[real_title] 4 أيام فقط هي المدة الفاصلة بين حديث رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ودعوته للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وبين دعوة مماثلة لثاني أكبر رأس عسكري داخل السودان ونائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي". التطبيع السوداني مع "إسرائيل" بات حديث الشارع السوداني والذي عبر عن رفضه لتلك الخطوة، معتبرا إياها بالخيانة لفلسطين. وقبل ساعات، أعلن محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة في السودان أنهم ماضون في بناء علاقات مع إسرائيل، مضيفا أنه تلقى وعدا أميركيا بشطب السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب. وفي مقابلة أجرتها معه قناة "سودانية 24" من جوبا وبثت مساء أمس، قال حميدتي إن السودان يحتاج إلى إسرائيل، وإن ما يسعى إليه بلده هو علاقات وليس تطبيعا، مضيفا أنه يسيرون في هذا الاتجاه دون خوف من أحد. وتابع أنهم يسعون لمصلحة السودان مع الالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، مشيرا إلى تطبيع دول عربية عدة مع إسرائيل. واعتبر حميدتي أن إقامة علاقات مع إسرائيل سيتيح للسودان الاستفادة من إمكانياتها المتطورة، مشيرا بالخصوص إلى إمكانيتها التقنية والزراعية. وتحدث المسؤول السوداني عن سعي الرئيس المعزول عمر البشير للتطبيع مع إسرائيل، قائلا إنه أبلغه برغبته في ذلك. وخلال الأيام الماضية، قالت تقارير إعلامية إسرائيلية وأميركية إن الخرطوم وافقت على التطبيع مع تل أبيب حال شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وحصولها على مساعدات من واشنطن. وفي 23 سبتمبر الماضي، قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إن مباحثاته مع مسؤولين أميركيين خلال زيارة للإمارات استمرت 3 أيام، تناولت قضايا عدة بينها السلام العربي مع إسرائيل. في المقابل، قال رئيس الحكومة الانتقالية في السودان عبد الله حمدوك إن قضية تطبيع بلاده للعلاقات مع إسرائيل معقدة، وتحتاج إلى توافق مجتمعي. ورفض حمدوك ربط عملية التطبيع مع إسرائيل بقضية شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وفي المقابلة التي بثتها القناة التلفزيونية السودانية الخاصة، قال محمد حمدان دقلو (حميدتي) إن بلاده تشعر بخيبة الأمل تجاه عدم رفع الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حتى الآن. وأضاف "شئنا أم أبينا، موضوع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مربوط مع إسرائيل". وفي وقت سابق أمس، ذكر نائب رئيس مجلس السيادة في السودان في تغريدة على تويتر أنه التقى أمس الجمعة في جوبا المبعوث الأميركي إلى السودان دونالد بوث، وتلقى وعدا منه برفع اسم السودان من لائحة الدول الرعاية للإرهاب في أقرب وقت. كما قال إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أقر بالمسؤولية بشأن قضية المدمرة الأميركية "كول"، مشيرا إلى أن حكومته اضطرت لجمع مبالغ التعويضات المطلوبة للولايات المتحدة، مما أثر بدوره على انخفاض قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي. أيضا، وقبل 4 أيام، روج رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، والخضوع للابتزاز الأمريكي. ونقلت وسائل إعلام سودانية عن البرهان الذي عاد من الإمارات قبل أيام إن "بلاده لابد أن تستغل الفرص داخليا وخارجيا للخروج من الأزمة الحالية". وأضاف خلال افتتاح المؤتمر الاقتصادي السوداني "أنه لا بد من اغتنام فرصة إمكانية إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب". وبحسب البرهان الذي يتلقى دعما من المحور السعودي-الإماراتي، فإن "الشعب السوداني يستحق الخروج من الأزمة بعد ما قدمه من تضحيات". وكان مسؤولون سودانيون قد كشفوا أن البرهان تعرض لضغوط أمريكية-إماراتية كبيرة خلال زيارة لأبو ظبي قبل أيام ولقائه مع مسؤولين أمريكيين وإماراتيين، عرضوا عليه حوافز مالية مقابل الإقدام على خطوة التطبيع. تجدر الإشارة إلى أنه، في 13 أغسطس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توصل الإمارات و"إسرائيل" إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفاً إياه بـ"التاريخي". وقبل أيام، وقعت الإمارات والبحرين اتفاقيتي التطبيع مع "إسرائيل" في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي، متجاهلتين حالة الغضب في الأوساط الشعبية العربية. وانتقد الفلسطينيون بشدة الاتفاق الإماراتي والبحريني مع "إسرائيل"، وقالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات. وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفعت يوم 6 أكتوبر 2017 عقوبات اقتصادية وحظرا تجاريا كان مفروضا على السودان منذ 1997. لكنها لم ترفع اسمه من قائمة الإرهاب المدرج عليها منذ 1993 لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.