[real_title] أعلنت السعودية إنها ستنفذ تخفيضات إضافية طوعية في إنتاجها النفطي حجمها مليون برميل يوميًا في شهري فبراير ومارس، وذلك في غضون اتفاق بموجبه يظل إنتاج معظم أعضاء أوبك++ للنفط دون تغيير في ظل إغلاقات جديدة لاحتواء فيروس كورونا. وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إنَّ بلاده ستجري تخفيضات طوعية بمليون برميل يومياً على إنتاج النفط لشهري فبرايرومارس، مضيفاً أنَّ إنتاج النفط السعودي سيكون 8.125 مليون برميل يومياً من أول فبراير. وأضاف وزير الطاقة السعودي، وهو يعلن عن الخفض يوم الثلاثاء: "نحن حراس هذه الصناعة .. بادرة حسن النية هذه من قيادتنا باسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان". وبعد قرار الرياض بخفض إنتاج النفط، قفزت أسعار النفط نحو 5 بالمائة. وتقلصت تخفيضات أوبك++ إلى 7.2 مليون برميل يوميًا بعد زيادة الإنتاج 500 ألف برميل يوميًا الشهر الحالي. وسيوسع قرار الخفض الطوعي للسعودية، التخفيضات الإنتاجية إلى 8.125 مليون برميل يوميًا في فبراير قبل أن يضيقها إلى 8.05 مليون برميل يوميا في مارس، على أساس أرقام أوبك+ وتعليقات وزير الطاقة السعودي. أسباب قرار السعودية المفاجىء رأى بنك "جولدمان ساكس" أن قرار السعودية بخفض إنتاج النفط ربما يعكس توقعات بتفاقم ضعف الطلب، مع عودة عمليات الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، عازيًا القرار إلى تجاوز الطلب العالمي التوقعات في شهر ديسمبر الماضي، وتشجيع عودة المزيد من إنتاج النفط الصخري الأمريكي، وتقويض السعودية لجهودها بجعل كل عضو في مجموعة أوبك++ ينفذ تخفيضات موازية. وأوضح محللو بنك "جولدمان ساكس" أن السبب الأكثر ترجيحاً لخفض الإنتاج هو أن السعودية تتوقع تباطؤاً كبيراً في استهلاك الطاقة العالمي، حيث ترتفع أرقام الإصابات بفيروس كورونا بسرعة، كما أشاروا إلى أن تغيير الإدارة الأمريكية ربما أدّى بالسعوديين إلى تبنّي موقف أكثر دعما تجاه المنتجين الآخرين في الشرق الأوسط. السعودية تندفع وفي السياق ذاته، رأت إذاعة دويتشه فيله الألمانية أن السعودية ذهبت بمفردها وخفضت أحجام إنتاج النفط يوم الأربعاء، مما أدى إلى ارتفاع سعر النفط إلى أعلى مستوى له منذ حوالي أحد عشر شهرًا. وبعد تحرك أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، فإن سعر برنت من نوع بحر الشمال وصل إلى 54.09 دولارًا للبرميل، فيما ارتفع النفط الأمريكي الخفيف إلى 50.24 دولارًا. وبحسب دويتشه فيله، تريد السعودية إقناع معظم الدول في أوبك+ بالامتناع عن زيادة الإنتاج من أجل دعم سوق النفط. وتضم المجموعة أعضاء أوبك+ البالغ عددهم 13 عضوا، بالإضافة إلى عشرة منتجين نفط آخرين مثل روسيا والبحرين وكازاخستان. وتوفر دول تحالف أوبك+ حوالي 45 في المائة من إنتاج النفط العالمي. القرار يبعث إشارة لروسيا وأوضح تقريردويتشه فيله أن قرار السعودية اُتخذ دون استشارة، ولذلك يمكن فهمه أيضًا على أنه إشارة إلى روسيا، التي كانت تحاول لعب دور مهيمن في سوق النفط بشكل متزايد منذ تأسيس التحالف النفطي في نهاية عام 2016. ووفقًا لوزير الطاقة الكازاخستاني، من المقرر السماح لروسيا وكازاخستان بزيادة الإنتاج بمقدار 75 ألف برميل يوميًا في فبراير ومارس بعد قرار السعودية. وخلال أزمة كورونا، انخفض سعر النفط إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 30 عامًا، وباتت العديد من الدول المصدرة للنفط في وضع صعب، لأنهم بحاجة ماسة إلى الدخل العائد من النفط لميزانيتهم الوطنية، لكن في نفس الوقت، تضع زيادة العروض الأسعار تحت الضغط. القرار يضعف أوبك+ وفي تحليل لهاندلسبلات الألمانية، قالت الصحيفة إنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حاول إقناع مثيري الشغب داخل أوبك+، ومن بينهم روسيا، بالمشاركة في تخفيضات إنتاج جديدة. وبلغ الأمر ذروته في حرب أسعار بلا رحمة بين السعوديين والروس في أوائل مارس 2020، مما ساعد على انخفاض سعر النفط الأمريكي إلى ما دون الصفر دولار في مايو. وتركت حرب الأسعار ثغرات كبيرة في الميزانية الوطنية لجميع دول أوبك+، لكن تم تحقيق هدف واحد على الأقل، وهو تراجع صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة، وفقًا للصحيفة. ورأت صحيفة هاندلسبلات أنّ قرار بن سلمان الراهن بخفض الانتاج يهدد بتدمير النجاح السابق للسعودية في تراجع صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة، وقد تؤدي تخفيضات الإنتاج إلى دفع سعر النفط إلى ما يزيد عن 60 دولارًا، وبهذا المستوى، ستعمل الشركات الأمريكية التنقيب عن النفط مرة أخرى. ويعطي رفع الأسعار الجديد الناتج عن قرار خفض الانتاج السعودي بصيص الأمل الذي يحتاجه المستثمرون لتوفير رأس مال جديد لصناعة النفط الأمريكية. ووصف بن سلمان سياسة الإنتاج الجديدة لبلاده بأنها "مربحة " لكل من يشارك في سوق النفط، قد يكون هذا صحيحًا على المدى القصير، لكن على المدى الطويل، يمكن أن يضعف أوبك+.