[real_title] يدخل الأسير ماهر الأخرس (49 عامًا) من بلدة سيلة الظهر جنوبي جنين بالضفة الغربية المحتلة، السبت، يومه الـ 90 على التوالي في إضرابه المفتوح عن الطعام، رفضًا لاعتقاله الإداري. ويرقد الأسير الأخرس في مشفى "كابلان" الإسرائيلي، حيث لا تزال سلطات الاحتلال تصر على عدم إطلاق سراحه، رغم تردي وضعه الصحي بشكل خطير، حيث بات لا يقدر على الحركة ويعاني من آلام كبيرة، وهناك خشية من توقف أعضاء جسده الحيوية. وقالت مؤسسة مهجة القدس مساء أمس الجمعة إن المحكمة العليا الإسرائيلية ألغت قرار جهاز "الشاباك" والنيابة العسكرية نقل الأسير الأخرس من مشفى "كابلان" بعد التماس عاجل تقدمت به محاميته. وأضافت أن المحكمة العليا قضت بإبقاء الأسير الأخرس المضرب عن الطعام في مشفى "كابلان" لخطورة حالته الصحية. ويعاني الأخرس من آلام شديدة في الرأس والمعدة ولا يقوى على الحركة، بينما حذر الأطباء من توقف قلبه بشكل مفاجئ. وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين قالت إن إدارة مستشفى "كابلان" قرٌرت عدم إبقاء الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام، بحجة أن الأخرس يرفض العلاج ويرفض التعاون مع الطاقم الطبي، وأن كثرة الزوٌار له تعرٌض صحة باقي المرضى عندهم لخطر العدوى وانتقال الفيروسات. وأضافت أنه على ضوء قرار المستشفى اقتحمت قوات الاحتلال غرفته ونقله بشكل همجي إلى مستشفى دائرة السجون في الرملة (مراش)، لافتة إلى أن سلطات الاحتلال قررت تجديد الاعتقال الإداري له. من جهتها، جددت مؤسسة مهجة القدس تحميلها حكومة الاحتلال وما يسمى محكمتها العليا المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الأخرس، محذرةً من التبعات التي ستطرأ في حال فقدان حياته سواء في داخل السجون أو خارجها. ودعت المؤسسات الإنسانية والحقوقية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة للقيام بدورها الإنساني والعمل على الضغط وإلزام سلطات الاحتلال بإنهاء قرار الاعتقال الإداري التعسفي بحق الأسير الأخرس ووضع حد لهذه السياسة العنصرية بحق المعتقلين الإداريين بدون اتهام. يذكر أنه قبل أيام، قالت زوجة الأسير الأخرس في تصريح صحفي إن الوضع الصحي لزوجها آخذ بالتدهور "من أسوأ إلى أسوأ باستمرار"، لافتة إلى أنه يعاني من آلام على الصدر والمعدة وصداع مستمر في الرأس وهزال وضعف شديد في الجسم، موضحة أنه لا يتناول سوى الماء. وأضافت "زوجي منذ بدء الإضراب عن الطعام لم يتناول سوى الماء فقط، نشعر بالقلق والخوف الحقيقي على حياته كون وضعه الصحي يتدهور، وأخشى أن أفقده في أي ساعة". تجدر الإشارة إلى أن نحو 30 أسيرا في معتقل عوفر، شرعوا قبل أيام بإضراب عن الطعام، حيث تم التنكيل بهم وعزلهم في أحد الأقسام، وهذا الإضراب يأتي أيضًا تضامنا مع الأسير ماهر الأخرس، ورفضًا لسياسة العزل الانفرادي. وفي 27 يوليو الماضي، اعتقل الاحتلال الأسير ماهر الأخرس من منزله في بلدة سيلة الظهر في جنين، وجرى نقله بعد اعتقاله إلى مركز معتقل "حوارة" وفيه شرع في إضرابه المفتوح عن الطعام، ثم حولته سلطات الاحتلال إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، ونُقل إلى سجن "عوفر" لاحقاً، وثبتت المحكمة العسكرية للاحتلال مدة اعتقاله الإداري. واستمر احتجازه في سجن "عوفر" إلى أن تدهور وضعه الصحي مع مرور الوقت، ونقلته إدارة سجون الاحتلال إلى سجن "عيادة الرملة"، وبقي فيها حتى بداية شهر سبتمبر المنصرم إلى أن نُقل إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي حيث يُحتجز حتى تاريخ اليوم، بوضع صحي صعب وخطير، ويرفض أخذ المدعمات وإجراء الفحوص الطبية. وفي الـ23 سبتمبر الماضي، أصدرت محكمة الاحتلال العليا قراراً يقضي بتجميد اعتقاله الإداري، واعتبر الأسير الأخرس والمؤسسات الحقوقية أن أمر التجميد خدعة ومحاولة للالتفاف على الإضراب ولا يعني إنهاء اعتقاله الإداري. وفي الأول من أكتوبر الجاري، وبعد أن تقدمت محاميته بطلب جديد بالإفراج عنه، رفضت المحكمة القرار وأبقت على قرار تجميد اعتقاله الإداري. واعتقلت إسرائيل منذ العام 1989 الأسير ماهر الأخرس 6 مرات، معظمها إداريا، وقضى بموجبها 5 سنوات في سجون الاحتلال. وتعتقل "إسرائيل" أكثر من 4 آلاف أسير فلسطيني، بينهم 350 أسيرا إداريا (ملف الاتهام سري)، علما أن قرار الإفراج عن الأسير الإداري والاعتقال وتمديده يحدده الحاكم العسكري (المخابرات) وليس المحكمة.