من الرمضاء إلى النار.. مأساة الروهينجا في «الجزيرة النائية»

[real_title]  "بعيدا عن الوطن، لاجئو الروهينجا يواجهون مخاطر جديدة على جزيرة نائية".. عنوان تقرير نشرته شبكة بي بي سي يفضح الاضطهاد المنهجي المتواصل الذي تعاني منه هذه الأقلية المستضعفة الذين تبدو أوضاعهم كالمستجير من الرمضاء بالنار.

 

وأضافت: "بعد أن لاذوا بالفرار من القمع الوحشي الذي تسبب في وفاة الآلاف منهم في وطنهم الأم ميانمار، يقبع الروهينجا مجددا تحت وطأة المخاطر".

 

وفي مدينة كوكس بازار البنجالية، يوجد معسكر هائل للاجئين يمثل ملاذا للعديد من لاجئي الروهينجا.

 

وأفاد التقرير بأن سلطات بنجلاديش بدأت في إعادة توطين مئات اللاجئين رغما عن إرادتهم في جزيرة بهاسان شار الصغيرة النائية والتي توصف بأنها أقرب ما تكون لمعتقل.

 

وفي أول زيارة صحفية إلى الجزيرة المذكورة، أجرت هيئة الإذاعة البريطانية تحقيقا حول مستقبل عشرات الآلاف من لاجئي الروهينجا الذين يعيشون في طي النسيان.

 

 

 

لقد مرَّ 6 شهور منذ آخر تواصل بين لاجئة الروهينجا  رشيدة خاتون واثنين من أبنائها.

 

 

وتعيش خاتون وعائلتها في كوك بارزار ولكن في فبراير، قبل أن يتمكن فيروس كورونا من بنجلاديش، بدأ اثنان من أبنائها رحلة محفوفة بالمخاطر.

 

ورغبة منهما في تأمين مستقبل أفضل، امتطت ابنتها، البالغة من العمر 17 عاما ونجلها، 22 عاما، قارب صيد صغير برفقة نحو عشرين من لاجئي الروهينجا وبدأوا رحلة تستغرق 10 أبام من كوكس بازار إلى ماليزيا.

 

جالسة في منزل مصنوع من خشب البامبو والباستيك، ومرتدية حجاب رأس يغطي رأسها وكتفيها، سردت  خاتون كيف لاذت عائلتها بالفرار من ميانمار عام 2017 بعد مهاجمة جيش الدولة الآسيوية لقريتها في مونجدو وإحراقهم منزلها.

 

وقبل 3 سنوات، تسببت عملية عسكرية في ميانمار في تدمير قرى كاملة يقطن فيها مسلمو ميانمار.

 

وذكر محققون تابعون للأمم المتحدة أن مذبحة الروهينجا أدت إلى مقتل نحو 10000 ولاذ أكثر من 730000 بالفرار إلى بنجلايش.

 

ووصفت الأمم المتحدة ما حدث بأنه "تطهير عرقي كما يقول الكتاب".

 

وبعد أعوام مكثوها في ملاذات مؤقتة، وانعدام أمل العودة إلى وطنهم، أصبح ابن وابنة خاتون تواقين للهروب من العنف المتصاعد والفرص الضئيلة بمعسكرات اللاجئين، وقررا الاتجاه إلى ماليزيا، ذات الأغلبية المسلمة.

 

وأردفت خاتون: "أحد أقاربي في ماليزيا هاتفني العام الماضي وأخبرني أن العديد من الماليزيين يريدون الزواج من لاجئات الروهينجا".

 

ومضت تقول: "لقد أكد لي أن ابنتي ستستطيع الزواج هناك وأن نجلي سيعثر على وظيفة جيدة".

 

وبات السفر على متن قوارب من بنجلاديش إلى ماليزيا الطريق الشائع لشباب الروهينجا للخروج من نفق المعسكرات لكنها رحلة محفوفة بالمخاطر.

 

وفي نفس الأسبوع الذي بدأ فيه الثنائي الرحلة، انقلب قارب قبالة ساحل بنجلاديش وأدى إلى مصرع 14 شخصا.

 

وبعد 10 أيام في البحر، وصل الابن والابنة إلى ساحل ماليزيا لكنهما تعرضا لمطاردة قوات البحرية بالدولة الآسيوية التي رفضت السماح لهما بالنزول وظل قاربهما معلقا على مدار شهر.

 

في نهاية المطاف، رضخ حرس السواحل في بنجلاديش لضغوط جماعات حقوقية ووسائل الإعلام للتدخل  لإعادة هؤلاء العالقين.

بيد أن سلطات بنجلاديش رفضت عودتهم إلى كوكس بازار ونقلتهم إلى جزيرة نائية صغيرة على خليج

 البنجال وانقطع التواصل بينهما وبين الأم منذ ذلك الحين.

 

وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية، شيدت سلطات بنجلاديش مدينة جديدة بتكلفة 350 مليون دولار بهدف إعادة توطين أكثر من 350 مليون لاجئ وتخفيف الضغط على المعسكرات.

 

ودافعت حكومة بنجلاديش عن خطتها وحثت المجتمع الدولي على تفهم الوضع في ظل وجود أكثر من مليون لاجئ في كوكس بازار.

 

لكن بالنسبة للعديد من لاجئي الروهينجا، فإن الجزيرة الصغيرة أقرب لسجن من كونها معسكر لجوء.

 

وتحتجز السلطات البنجالية 360 طالب لجوء روهينجي في الجزيرة رغما عن إرادتهم ولا تسمح لهم بالمغادرة.

 


 

 

 

 

https://www.bbc.com/news/world-asia-54717686

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى