صحيفة ألمانية: مقتل «فخري زاده» محاولة لاغتيال دبلوماسية بايدن

[real_title] أوردت صحيفة تاج شبيجل الألمانية تقريرًا تحت عنوان: "مقتل فخري زاده محاولة لاغتيال دبلوماسية بايدن"، مشيرًا إلى أنّ مقتل العالم النووي محسن فخري زاده، الذي كان المهندس الرئيسي للبرنامج النووي الإيراني و العقل المدبر وراء الطموحات النووية للجمهورية الإسلامية،  ليس موجهًا فقط ضد التسلح النووي لطهران، بل إلى الحكومة الأمريكية المستقبلية بقيادة الرئيس المنتخب جو بايدن.

مقتل فخري زاده

ووفقًا للخبراء، فإنّ الطلقات القاتلة التي تمّ تصويبها نحو فخري زاده، قد تصيب أيضًا الحكومة الأمريكية المستقبلية بقيادة الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي يريد مخالفة سياسة دونالد ترامب المتمثلة في "الضغط الأقصى"،  وبدلًا من ذلك، يعتمد على التقارب مع إيران بشروط معينة والعودة إلى الاتفاقية النووية التي أُبرمت في عهد الرئيس الأسبق أوباما، وانسحب منها الرئيس ترامب.

 

وترى إسرائيل أنّ سياسة بايدن المستقبلية تجاه إيران "خاطئة" وتُصّر على استمرار سياسة الضغط القصوى التي ينفذها ترامب منذ سنوات، ولذلك تُوجّه طهران اتهامًا مباشرًا لتل أبيب بتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل فخري زاده. 

 

وفي هذا السياق، غرّد خبير الشرق الأوسط شتيفان كينسلر، ومؤلف عدة كتب في العلاقات الأمريكية الإيرانية، قائلًا إنّ الهجوم يستهدف استفزاز إيران لتوجيه ضربة مضادة والتي سوف تُتخذ كذريعة لشن حرب ضد الدولة الشيعية.

 

الدبلوماسي السابق مارك فيتسباتريك، والذي كان مسئولًا عن مكافحة انتشار الأسلحة النووية في وزارة الخارجية الأمريكية، يرى أنّ العقل المدبر لحادثة مقتل العالم النووي فخري زاده يريد منع أي حل دبلوماسي مع طهران بشأن برنامجها النووي.

 

إسرائيل متهمة بالوقوف وراء مقتل زاده

 

تتّهم إيران إسرائيل بأنّها العقل المُدبر لمقتل فخري زادة، لا سيما أنّه تمّ توجيه اتهامات دولية لتل أبيب باستهداف الخبراء النوويين والقرصنة السيبرانية على البنية التحتية الإيرانية. وقد ثبت  أنّ جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد قادر على القيام بأعمال مذهلة في أراضي العدو.

 

وقبل عامين، سرق الموساد الأرشيف النووي من قلب طهران، وفي ذلك الصيف، استطاع جهاز المخابرات الإسرائيلي بتكليف من واشنطن أن يغتال في العاصمة طهران أبو محمد المصري، نائب زعيم القاعدة.

 

وفي الصيف الماضي، انفجرت أجزاء كبيرة من منشأة نووية إيرانية، حيث كان يتم بناء أجهزة طرد مركزي وتخصيب اليورانيوم، وافترضت طهران أنّ عمل تخريبي وراء الحادث،  ويشتبه المراقبون في أنّ إسرائيل كانت أيضا وراء هذا الهجوم.

 

وبرغم التزام تل أبيب وواشنطن الصمت تجاه هذه المزاعم، أفادت صحيفة نيويورك تايمز،  نقلاً عن دوائر المخابرات الأمريكية، بأنّ إسرائيل مسؤولة عن مقتل فخري زاده. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم السبت إنّ إسرائيل تريد خلق "الفوضى"، مؤكدًا أنّ مخططهم الشيطاني  لن ينجح.

 

هل تعمل إيران على صنع قنبلة نووية؟

 

تعتقد إسرائيل والحكومة الأمريكية المنتهية ولايتها بقيادة الرئيس دونالد ترامب، وكذلك المملكة العربية السعودية، أنّ الجمهورية الإسلامية لا تزال تعمل على صنع قنبلة نووية، لا سيما أنّ طهران انتهكت عن عمد بعض بنود الاتفاقية النووية  ردًا على انسحاب الولايات المتحدة في عهد ترامب منها قبل عامين.

 

مقتل زاده يستهدف بايدن

 

أوضحت الصحيفة أنّه في الأيام التي سبقت مقتل فخري زاده،  ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّ القيادة في تل أبيب وإدارة ترامب يخططان معًا لأعمال عنف جديدة ضد إيران من أجل الإضرار بسلاحها النووي قبل تولي بايدن السلطة في 20 يناير.

 

وبحسب ما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤخرًا وتحدث معه عن القتال ضد الملالي، وكان الاجتماع السري إشارة  تحذيرية لجو بايدن مفادها أنّ أهم شريك للولايات المتحدة في الشرق الأوسط يتحدى سياسته المخطط لها تجاه إيران.

 

وعلى وجه الخصوص، فإنّ نتنياهو غير مستعد تمامًا لتأييد مسار أكثر اعتدالاً تجاه طهران، لا سيما أنه منذ سنوات، يعتبر أنّ مهمته الأساسية هي ردع إيران، كما يتبنى هذا الرأي أيضا العديد من الإسرائيليين الآخرين، الذين يأخذون تهديدات الملالي المستمرة بمحو "الكيان الصهيوني" من الخريطة على محمل الجد.

 

ولهذا السبب، يبذل نتنياهو كل ما في وسعه لمنع إيران من صنع قنبلة نووية - بكل الوسائل المتاحة له،  ويمكن أن يكون القتل المستهدف للباحث النووي البارز جزءًا من استراتيجية الردع، وحتى في ظل ولاية الرئيس الأمريكي  بايدن، من غير المرجح أن يتغير شيء في هذا الشأن، حيث تقوم إسرائيل عادةً بفعل ما تراه ضروريًا لضمان أمنها القومي. 

 

ويخشى تحالف ترامب المناهض لإيران أن يؤدي تحول السياسة الأمريكية تحت قيادة بايدن إلى تقوية الجمهورية الإسلامية وبالتالي ضعف دوره، ولذلك فهو الآن يفعل كل ما في وسعه لإنقاذ سياسة  "الضغط القصوى"، ويساعده ترامب في ذلك من خلال إصدار عقوبات جديدة ضد طهران، ولا يستبعد المراقبون أن تذهب الحكومة الأمريكية المنتهية ولايتها إلى أبعد من ذلك.

 

رد فعل إيران

 

 

وبحسب الصحيفة، من غير الواضح مدى حدة رد فعل طهران على مثل هذه الاستفزازات، وذلك لسبب واحد، وهو أنّ نظام الملالي لا يمكنه قبول ذلك على المدى الطويل، فيجب عليه إظهار القوة ضد العدو، ولذلك ليس مستبعدًا أن تقوم طهران بأعمال انتقامية محدودة، لكنها لن تغامر بمواجهة عسكرية مفتوحة أملًا في أن يحقق بايدن الاقتراب من طهران. 


رابط النص الأصلي

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى