تونس ومكافحة الإرهاب.. غياب الاستقرار يخلق «دواعش»

تونس ومكافحة الإرهاب.. غياب الاستقرار يخلق «دواعش»
تونس ومكافحة الإرهاب.. غياب الاستقرار يخلق «دواعش»

[real_title] الاعتداء الذي وقع مدينة نيس الفرنسية وأدى لمقتل 3 أشخاص ونفذه تونسي، أعاد طرح سؤال حول الجهود التي تبذلها تونس في مكافحة الإرهاب خاصة في ظل الصعوبات التي تواجهها السلطات لوضع استراتيجية ملائمة وسط غياب الاستقرار السياسي.

 

ويصعب تحديد ما إذا كان المشتبه به إبراهيم العويساوي قد خطط للعملية انطلاقا من تونس أو بعد الوصول إلى أوروبا عبر مسارات الهجرة غير القانونية في منتصف سبتمبر الماضي، ولم تتبن الاعتداء على الكنيسة بمدينة نيس أي جهة حتى الآن.

 

ولا تزال تونس تشهد بين وقت وآخر عمليات إرهابية تستهدف أمنيين، وإنما بنسق أقل مقارنة بعام 2015 الذي شهدت فيه البلاد اعتداءات دامية أسفرت عن مقتل أمنيين وعناصر في الجيش وسيّاح.

 

ويقول رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب منير الكسيكسي، "إذا أردنا مجابهة ذلك، يجب حصر الأسباب".

وأمام تصاعد الظاهرة، شكلت السلطات التونسية الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب عام 2016 لوضع المخططات الاستراتيجية والتنسيق اللوجستي والاستشاري مع الوزارات.

 

لكن هناك تأخر في إنجاز هذه الاستراتيجية وتنفيذها "بسبب غياب الاستقرار السياسي وتتالي الحكومات"، وفق الكسيكسي.

 

ومنذ 2011 تعاقبت تسع حكومات على السلطة ولم يدم بعضها إلا لشهور قليلة بسبب التجاذبات السياسية.

 

ويوضح الكسيكسي أنه إضافة إلى تصاعد خطابات العنف في المجال السياسي عبر وسائل الإعلام، تطورت ظاهرة الانجذاب إلى الأديولوجيات المتشددة عبر انتشار خطابات الكراهية ضد المسلمين في الخارج، كما انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مضامين تهدف إلى التطرف.

 

ويعتبر الباحث في التنظيمات الإرهابية علية العلاّني أن ما يحدث في تونس هو تداعيات "توظيف الدين في السياسة" والتسامح مع الجماعات المتشددة في أعقاب 2011، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

 

ويلفت العلاّني وهو أستاذ جامعي وباحث في التيارات الراديكالية، إلى إفلات مروّجي الخطابات الدينية المتشددة من العقاب.

 

ويرى أن الخطاب الديني الموجود "ضعيف شكلا ومضمونا وليس جذابا وهو ما يدفع الشباب إلى البحث عن خطابات بديلة" عبر قنوات أخرى عادة ما تروّج للعنف.

 

والكثير من منفذي الهجمات المسلحة سواء في تونس أو في الخارج، من الشباب الذين كبروا مثل إبراهيم العويساوي في بيئة تشهد مستويات من العنف والاستهلاك المفرط للمخدرات، ثم حدثت لهم نقلة سريعة نحو الالتزام بالدين.

 

ولم يكن المشتبه فيه في اعتداء نيس معروفا لدى السلطات التونسية، وتمت مقاضاته سابقا فقط في قضايا تتعلق بالعنف والمخدرات.

وهناك من تم استقطابهم وتأطيرهم للقيام بعمليات داخل أوروبا.

 

وفي 19 ديسمبر 2016 قام أنيس العمري (24 عاما) -وهو طالب لجوء تونسي رُفض طلبه ومعروف بتطرفه - بخطف شاحنة واقتحم سوقا ميلاديا مزدحما في وسط برلين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، وظهر إثر ذلك في مقطع فيديو وهو يعلن مبايعته لتظيم داعش الإرهابي.

 

وشهدت نيس كذلك في 14 يوليو 2016 اعتداء خلال الاحتفالات بالعيد الوطني، أدى إلى مقتل 86 شخصا، وصدم المهاجم محمد لحويج بوهلال وهو فرنسي تونسي يبلغ 31 عاماً، بشاحنة كان يقودها، أطفالاً وعائلات كثيرة وسياحاً أجانب خلال أربع دقائق، قبل أن ترديه قوات الأمن.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى