من وحي الحرب الأهلية.. «العرائس» تخفف صدمة الأطفال بعد انفجار بيروت 

[real_title] في أعقاب الانفجار الهائل الذي ضرب العاصمة  بيروت في أغسطس الماضي، ظلت الرسامة اللبنانية المعروفة يولاندا لبكي البالغة من العمر 93 عاما تفكر في وسيلة تساعد بها على تخفيف الجروح النفسية التي أصابت الأطفال وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

واهتدت الرسامة العالمية إلى فكرة تتمثل في صناعة عرائس وتوزيعها على الأطفال الذين أصابتهم الصدمة أو أي أضرار أخرى.

وذكرت الوكالة الأمريكية أن لبكي استلهمت تلك الفكرة من وحي مأساة أخرى تأبى أن تفارق ذاكرتها.

وما تزال الجدة تتذكر مشاعر الترويع على وجه حفيدها،  وقتما كان يبلغ من العمر 3 أعوام، حينما لحقت أضرار بالغة بمنزل عائلته بسبب الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في 1975 واستمرت 15 عاما.

وتسرد الجدة كواليس تلك اللحظات قائلة: "لقد شاهد حفيدي كافة الدمى  بين الأنقاض وسألني وقد امتلأت عيناه بالدموع "من كسر دماي؟".

ولذلك، عندما انفجر مستودع هائل بميناء بيروت يمتلئ بمادة نيترات الأمونيوم في 4 أغسطس الماضي وقتل أكثر من 200 شخص وأصاب الآلاف وألحق الدمار بمساحة كبيرة من الأرض، فكرت لبكي في الأطفال الذين سيرددون ذات التساؤل: "من كسر دُماهم".

واعتبرت لبكي ذلك الأمر بمثابة تحد لها وحددت جدولا زمنيا لتنفيذه.

ومضت تقول: "لقد طلبت من الله منحي القوة لأستطيع صناعة 100 من هذه العرائس قبل الكريسماس".

واستخدمت الجدة ماكينة خياطة وحشو يتألف من مزيج من نسيج القماش والقطن.

وساعدت منظمات خيرية لبكي على توزيع الدمى".

وذهبت اثنتان من العرائس إلى ابنتي مواطن لبناني يقطن في بيروت يدعى جورج شالويت تسبب الانفجار في تفجير منزل عائلته.

ونقلت أسوشيتد برس عن شالويت قوله: "على الأقل، لقد فكرت هذه المرأة في مشاعر الأطفال المساكين بعد الانفجار. أدعو الله أن يحفظها ويمنحها الصحة والعافية".

وأردف: "إذا لم نتكاتف نحن اللبنانيين سويًا، لن نضحى قادرين على الوقوف مجددا على أقدامنا".

وتحرص ابنتاه كل ليلة على احتضان الدميتين الجديدتين لمرافقتهما أثناء النوم.

واعتبرت لبكي أن صورة الطفلتين الممسكتين بالدميتين هي أكبر مكافأة لها.

وزاد قائلة: "إنها هدية بالنسبة لي تتجاوز بهجتها فرحة الأطفال".

رابط النص الأصلي