بتصريحات «بناء الثقة».. هل تعكر الإمارات أجواء المصالحة الخليجية؟

[real_title] على الرغم من عقد مصالحة "تاريخية" بين قطر، ودول المقاطعة الخليجية الأسبوع الماضي، إلا أن تصريحات لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أثارت مخاوف من تعكير أجواء المصالحة.

 

وكان قرقاش قد أكد في مؤتمر صحفي عقده بعد "قمة العُلا" بأيام قليلة، على أن الخطوة التي أُنجزت مهمة جدا لكن تبقى التحفظات لدى أبوظبي حول مسألة "إعادة بناء الثقة" مع الدوحة.

 

وشدد الوزير الإماراتي على أن إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع قطر تتطلب وقتا وتعتمد على طريقة تعامل الدوحة مع كل من تركيا وإيران والجماعات الإسلامية المتطرفة، على حد وصفه.

في المقابل علقت وزارة الخارجية القطرية، على تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، بشأن عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع الدوحة.

 

وأعرب مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية، أحمد بن سعيد الرميحي، عبر حسابه على "تويتر"، عن أسفه لتصريحات الوزير الإماراتي، مشيرا إلى أنها لا تليق بمستوى الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الخليجية.

 

وقال الرميحي، إن "المحاولات الهامشية لتعكير صفو الأجواء الإيجابية للمصالحة الخليجية متوقعة، وللأسف أننا نرى مسؤولا مثل وزير الدولة قرقاش يصرح بشكل لا يليق بمستوى الجهود التي بذلت لتحقيق المصالحة".

وتابع قائلا:" لن نلتفت إلى تلك المحاولات، لدولة قطر نظرة إيجابية لمستقبل الخليج ووحدته ووحدة مصيره، التركيز في العمل الإيجابي أفضل من التصريحات السلبية".

وعلى الرغم من أن تصريحات المسئول القطري تتضمن التأكيد على أن بلاده لن تلتفت لتلك التصريحات التي قد تعكر من صفو المصالحة الخليجية، إلا أن مراقبين أعربوا عن مخاوفهم من أن تؤدي بالفعل إلى تعكير هذه الأجواء.

 

وأشاروا إلى أن هذه التصريحات التي خرجت عن مسئول في دولة أساسية في المصالحة تكشف عن "مناخ من عدم الثقة"، وأنه لا تزال هناك شكوك بين بعض الأطراف.

 

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قد كشفت عن أن الإمارات، قاومت المصالحة مع قطر، واختلفت مع السعودية، حول ما إذا كان ينبغي إنهاء المقاطعة، لكن الرياض "أرادت إنهاء المقاطعة، وعدم بقاء الأزمة على طاولتها مع قرب دخول إدارة جو بايدن البيت الأبيض".

 

وفي هذا الإطار، يقول الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية أن "العناق الحار فجأة وبعد تردد، وأمام العدسات لا يعني الغفران، وتناسي ثلاث سنوات من العداء والشتائم، ونهش الأعراض، فنحن نتعاطى هنا مع 'خصومات' بين قبائل عربية تعود جذورها لقُرون، وليس من السهل أن تختفي بسهولة".

 

وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالعناق، لحظة وصوله إلى المملكة قبل بدء قمة العلا الخليجية.

 

ويرى عطوان أن "الإنجاز الأبرز الذي تحقّق حتى الآن يتمثّل في الفتح 'الفوري' للأجواء والحدود البرية والبحرية، وهذا مطلب أمريكي بحت، فالرئيس ترامب الذي يتصرف هذه الأيام مثل الثّور الجريح، لا يمكن أن يمضي قدما في أي حرب ضد إيران، والأجواء والحدود بين الدول التي ستكون ميدانا مؤكدا لها، ورأس حرب فيها مغلقة".

 

ويؤكد الكاتب أن قرار المصالحة وعودة العلاقات الدبلوماسية "لم يكن قرارا سياديا خليجيا صِرفا، وإلا ماذا كان يفعل كوشنر في أروقتها في وقت تغلي فيه بلاده بالأحداث الضخمة".

 

ويقول عطوان: "إننا مع المصالحة بين الأشقاء، وطيّ صفحة الخلافات كُليا، ولكننا نخشى من تبعاتها على المنطقة وشعوبها، وما يمكن أن يترتب عليها من حروب ودمار وزهق للأرواح البريئة".

 

 

وكانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد فرضت مقاطعة دبلوماسية واقتصادية مع قطر في يونيو من عام 2017.

 

 وبعد أكثر من ثلاث سنوات من المقاطعة، شهدت "قمة العلا" لدول مجلس التعاون الخليجي التي عُقدت الثلاثاء الماضي في المملكة، وضع قواعد المصالحة بين الدول الأربع والدوحة، بحضور أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثانين الذي حظي باستقبال حار من جانب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى