[real_title] "علاقاتنا خاضعة للنقاش".. عبارة جددت الاتهامات العربية بشأن قرب التطبيع السوداني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. وخلال الأيام الفائتة لم يتوقف الحديث عن مشاورات سودانية وترويج للمجلس السيادي السوداني بأهمية ومزايا التطبيع، بدأت بتصريحات لقائد مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان ومن بعده محمد حمدان دقلو "حميدتي". التطبيع السوداني مع "إسرائيل" بات حديث الشارع السوداني والذي عبر عن رفضه لتلك الخطوة، معتبرا إياها بالخيانة لفلسطين. ومؤخرا، قال وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين، أمس الجمعة، إن "العلاقة مع إسرائيل خاضعة للنقاش، لكنها مفصولة تماما عن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية". جاء ذلك في مقابلة لقمر الدين مع قناة "فرانس 24" المحلية، ركز خلالها على موقف السودان من التطبيع مع إسرائيل، في ظل أحاديث متصاعدة بهذا الشأن. وأوضح قمر الدين أن "العلاقة مع إسرائيل خاضعة للنقاش، ونحن نستعجل إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب، ولا نضع أي علاقة بين هذه المسألة والتطبيع". وأشار إلى أن "السودان يعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية على إزالة اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب"، وأن ذلك "مفصول تماما عن التطبيع مع إسرائيل". واستطرد: "لسنا على استعداد لفعل أي شئ مع دولة أخرى إلا وفق ما يحدده السودان من مصالحه الخارجية مع أي دولة في العالم. هذا أمر متروك لأولويات السودان". ويتسق موقف قمر الدين مع تأكيد نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الجمعة، أن بلاده "ماضية في بناء علاقات مع إسرائيل". وأشار حميدتي في مقابلة أجرتها معه قناة "سودانية 24" من جوبا، أنه "تلقى وعدا أمريكيا بشطب السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب". وخلال الأيام الماضية، قالت تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية، إن الخرطوم وافقت على التطبيع مع تل أبيب، في حال شطب اسم السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب" وحصوله على مساعدات من واشنطن. وفي 23 سبتمبر الماضي، قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، إن مباحثاته مع المسؤولين الأمريكيين، خلال زيارته الأخيرة للإمارات، تناولت عدة قضايا، بينها "السلام العربي" مع إسرائيل والعلاقات الثنائية. وآنذاك ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية، أن الخرطوم وافقت على تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، في حال شطب اسم السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب"، وحصوله على مساعدات أمريكية بمليارات الدولارات. ورفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 أكتوبر 2017، عقوبات اقتصادية وحظرا تجاريا كان مفروضا على السودان منذ 1997. لكن واشنطن لم ترفع اسمه من قائمة الإرهاب، المدرج عليها منذ 1993، لاستضافته آنذاك، الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن. ويقول الكاتب السوداني محمد النوباني في تصريحات صحفية: "رغم أن عملية بيع الأوطان مقابل كل تريليونات وخزائن الأرض وما تحت الأرض مسألة مرفوضة، من حيث المبدأ، لأنها أعلى درجات الخيانة الوطنية إلا أنه إذا ما صحت الأنباء، التي تحدثت عن أن حاكم السودان العسكري - وهي على الأغلب صحيحة - يجري مفاوضات مع جهة لعقد معاهدة سلام، وتحالف عسكري مع إسرائيل ورفع اسم السودان من لوائح الإرهاب الأمريكية، مقابل الحصول على مبلغ تافه من المال لا يتعدى مليار دولار". ويضيف الكاتب: "إن هذه الصفقة ستدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية من زاويتين، الأولى: إن البائع هو الأكثر غباء في التاريخ، حيث أنه كان بإمكانه الحصول على مبلغ أكبر من ذلك بكثير، والثانية بأن الشاري سيكون الأكثر ذكاء، لأن هذه الصفقة ستدر عليه مئات مليارات الدولارات". ومؤخرا، نفى وزير الإعلام السوداني، المتحدث باسم الحكومة الانتقالية فيصل محمد صالح، مناقشة الوفد الذي كان يزور الإمارات قضية التطبيع مع إسرائيل، مؤكدا عدم صحة ما يدور بهذا الشأن. وأعلنت قوى سياسية سودانية رفضها القاطع للتطبيع في خضم حديث عن تطبيع سوداني محتمل بعد الإمارات والبحرين، اللتين انضمتا إلى الأردن ومصر، المرتبطتين باتفاقيتي سلام مع تل أبيب عامي 1994 و1979 على الترتيب. تجدر الإشارة إلى أنه، في 13 أغسطس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توصل الإمارات و"إسرائيل" إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفاً إياه بـ"التاريخي". وقبل أسابيع، وقعت الإمارات والبحرين اتفاقيتي التطبيع مع "إسرائيل" في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي، متجاهلتين حالة الغضب في الأوساط الشعبية العربية. وانتقد الفلسطينيون بشدة الاتفاق الإماراتي والبحريني مع "إسرائيل"، وقالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات. وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفعت يوم 6 أكتوبر 2017 عقوبات اقتصادية وحظرا تجاريا كان مفروضا على السودان منذ 1997.