«لم أقصد الإساءة».. لماذا تراجع ماكرون عن الرسوم المسيئة للنبي؟ (فيديو)

[real_title] بتصريحات علت فيها نبرة التراجع والتهدئة، أصبح حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حديث الشارع العربي والإسلامي عقب تصريحاته الأخيرة لوسائل إعلام عربية قال فيها، إنه لم يقصد الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه تفهم مشاعر المسلمين.

 

تصريحات ماكرون جاءت بعد ردة فعل غاضبة لبعض الدول الإسلامية والعربية رافضة لتصرفات باريس ضد الإسلام والمسلمين بعد واقعة دعم الحكومة الفرنسية للرسوم المسيئة للرسول.

 

من جهته، قال الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري إن خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخير لم يكن تراجعا وإنما تصحيح لمسار خاطئ.

 

وأكد القادري في تصريحات متلفزة، أنه لا مشكلة تجاه حرية التعبير، لكن المختلف عليه هو حدود هذه الحرية، مستشهدا بأن صحيفة شارلي إيبدو في إصدارها القديم كتبت مقالا ساخرا عن شارل ديجول بعد وفاته، لكن السلطات الفرنسية أغلقت الصحيفة في اليوم ذاته، الأمر الذي ينفي القول بأن حرية التعبير لا حدود لها في فرنسا.

 

واستشهد أيضا بإقالة شارلي إيبدو الرسام الذي رسم ابن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، معتبرا زواجه من ابنة رجل أعمال فعلا انتهازيا، وكذلك تمت إقالة رسام سخر من زوجة ماكرون.

 

 

وذكّر القادري بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للاتحاد الأوروبي بأن الإساءة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا تدخل ضمن حرية التعبير، بل هي إساءة للأديان والمعتقدات.

 

في الغضون، اعتبر نشطاء، أن تصريحات ماكرون ظهرت بـ"سقف أقل من تصريحاته السابقة"، وأن حديثه متوتر ولم يوجه اعتذارًا صريحًا خلاله للمسلمين.

 

واعتبر البعض أن ماكرون يحاول التنصل من تحمل مسؤولية تصريحاته السابقة، وأن هذه المحاولة لا تعوض آثار ما وقع على المسلمين من تنمر وقمع ومضايقة خلال الفترة الماضية.

 

وأكد النشطاء أن ماكرون أشعل حريقًا بتصريحاته المهاجمة للإسلام، ثم حاول إطفاءه متأخرًا، وبينهما أزهقت أرواح، مؤكدين أنه مسؤول عنها مثل مرتكبي تلك الجرائم.

 

وأشار النشطاء أيضًا إلى أنه كان يجب على ماكرون أن يتحدث منذ البداية كرئيس دولة، وليس مثل "عضو في تنظيم من السفهاء"، مؤكدين أن ذلك كان سيكون أفضل لفرنسا وللعالم.

 

 

في ذات الوقت أشاد النشطاء بحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية التي جاءت للرد على الرسوم المسيئة للنبي وهجوم ماكرون على الإسلام والمسلمين، وأن هذه المقاطعة هي السبب الرئيسي الذي جعل ماكرون يخرج بلغة تصالحية تبريرية.

 

ولفت النشطاء إلى أن ماكرون لم يتحمل أسبوعين من المقاطعة، ولم تنقذه أوروبا، مشيرين إلى أن خوف ماكرون من اعتياد المسلمين على بدائل المنتجات الفرنسية أكثر من خوفه من المقاطعة الحالية.

 

في السياق، قال الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان: أن يظهر إيمانويل ماكرون على شاشة "الجزيرة" ويُؤكّد أنّه يتفهّم مشاعر المُسلمين إزاء الرّسوم الكاريكاتوريّة المُسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويُبرر مَواقفه المدافعة بشَراسة عن هذه الرّسوم بقوله "إنّ ردود الفِعل كان مصدرها أكاذيب وتحريف لكلامه ليظهر بأنّه مُؤيّد لهذه الرّسوم" فإنّ هذا يُشَكِّل تراجعًا من قبله، ومُحاولةً للنّزول عن الشّجرة، وانتصارًا لحملة المُقاطعة للبضائع الفرنسيّة التي سادت مُعظم أنحاء العالم الإسلامي.

 

وتابع عطوان إن "تَراجُعٌ لا يكفي، ويجب على الرئيس الفرنسي أن يعتذر بكُل وضوحٍ لحوالي مِلياريّ مُسلم على الضّرر المعنوي الكبير الذي ألحقه بهم، ففي هذا الاعتِذار مصلحة فرنسيّة قبل أن يكون مصلحة إسلاميّة، خاصّةً أنّ هذا الضّرر قد وقع، والجُرح الذي نجم عنه ما زال عميقًا.

 

في سياق آخر، قال رئيس الحكومة المغربية السابق، عبد الإله بنكيران، أمس السبت، إنه "كان على الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن يعتذر للمسلمين".

 

وأكد بنكيران، في تصريحات صحفية، أن "حديث ماكرون عن سوء الفهم شيء إيجابي، لكنه غير كاف".

 

 

وأضاف: "أنا دعوت ماكرون أمس للاعتدال والاعتذار، ولما لم يفعل ذلك، فنحن نسير في اتجاه آخر، كان عليه أن يقدم اعتذارا، ولو ملطفا للمسلمين".

 

كما أشار إلى أنه "على الدول الأوروبية والغربية إصدار قانون دولي يمنع سب الأديان والأنبياء، فالمسلمون لم ولن يقبلوا المس بمقدساتهم".

 

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال في تصريحات متلفزة لوسائل إعلام عربية، إن الأخبار التي نقلت أنه يدعّم الرسوم المسيئة للرسول (محمد صلى الله عليه وسلم) أخبار مضللة ومقتطعة من سياقها، مؤكدا أنه ليس لديه أي مشكلة مع الإسلام، وإنما معركته ضد الإرهاب والتطرف العنيف، واصفا حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية بغير اللائقة.

 

وأكد ماكرون أن تصريحاته قد حُرفت، وأنه يتفهم مشاعر المسلمين إزاء الرسوم المسيئة للنبي. وأضاف ماكرون أن الصحافة في فرنسا حرة، وأن الصحيفة التي نشرت الصور ليست ناطقة باسم الحكومة.

 

وعن تصريحه بأن "الإسلام دين يعيش اليوم أزمة عميقة في كل أنحاء العالم" قال ماكرون "ما أردت أن أقوله واضح جدا، وهو أن هناك عنفا يمارس اليوم من قبل بعض المجموعات وأفراد متطرفين باسم الإسلام، طبعا هذه مشكلة للإسلام لأن المسلمين هم أول الضحايا، وكنت ذكرت بالأرقام أكثر من 80% من الضحايا من المسلمين، وهذه مشكلة لنا جميعا، وبالتالي كل الديانات مرت بمثل هذه الأزمة في تاريخها".

 

وأضاف "الأزمة داخل مجتمعنا، لأن هناك في أماكن كثيرة أفرادا يشعرون بأنهم غير مفهومين ويرتكبون الأسوأ باسم الدين، وغالبا من لا يعرفون هذا الدين جيدا بتواطؤ من الذين يعرفون هذا الدين أفضل منهم أو بالأحرى يدعون معرفته".

 

 

وأطلق ماكرون رسالة طمأنة لمسلمي فرنسا قائلا "مشروعي أو مشروعنا والذي على أساسه انتخبني الفرنسيون، والذي هو نفسه مشروع فرنسا التاريخي، مهمته الأساسية تحمل رسالة سلام بين الأديان، لأنها رسالة معرفة وبناء العقل".

 

وأضاف أن "ما يمارس باسم الإسلام هو آفة للمسلمين بالعالم، وأكثر من 80 بالمائة من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين".

 

واعتبر أن "هناك أناس يحرّفون الإسلام وباسم هذا الدين يدّعون الدفاع عنه"

 

وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم كاريكاتورية مسيئة إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، عبر وسائل إعلام، وعرضها على واجهات بعض المباني، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.

 

وفي 21 أكتوبر الجاري، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية"، ما ضاعف موجة الغضب في العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى