أيتام ترامب.. بوادر مصالحة بين تركيا والسعودية بوساطة قطرية

[real_title] كأحد ثمار المصالحة الخليجية والتي أسدل الستار عليها في الخامس من يناير الجاري، بين دولة قطر والرباعي المقاطع "السعودية والبحرين والإمارات إلى جانب مصر"، بدأت مساع قطرية للوساطة بين الرياض وأنقرة.

 

وأعلنت دولة قطر، أمس الاثنين، استعدادها للوساطة بين تركيا والسعودية، وكذلك بين الأخيرة وإيران، في محاولة لحل الخلافات التي عرفتها تلك البلدان في السنوات الأخيرة.

 

وقال مطلق القحطاني، المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، إن بلاده على استعداد للوساطة وتهدئة التوترات بين تركيا والسعودية وبين السعودية وإيران.

 

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "سياسة وتجربة دولة قطر في الوساطة وحل النزاعات"، نظمها معهد الدوحة للدراسات العليا.

 

وأضاف القحطاني: "إذا رأت هاتان الدولتان أن يكون لدولة قطر دور في هذه الوساطة ففي الإمكان القيام بهذا".

 

 

وتابع: "من مصلحة الجميع أن تكون هناك علاقات ودية بين هذه الدول، خاصة بين دول أساسية ورئيسية؛ مثل السعودية وتركيا وإيران".

 

وشهدت الأشهر الماضية حملات مقاطعة في السعودية للمنتجات التركية، لكن سرعان ما اختفت وسط بودار للتقارب بين أنقرة والرياض، خاصة بعد فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

 

وقال القحطاني خلال الندوة: إن "قطر لعبت دوراً دبلوماسياً كبيراً بين الولايات المتحدة وتركيا لتهدئة التوترات التي حصلت بينهما".

 

وأعرب عن تفاؤله بأن تسهم مخرجات القمة الخليجية الأخيرة في "تعزيز العمل الخليجي والعربي المشترك وتعزيز ثقل الدول الخليجية في القرار العربي".

 

وأضاف أن "عمليات الوساطة التي قامت بها قطر أكسبتها خبرة في إدارة الأزمة (الخليجية)، مشدداً على أن "إنهاء الأزمة الخليجية ستكون له آثار إيجابية ويعزز دور قطر، وهي ماضية في هذه الجهود (الوساطة) بغض النظر عما تعرضت له في السابق".

 

 

وأشار إلى "التداعيات التي سببتها الأزمة الخليجية على حفظ السلام بين جيبوتي وإرتريا بعد انسحاب قطر من الوساطة، ما كان له تداعيات سلبية وخطيرة على استقرار منطقة القرن الأفريقي".

 

وتابع أن قطر "استطاعت الحفاظ على مكانتها كوسيط موثوق ونزيه على الساحتين الإقليمية والدولية، وتجسد ذلك في نجاح وساطتها لتوقيع اتفاق السلام التاريخي بين الولايات المتحدة و(حركة) طالبان (الأفغانية) في الدوحة، فبراير الماضي، وأيضاً جمع الفرقاء الأفغان للحوار بعد نحو 20 عاماً من الصراع".

 

وتابع: "الدوحة تمكنت من وقف سفك الدماء في أفغانستان وإطلاق الحوار الأفغاني، ومعالجة أزمات بعضها معلن وبعضها غير معلن".

 

وأوضح القحطاني أن اللجوء إلى وساطة قطر في كثير من الصراعات والأزمات يرجع إلى أنها "ليس لها أجندة سياسية خفية، ولا تبحث عن الشهرة الإعلامية، وإنما عن تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين وتنمية ورفاهية الشعوب".

 

وأعرب عن استعداد بلاده للوساطة في العديد من ملفات المنطقة الملتهبة حال توفرت الإرادة والرغبة للأطراف المعنية في اليمن وليبيا والصومال وغيرها، بهدف تعزيز الأمن والسلم بتلك الدول.

 

وكانت القمة التي استضافتها السعودية، في 5 يناير الماضي، قد شهدت تدشين المصالحة الخليجية وطي صفحة الخلاف، مشددة على عدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها.

 

رهانات قطر على مصالحة تركيا والسعودية، ربما يجعلها تفكر في ذات الأمر مع القاهرة وأنقرة.

 

مراقبون يرون أن خيارات قطر في فك شفرات الخلاف بين أنقرة والسعودية، زادت بعد المصالحة، وربما كان الاتفاق على تلك الخطوط العريضة قبل إتمام المصالحة بشكل نهائي، عبر الوسيط الكويتي والأمريكي.

 

 

فالمصالحة والتي جاءت في إطار ضغط أمريكي كبير لإنهاء الخلاف الخليجي على قاعدة وضع الخلافات جانباً والبناء على نقاط الاتفاق لحماية مجلس التعاون الخليجي ومواجهة التحديات المتعاظمة في المنطقة، يؤكد إمكانية إبرام اتفاق بين أنقرة والرياض، خاصة في ظل غياب شروط السعودية التي أعلنتها قبل 3 أعوام، سواء بقطع علاقات الدوحة مع تركيا أو إغلاق القاعدة العسكرية التركية.

 

وفي هذا الإطار، لا ترى الأوساط السياسية والإعلامية في تركيا أي خطر على العلاقات التركية القطرية التي جرى توسيعها وترسيخها طوال السنوات الماضية في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية وغيرها، وصولاً لشراكة استراتيجية لا يمكن التراجع عنها بسهولة من قبل أحد الطرفين، بل يتوقع البعض تقارب سعودي تركي.

 

في الغضون، تتوقع الكثير من الأوساط الرسمية في تركيا أن تكون المصالحة الخليجية دافعاً مهماً لمساعي تحسين العلاقات بين أنقرة من جانب والرياض والقاهرة من جانب آخر خلال المرحلة المقبلة، ويمكن أن يمتد ذلك ليشمل أبو ظبي التي عين فيها سفير تركي جديد في أبرز إشارة تركية على الرغبة في تحسين العلاقات إذا توفرت الظروف المناسبة لذلك.

 

 

وطوال الأسابيع الماضية، أرسلت السعودية رسائل للتقارب الاقتصادي مع تركيا وذلك بعد اتصالات وتصريحات سياسية بعثت الأمل لدى كثيرين بوجود مساع ونوايا حقيقية للتقارب بين البلدين عقب سنوات من الخلافات المتصاعدة حول العديد من الملفات الثنائية والإقليمية المتشعبة.

 

وخلال الأسابيع الماضية، جرى لقاء بين وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، وذلك عقب اتصال هاتفي جرى بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والملك سلمان بن عبد العزيز، وسط أنباء عن تراجع السعودية عن إجراءات كانت تهدف للتضييق على دخول المنتجات التركية إلى السوق السعودية.

 

ونقلت صحيفة صباح التركية عن وزيرة التجارة التركية روحصار بكجان قولها إن الرياض أكدت عدم وجود مقاطعة رسمية للبضائع التركية، مضيفةً: نتوقع خطوات ملموسة لحل المشاكل في علاقاتنا التجارية والاقتصادية.. نظراؤنا أبلغونا أنه لا يوجد قرار رسمي، أن هناك بعض المسائل الاستثنائية.

 

كما أطلق وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان تصريحات تصالحية نادرة اتجاه تركيا، وقال في لقاء مع وكالة رويترز إن المملكة لديها علاقات طيبة ورائعة مع تركيا ولا توجد بيانات تشير إلى وجود مقاطعة غير رسمية للمنتجات التركية.

 

 في المقابل اعتبر وزير الخارجية التركي أن الشراكة القوية بين تركيا والسعودية ليست لصالح البلدين فحسب، بل للمنطقة بأكملها، في خطاب تصالحي هو الأبرز منذ سنوات.

 

وجاءت التطورات الأخيرة في ظل مجموعة من المتغيرات الهامة، أبرزها على الإطلاق هو نتائج الانتخابات الأمريكية التي خلصت إلى فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن على حساب الرئيس الحالي دونالد ترامب الصديق الحميم للسعودية وتركيا على حد سواء.

 

 

وفي محاولة على ما يبدو لتجنب المتاعب التي سيجلبها بايدن لولي العهد السعودي، تتجه المملكة لإبداء ليونة تجاه الكثير من القضايا لذلك اتجهت لحل الأزمة مع قطر، وإنهاء الحرب في اليمن، وإغلاق ملف خاشقجي، وجميعها ملفات تلعب تركيا فيها دوراً حيوياً ولا يمكن حلها دون وجود علاقات جيدة بين الرياض وأنقرة.

 

في السياق ذاته، كشف مصدر خاص لـ"وكالة أنباء تركيا"، قبل أيام، عن انفراجة قريبة في العلاقات بين كل من تركيا والسعودية في الفترة القريبة المقبلة.

 

وأضاف أن العلاقات بين كل من تركيا والسعودية وقطر ستشهد تحسنا شاملاً في كافة النواحي والمجالات. ولم يكشف المصدر عن تفاصيل أو  طبيعة الخطوات التي ستتخذ في هذا السياق.

 

 

عضو حزب العدالة والتنمية، باكير إيتيجان، أكد أن التقارير التي تتحدث عن عمليات تقارب بين أنقرة والرياض صحيحة، معتبرا أن "تركيا والشعب التركي من جهة والشعب السعودي وشعوب المنطقة من جهة أخرى من مصلحتهم هكذا تقارب، ليس فقط من أجل اليوم، بل من أجل المرحلة المقبلة والمستقبل".

 

ويقول عضو الحزب في تصريحات صحفية: "تركيا شعبا وقيادة تسعى جاهدة إلى بناء علاقات جيدة مع دول المنطقة، بالرغم من الخلافات في وجهات النظر والمشاكل التي تعانيها هذه الدول مع بعضها البعض".

 

وفي مطلع حديثه طرح إيتيجان عدة أمثلة يمكن ربطها بحال اليوم، مشيرا إلى أن تركيا وإيران على سبيل المثال لا تجمعهما ومنذ مئات السنين أي علاقة، لكن أنقرة تتبنى علاقات حفظ الجوار للحفاظ على علاقتها مع الشعب الإيراني، وهي سياسة تنطبق على اليونان وعلى سوريا أيضا.

 

ويضيف عضو حزب العدالة والتنمية أن أنقرة والرياض تدفعان باتجاه التقارب بشكل مباشر، دون وجود وسطاء لذلك، لافتا إلى أن "الطرفين يدركان أن مواصلة العلاقات تكون لخدمة الشعبين، لذلك أخذوا قرار الاستمرار في الاتصالات، والجلوس للحوار مرة ثانية".

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى