«هرولة مشبوهة».. لماذا يروج رجال الأعمال العرب للتطبيع؟

[real_title] قبل أكثر من عام، وتحديدا منتصف العام الماضي 2019، بدأ الترويج لفكرة التطبيع مع الكيان الصهيوني يخرج للعلن، في مؤتمر المنامة الاقتصادي برعاية صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر.

 

التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي رغم استمراره سرا لسنوات، ظهر للعلن قبل نحو أكثر من شهر، بعدما طبعت الإمارات مع تل أبيب، قبل أن تعقبها البحرين، وسط حديث عن احتمال انضمام بلدان أخرى لقطار التطبيع، كما الحال مع السودان والسعودية، بحسب تقارير إعلامية.

 

وقبل عام، وفي تصريحات غير مسبوقة طُرحت بـ"ورشة البحرين" المعنيَّة بإعلان الشطر الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن"، دفع وزير سعودي وآخر بحريني ورجل أعمال إماراتي شهير، وباحث، في طريق العمل لصالح العلاقات مع "تل أبيب"، وسط احتفاء كبير في الأوساط الإسرائيلية.

 

التطبيع الصريح من قِبل دول لها ثقلها بالمنطقة العربية مثل السعودية أو حتى الإمارات والبحرين، شكَّل صدمة مدوية في الأوساط السياسية وكان منبع قوة لموقف "إسرائيل"، التي تسعى جاهدة بمساعدات عربية وغربية لبسط نفوذها بفلسطين، وسرقة حقوق الفلسطينيين.

 

 

جهات وشخصيات عدة من السعودية والإمارات والبحرين صرحت بأهمية العلاقات مع "إسرائيل"، أولها كان وزير الدولة السعودي محمد آل الشيخ.

 

واعتبر الوزير محمد آل الشيخ وقتها، أن الخطة الاقتصادية لـ"صفقة القرن" التي طرحها جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، يمكن أن تنجح "إذا آمن الناس بها".

 

وقال آل الشيخ، آنذاك، إنه يعتقد أنه "من الممكن تنفيذ خطة كوشنر إذا آمن الناس بتنفيذها، وإذا كان هناك أمل في السلام".

 

أما وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، فقال إنّ "إسرائيل وُجدت لتبقى"، وإن لها الحق في أن تعيش داخل حدود آمنة، مؤكداً أن المنامة وعواصم عربية أخرى تريد التطبيع معها.

 

 

وشدد الوزير البحريني على حق "إسرائيل" في الوجود كدولة وبحدود آمنة، وقال: إن "هذا الحق هو ما جعل دولاً عربية تعرض عليها مبادرة سلام".

 

وأشار إلى أنه على دولة الاحتلال الإسرائيلي "التواصل مع القادة العرب"، داعياً الإسرائيليين إلى التوجه إليهم بخصوص أي مشاكل تحتاج حلاً.

 

في حين سلطت وسائل إعلام عبرية، الضوء على رجل الأعمال الإماراتي محمد العبّار، ووصفته صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية بأنه "مُحِبٌّ للشعب الإسرائيلي".

 

وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لـ"العبّار"، مؤسِّس ورئيس مجلس إدارة شركة "إعمار" العقارية، يتحدث فيه لمراسلة إذاعة "كان" العبرية الرسمية، على هامش المؤتمر.

 

 

وردَّ "العبار" على سؤال "ماذا يمكنه القول للجمهور الإسرائيلي؟"، قائلاً: "نحن نعيش جميعاً في الكوكب الصغير البارد ذاته. لدينا واجبات تجاه العائلات، واجبات نحو المجتمعات التي نعيش فيها، واجبات تجاه جيراننا وتجاه العالم".

 

استماتة بعض رجال الأعمال للترويج للتطبيع العربي مع الكيان لم تختلف من الإمارات والبحرين إلى السودان، بعدما أثار أحد رجال أعمالها الجدل مؤخرا.

 

فقبل أيام، أعلن رجل الأعمال السوداني أبو القاسم بُرطم عن تنظيم رحلة شعبية إلى "إسرائيل"، تضم 40 رجلًا يمثلون فئات المجتمع السوداني، في سياق تعجيل وتيرة تطبيع العلاقات مع تل أبيب.

 

وقال بُرطم إنه سينفق 160 ألف دولار على الرحلة التي تستغرق 5 أيام في نوفمبر المقبل، وذلك بغرض كسر الحاجز النفسي بين الشعبين السوداني والإسرائيلي، معتبرًا أن السودان خضع إلى "استلاب ثقافي"، وفق تعبيره، امتد إلى 60 سنة.

 

 

وأضاف: "أيًا كانت مسببات هذا الاستلاب؛ ثقافي أو ديني أو أيديولوجي، لكنه خلق بُعبُعًا داخل السودانيين وعداءً غير مبرَّر تجاه دولة إسرائيل".

 

وهاجم مغردون رجل الأعمال السوداني، واصفين مبادرته بغير المبررة ومؤكدين أن التطبيع خيانة.

 

في ذات السياق، دعت "المبادرة الشعبية للتطبيع مع إسرائيل" في السودان، أمس الأحد، إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتحقيق مصالح الخرطوم، والخروج من الأزمات المتلاحقة، على حد تقديرها.

 

 

وخلال أول مؤتمر للإعلان عن المبادرة وأهدافها، رأى رئيسها، أمير فايت، أن "التطبيع مع إسرائيل يضمن تحقيق مصالح السودان".

 

وأضاف: البلاد ترزح الآن تحت وطأة الفقر والغلاء والضائقات المعيشية.. ولا شك أن التطبيع مع إسرائيل يضمن النهضة الاقتصادية والخروج من الأزمات المتلاحقة، وفق قوله.

 

وتابع: يجب التحرر من الأيديولوجيات القديمة التي أقعدت السودان عقودا طويلة من الزمان وخلفته عن ركب الأمم ووضعته في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وجلبت له الديون الخارجية وأشعلت الحروب في مختلف أرجائه.

 

ورأى نائب رئيس المبادرة، أنور إسحق، أن رفض التطبيع غير مبرر، وينبغي ألا ندع العاطفة تتغلب علينا وتحرمنا من فوائد عظيمة نجنيها عبر التطبيع، لأننا لو ظللنا أسيرين لمواقفنا التاريخية القديمة لن نتقدم خطوة إلى الأمام.

 

واعتبر أمين عام المبادرة، نجم الدين آدم عبد الله، أنه ليس هناك مسوغ ديني أو أخلاقي يمنعنا من التطبيع مع إسرائيل، والرسول (صلى الله عليه وسلم)، توفي ودرعه مرهونة عند يهودي.

 

 

وقوبلت فكرة هرولة بعض الدول العربية مع الاحتلال، بتنديد واسع، واعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.

 

وترفض القيادة الفلسطينية أي تطبيع للعلاقات بين "إسرائيل" والدول العربية قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967.

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى