوت 10 جمهوريين في مجلس النواب مع الديمقراطيين في 14 يناير  لصالح محاكمة الرئيس السابق.

 

ويحتاج الديمقراطيون، على الرغم سيطرتهم على مجلس الشيوخ، إلى دعم 17 عضوا جمهوريا لعزل ترامب، لأن الإدانة تتطلب موافقة ثلثي أعضاء المجلس.

 

وأعلن عدد قليل من الجمهوريين موافقتهم على عزل ترامب، أما الأغلبية فيشككون في شرعية المحاكمة بعدما غادر ترامب منصبه، أو يرون أن عزله يعمق الانقسامات.