[real_title] على مدار أسابيع، لم تهدأ الأجواء الملتهبة بين فرنسا والعالم الإسلامي على خلفية نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ودفاع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عنها بدعوى حرية التعبير عن الرأي. وعلى خلفية تصريحات إيمانويل ماكرون، التي اعتُبرت "مسيئة" للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية حملات واسعة مطالبة بمقاطعة البضائع الفرنسية. وانضمت بعض الدول في منطقة الشرق الأوسط، بعضها بشكل رسمي وأخرى بشكل غير رسمي، إلى حملة مقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية، حيث دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الناس لـ "عدم الاقتراب من البضائع الفرنسية والامتناع عن شرائها"، بينما أعلنت سلسلة متاجر سوبرماركت غير حكومية في الكويت عن مقاطعة المنتجات الفرنسية في أكثر من 50 منفذ من منافذها في البلاد. كما شهدت دول عربية وإسلامية أخرى مثل الأردن ومصر، حملة مقاطعة للمنتجات الفرنسية في الأردن، حيث علقت بعض محلات البقالة لافتات أعلنت من خلالها أنها لن تبيع بضائع فرنسية، كذلك مجموعة من المتاجر القطرية التي لديها أكثر من 50 فرعاَ في الدولة. كما أعلنت جامعة قطر أيضاً عن تأجيلها أسبوعا ثقافيا فرنسيا إلى أجل غير مسمى على خلفية الأحداث. كما استهدفت دعوات المقاطعة سلسلة متاجر كارفور الفرنسية في السعودية، حيث انتشرت حملة لحث المستهلكين على عدم ارتياد تلك المتاجر انتشارا قويا على وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة. ولكارفور فروع كثيرة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا من خلال شراكات. ويملك أحد الشركاء الحقوق الحصرية لكارفور في دول مثل باكستان ولبنان والبحرين. بينما يملك شريك آخر حقوق كارفور في المغرب. وفي ظل استمرار الاستجابة الشعبية في بعض الدول العربية والإسلامية لتلك الحملات، وتأثير ذلك سلبيا على المنتجات الفرنسية فيما يبدو، فقد حذر مشاركون في حملة المقاطعة خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي من أن شركات فرنسية بدأت تغيير أرقام "الباركود التسلسلي" لمنتجاتها حتى لا يتعرف المستهلك على جنسيتها. ولكن هذا التحذير لقي ردودا تفنده، حيث أشار بعض مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي إلى أن مقاطعة المنتجات تكون على أساس اسم المنتج وليس "الباركود". وقبل أسابيع حثت وزارة الخارجية الفرنسية، الدول الإسلامية على عدم مقاطعة منتجات بلادها. ووصفت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أصدرته مطلع هذا الأسبوع، حملات مقاطعة منتجاتها بأنها "غير مبررة"، مطالبة "بوقفها على الفور". من جهتها، علقت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية على حملات مقاطعة المنتجات الفرنسية، أن الكثيرين من دول قطر، الأردن، الكويت، وغيرها انتفضوا ضد فرنسا، بعد نشرها رسوم مسيئة للرسول، وبدأت حملات المقاطعة في التوسع بالعالم العربي. كما علق موقع BFMTV على حملات المقاطعة في الدول الخليجية، تركيا، وإيران، بأنها تعبر عن ازدياد التوتر بين فرنسا وبعض الدول الإسلامية. وذكر موقع RFI أن حملة المقاطعة قد تضر بالعديد من الشركات الفرنسية، والتي لا تقتصر فقط على المواد الغدائية، بل شملت أيضًا مكاتب السفريات، حيث علقت 430 وكالة سفر شراء تذاكر الطيران إلى فرنسا. وتتمتع فرنسا بعلاقات تجارية قوية مع العديد من الدول العربية، حيث بلغ مجموع قيمة الصادرات الفرنسية إلى الدول العربية في العام 2019 أكثر من 31 مليار دولار، بحسب قاعدة بيانات "كومتريد" التابعة للأمم المتحدة. وبحسب التقرير، تعد واردات الجزائر من فرنسا الأعلى في المنطقة العربية، في حين تعد واردات قطر من المنتجات الفرنسية الأعلى من بين دول الخليج. وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد قال الشهر الماضي خلال حفل تأبين المعلم صمويل باتي، الذي قتل على خلفية عرضه الرسوم المسيئة إن:"صمويل باتي قتل لأن الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبلنا ويعرفون أنهم لن يحصلوا على مرادهم بوجود أبطال مطمئني النفس مثله". وأضاف الرئيس الفرنسي: "لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات وإن تقهقر البعض". وأشعلت كلمة الرئيس الفرنسي غضبا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب مستخدمون مسلمون بمقاطعة المنتجات الفرنسية عقب تلك التصريحات.