[real_title] وصف المحلل الإسرائيلي عاموس هاريل اتفاقيات السلام التي وقعتها البحرين والإمارات مع تل أبيب بانها كانت مدمرة للفلسطينيين وأخرجت استراتيجيتهم في التعامل مع القضية الفلسطينية عن مسارها. ووقعت الإمارات والبحرين في منتصف الشهر الماضي اتفاقيتي سلام مع إسرائيل برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. وأضاف هاريل في تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على موقعها الإليكتروني أن محادثات مع مسئولين في الاستخبارات وأجهزة الأمن الإسرائيلية تشير إلى أن اتفاق إسرائيل مع دول الخليج كان مدمرا للفلسطينيين وأن توابعه سوف تبقى لفترة طويلة. وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن بعض المسئولين شبه هذا الاتفاق بتسونامي وضع الاستراتيجية الفلسطينية برمتها على المحك. وبحسب الكاتب فقد أدى "المسار الالتفافي" الذي سلكه ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للوصول إلى الإمارات، إلى إسقاط "الجدار الفلسطيني" الذي سعى لضمان أن إسرائيل لن تستمتع بثمرات التطبيع مع الدول العربية قبل أن توافق على تنازلات هامة في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وهي العملية التي تم تجميدها قبل عقد. وفي الإطار ذاته، رأى الكاتب أن المقابلة التي أجرتها قناة "العربية" قبل أيام، مع الأمير بندر بن سلطان السفير السعودي الأسبق إلى واشنطن، جعلت من الواضح أن هذا الجدار قد سقط بالفعل. وخلال المقابلة انتقد الأمير السعودي الفلسطينيين، قائلا إنهم يطلبون المساعدات ويحصلون عليها لكن لا يستجيبون للنصيحة. واعتبر أن الفلسطينيين دائما ما يراهنون على الجانب الخاسر، وهم يفعلون ذلك الآن بتعزيز علاقاتهم مع تركيا وإيران، مشيرا إلى ما وصفه بالتحالفات الفلسطينية السابقة مثل تحالف أمين الحسيني مفتي فلسطين الأسبق والزعيم النازي أدولف هتلر والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وحذر الأمير السعودي الذي يرى مراقبون أن تصريحاته جاءت بإيعاز من السلطات السعودية، من انتهاء الوقت الذي لا يدفع فيه الفلسطينيون ثمن أخطائهم. ورأى المحلل الإسرائيلي أنه من غير المرجح أن تدفع أي من ملاحظات الأمير السعودي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس البالغ من العمر 84 عاما إلى إعادة النظر في توجهه، معتبرا أن القادة الكبار في السن لا يغيرون مسارهم. لكن الكاتب قال إنه قد يتحتم على الجيل الذي يلي محمود عباس في السلطة أن يعيد تقييم الاستراتيجية الفلسطينية، وأن يسلك طريقا مختلفا عن سلفه. وأشار إلى أن شخصيات في الجيل القادم من حركة فتح مثل جبريل الرجوب تعيد تجديد علاقاتها مع حماس وتهدد إسرائيل بانتفاضة عنيفة. وكانت الأراضي الفلسطينية شهدت وقفات احتجاجية وغاضبة تنديدا باتفاقية تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل. وتراوحت ردود فعل الشارع الفلسطيني بين غاضب وغير مبال باعتبار أن ذلك كان متوقعا، خاصة وأن العديد من الدول العربية تربطها علاقات مع إسرائيل منذ زمن بعيد. وعلى المستوى الرسمي، انتقد مسئولون فلسطينيون الاتفاق ومن بينهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الذي وصف حفل توقيع اتفاقيتي التطبيع في البيت الأبيض بـ"اليوم الأسود" في تاريخ الأمة العربية. النص الأصلي