قبل مغادرته الحكم.. هل يملك ترامب سلطة العفو عن نفسه وأسرته؟

قبل مغادرته الحكم.. هل يملك ترامب سلطة العفو عن نفسه وأسرته؟
قبل مغادرته الحكم.. هل يملك ترامب سلطة العفو عن نفسه وأسرته؟

[real_title] أيام قليلة تفصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مغادرة البيت الأبيض، بعد أربعة أعوام قضاها في الحكم، وشهدت العديد من القضايا المثيرة للجدل، وهو الأمر الذي لا يبدو أن الملياردير الثري المولع بالنساء والصفقات يريد الإقلاع عنه، بعدما تحدثت تقارير عن عزمه إصدار عفو عن الجرائم التي ارتكبها أفراد أسرته.

 

ويعزز تلك التقارير، العفو الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مستشاره السابق مايكل فلين، وهو ما أثار تكهنات بشأن ما إذا كان بإمكان الرئيس العفو عن مساعدين آخرين وحتى أفراد عائلته خلال الأسابيع الأخيرة له في منصبه.

 

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، قبل يومين، نقلا عن شخصين تم اطلاعهما على الأمر أن ترامب تحدث مع محاميه الشخصي رودي جولياني بشأن العفو عنه خلال الأسبوع الماضي.

 

وقالت الصحيفة أيضا إن ترامب سأل مستشارين عن إمكانية العفو "الاستباقي" عن أبنائه الثلاثة الكبار. وفي عام 2018، قال ترامب إن لديه "الحق المطلق" في العفو عن نفسه، وهو ادعاء يعارضه العديد من خبراء القانون الدستوري.

 

حدود العفو

ورأت وكالة "رويترز" الألماني أنه بينما يُمنح العفو عادة للأشخاص الذين حوكموا، إلا أنه يمكن أن يشمل السلوك الذي لم تستتبعه إجراءات قانونية. وأوضحت المحكمة العليا الأمريكية ذلك في قضية نُظرت عام 1866، قائلة إن سلطة العفو "تمتد إلى كل جريمة يحددها القانون، ويمكن استخدام تلك السلطة في أي وقت بعد ارتكابها، إما قبل اتخاذ الإجراءات القانونية أو أثناء فترة سريانها أو بعد الإدانة والحكم".

 

وتصدر معظم قرارات العفو للأشخاص الذين حوكموا وصدرت بحقهم أحكام. ولكن في عام 1977، أصدر الرئيس جيمي كارتر عفوا عن مئات الآلاف من "المتهربين من الخدمة العسكرية" الذين تملصوا من الخدمة في الجيش التي جعلتها الحكومة إلزامية خلال حرب فيتنام.

 

ولفتت الوكالة إلى أن سلطة العفو، المستمدة من دستور الولايات المتحدة، هي واحدة من أوسع السلطات المتاحة للرئيس. ورأى الآباء المؤسسون في سلطة العفو أداة لإظهار الرحمة وخدمة الصالح العام، كما لا يمكن مراجعة العفو من فروع الحكومة الأخرى ولا يتعين على الرئيس إبداء سبب لإصداره، لكن سلطة العفو ليست مطلقة، وهو لا ينطبق إلا على الجرائم الاتحادية.

 

سابقة كلينتون

وتشير السوابق إلى إمكانية أن يعفو الرئيس عن أقاربه والمقربين منه، ففي عام 2001، أصدر الرئيس السابق بيل كلينتون عفوا عن شقيقه روجر، الذي أدين بحيازة الكوكايين في أركنسو.

 

كما يمكن أن يكون العفو شاملا، كما كان الحال ما العفو الذي ناله الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون من خلفه جيرالد فورد شاملا، إذ أعفي نيكسون من جميع الجرائم الجنائية التي ارتكبها أو ربما شارك فيها خلال فترة رئاسته.

 

ولم يُتهم أبناء ترامب بأي مخالفات جنائية، وليس من الواضح لأي سبب قد يعفو عنهم ترامب. لكن المدعي العام لمنطقة مانهاتن سايروس فانس يجري تحقيقا جنائيا بشأن ترامب وشركته العائلية التي تحمل اسم منظمة ترامب.

 

وأشار فانس، وهو ديمقراطي، في ملفات المحكمة إلى أن تحقيقه يمكن أن يركز على الاحتيال المصرفي والضريبي والتأميني، فضلا عن تزوير السجلات التجارية. ولم يتضح ما هي المرحلة التي وصل إليها التحقيق. ولم توجه اتهامات لأي شخص بارتكاب مخالفات.

 

جرائم محتملة

ومن ناحية أخرى، فتحت المدعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس تحقيقا في تهم التحايل الضريبي بحق ترامب ومنظمته. وبدأ التحقيق الذي أجرته جيمس، وهي ديمقراطية أيضا، بعد أن أبلغ المحامي السابق لترامب مايكل كوهين الكونجرس بأن الرئيس قام بتضخيم قيم الأصول بغية الحصول على القروض والتأمين وخفض قيمتها لخفض الضرائب العقارية.

 

وعُزل إريك ترامب، نجل ترامب ونائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة، في أكتوبر بسبب ما وصفته المدعية العامة بمشاركته في واحدة أو أكثر من المعاملات قيد المراجعة.

 

من جانبه وصف ترامب تحقيقات فانس وجيمس بأنها مضايقات ذات دوافع سياسية. ولن ينطبق العفو الرئاسي، الذي لا يمكن منحه إلا عن الجرائم الاتحادية، على أي من هذه التحقيقات الحكومية.

 

وليس من الواضح إن كان لجولياني سجل جنائي. ويحقق المدعون الاتحاديون في مانهاتن في تعاملاته التجارية في أوكرانيا. ونفى جولياني ارتكاب أي مخالفات. كما نفى محامي ترامب الخاص (جولياني) أنه تحدث إلى الرئيس الأمريكي بشأن العفو.

 

ترامب يعفو عن نفسه؟

يبقى السؤال الأصعب، وهو: هل يستطيع ترامب العفو عن نفسه؟ لا توجد إجابة محددة لهذا السؤال، بحسب "رويترز"، إذ لم يسبق أن حوكم رئيس أمريكي، لذا لم تدل المحاكم بدلوها في الأمر. وقال بريان كالت، أستاذ القانون الدستوري في جامعة ولاية ميشيغان "عندما يسألني الناس عما إذا كان بإمكان الرئيس أن يعفو عن نفسه، فإن جوابي دائما هو: "حسنا يمكنه المحاولة... الدستور لا يقدم إجابة واضحة على ذلك".

 

لكن العديد من الخبراء القانونيين يقولون إن العفو الذاتي سيكون غير دستوري لأنه ينتهك المبدأ الأساسي القائل بأنه لا ينبغي لأحد أن يكون القاضي في قضيته.

 

وقد يحاول ترامب العفو عن نفسه بشكل استباقي لتفادي إمكانية مقاضاته بعد تركه منصبه. وقال كالت إنه لكي تحكم المحكمة في صلاحية العفو، يتعين على المدعي الاتحادي توجيه اتهام إلى ترامب بارتكاب جريمة، وسيتعين على ترامب عندئذ طرح هذا العفو كدفاع.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى