[real_title] منذ إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رغبتها في إصدار قرار بتصنيف جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن قبل أسابيع، وإدارة الرئيس الحالي جو بايدن تبدي اعتراضها على القرار حتى قبل تنصيبه رئيسا. وأثار هذا الاعتراض تساؤلات حول إمكانية تراجع بايدن الذي جرى تنصيبه يوم الخميس الماضي عن القرار، بعد إعلانه من قبل وزارة الخارجية الأمريكية. وقبل نحو أسبوعين أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة تعتزم تصنيف جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا في اليمن منظمة إرهابية. وقال بومبيو إن القرار الأمريكي يهدف إلى تحميل جماعة الحوثيين "مسؤولية أعمالها الإرهابية"، ومن بينها هجمات عابرة للحدود تهدد مدنيين، وبنى تحتية، وفقا لبيان لوزير الخارجية الأمريكي. وأشار بومبيو إلى هجوم وقع في 30ديسمبر على مطار في مدينة عدن، أدى إلى مقتل 26 شخصا، وعقب الهجوم، ألقت الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية باللوم على الحوثيين. وردا على هذا الإعلان أخطر مشرعون أمريكيون من الحزب الديمقراطي - حزب الرئيس المنتخب بايدن - وزير الخارجية الأمريكي بومبيو أن الإقدام على هذه الخطوة قد يقوض أعمال الإغاثة الإنسانية، وكذلك الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي في اليمن. واعتبر مستشار بايدن للأمن القومي، جيك سلفيان، أن قرار إدارة ترمب تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية لن يؤدي إلا لمزيد من المعاناة، لافتا إلى الحاجة إلى محاسبة قادة الجماعة. وقال سلفيان في تغريدة نشرها عبر تويتر يوم السبت الماضي: "لن يؤدي (تصنيف الحوثيين) إلا إلى المزيد من المعاناة للشعب اليمني وإعاقة الدبلوماسية الحاسمة لإنهاء الحرب."، مضيفا: "يجب محاسبة قادة الحوثيين وليس تصنيف الجماعة كلها إرهابية". وقبل أيام من تنصيب بايدن، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن وزارة الخارجية ستخطر الكونغرس بنيته تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية. وتوجه بومبيو في بيان للخارجية، قال فيه: "أعتزم إدراج ثلاثة من قادة الجماعة وهم عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم على قائمة الإرهابيين الدوليين". ودخل القرار الذي يمنع التعامل المباشر مع جماعة "الحوثيين"، حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي، لكن إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب سارعت إلى توضيح مسألة الإعفاءات. وقالت وزارة المالية الأمريكية في بيان إن هذه الإعفاءات تشمل أنشطة منظمات معيّنة من بينها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات غير حكومية تدعم "المشاريع الإنسانية"، وكذلك معاملات أخرى منها تصدير السلع الزراعية والأدوية والأجهزة الطبية. وردا على الإجراءات التي اتخذتها الإدارة السابقة، قالت الخارجية الأمريكية، أمس الجمعة إنها ستراجع قرار تصنيف جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) كـ"جماعة إرهابية" في أقرب وقت ممكن. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز": "تعمل الخارجية الأمريكية على الانتهاء من مراجعة تصنيف الحوثيين كإرهابيين في أقرب وقت ممكن". وتابع المسؤول الأمريكي "وزارة الخارجية بدأت مراجعة لتصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية، وتعمل بأسرع ما يمكن لإنهاء العملية واتخاذ قرار". وكان مرشح الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنصب وزير الخارجية أنتوني بلينكين، في وقت سابق من هذا الأسبوع إن واشنطن ستلقي نظرة على التصنيف. ويخشى مسؤولو الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة أن يعيق العمليات الإغاثية في اليمن، والتي تواجه مجاعة واسعة النطاق بنسبة 80٪. من أهلها. وكان الحوثيون قد توعدوا بالرد على "أي خطوة عدائية" مع دخول قرار تصنيفهم "منظمة ارهابية"، وقالت جماعة "أنصار الله" في بيان إن خطوة إدارة ترامب "تزيدنا وعيا وثباتا على صوابية موقفنا والحفاظ عليه والتمسك به... ولن تدفعنا إلى التراجع عن مواقفنا". وبينما رحبت السعودية والحكومة اليمنية بالقرار، دعا نواب أمريكيون بارزون إلى التراجع سريعا عن الخطوة، كما دعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الولايات المتحدة إلى التراجع عن هذه الخطوة.