حرب القوقاز.. أردوغان يشعل النار في ساحة بوتين

[real_title] دبابات تحترق وقاذفات صواريخ وطائرات مقاتلة تطلق الرصاص بشكل جماعي على العدو وجنود قتلى يرقدون بلا حراك في خنادق المنطقة الحدودية.. هذا ما يدور  في الصراع المتصاعد في بين أرمينيا وأذربيجان.

 

وفي هذا السياق، رأى موقع " t-online " الألماني، أنَّ الحرب بين أرمينيا وأذربيجان تزداد حدة بسقوط المزيد من القتلى، مشيرًا إلى أنَّ تركيا تدعم الحرب، مما أزعج روسيا، ومتسائلًا: ماذا يريد بوتين وأردوغان في المنطقة؟

 

وأضاف التقرير أنَّه وسط قتال بين أرمينيا، المقربة من موسكو، وأذربيجان، الحليفة لتركيا، على إقليم "ناغورنو قرة باغ"، تحدث سفير أرمينيا بروسيا بأنَّ تركيا نقلت آلاف المقاتلين من سوريا إلى أذربيجان، فيما ردت الأخيرة  واصفةً ذلك بالهراء.

 

وأردف: "الصراع على إقليم "ناغورنو قرة باغ"، الذي بلغ ذروته في حرب دامية في أوائل التسعينيات، يشتعل الآن بشكل أكثر عنفًا مما كان عليه منذ وقت طويل".

 

ومنذ يوم الأحد الماضي، سقط أكثر من 60 قتيلا ومئات الجرحى. وأُعلنت حالة الحرب في كلتا الدولتين.

 

واستطرد التقرير: "لا يبدو أنَّ هناك حل في الأفق، فقد تزعزعت الثقة بين الطرفين المتصارعين تمامًا، مما يهدد الآن بتصاعد الصراعات بين القوى الإقليمية".

 

وتابع: "من ناحية، تعتبر تركيا نفسها القوة الحامية لأذربيجان، حيث يؤيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجوم على أرمينيا. ومن ناحية أخرى، تدعم روسيا أرمينيا ويتعين عليها منع الحرب من أجل مصالحها الأمنية".

 

وبدون دعم القوى الخارجية، لن تستطيع أذربيجان ولا أرمينيا شن هجوم عسكري، لكن بدعم أردوغان لأذربيجان، أشعل الرئيس التركي حريقًا في ساحة بوتين الأمامية، وبذلك، فإنه يخاطر بتدهور كبير في العلاقات مع موسكو.

 

تاريخ الصراع
 

لفهم طبيعة هذا الصراع المتداخل، يجدر إلقاء نظرة على التاريخ، حيث شهد إقليم ناغورنو قرة باغ العديد من الحكام منذ أواخر العصور القديمة.

 

 بمجرد سيطرة المغول على الإقليم، وفيما بعد الفرس، ثم الروس في بداية القرن التاسع عشر، باتت المنطقة مختلطة عرقيًا، وعاشت بها الشعوب التركية المسلمة والعرب والأكراد وكذلك الأرمن المسيحيون.

 

وبحسب الموقع الألماني، أدت عدة موجات كبيرة من الهجرة إلى تغيير النسيج الاجتماعي، فبعد الإبادة الجماعية للأرمن في الإمبراطورية العثمانية والهروب الناتج عنها، نمت حصتهم أكثر من 80 في المائة من سكان الإقليم.

 

ثم زادت التوترات لأن الأذربيجانيين الذين يعيشون في المنطقة شعروا بأنهم قريبون من تركيا.

 

ومع انهيار الإمبراطورية القيصرية في نهاية الحرب العالمية الأولى طالب الأرمن والأذربيجانيون بحقهما في المنطقة المتنازع عليها، حيث أشارت أرمينيا إلى حقها بالإقليم نظرًا لأنَّ الأرمن يشكلون نسبة كبيرة من السكان، فيما أشارت أذربيجان إلى ثبات الحدود والمراعي التقليدية للبدو المسلمين الرحل.

 

مذابح عقب الحرب

الجنود الأرمن

بعد إعلان الجمهوريات السوفيتية في أرمينيا وأذربيجان،  تم منح المنطقة وضع الحكم الذاتي، وظل هذا الشرط على حاله حتى عام 1989.

 

وفي منتصف الثمانينيات، عندما بدأت قوة الاتحاد السوفيتي في الانهيار، عادت الانقسامات القديمة مرة أخرى وظهرت الحركات القومية، حيث ارتكب الأذربيجانيون مذابح ضد الأرمن، ثم طرد الأرمن آلاف الأذربيجانيين من إقليم ناغورنو قرة باغ.

 

وبعد أن حاول القوميون الاستيلاء على السلطة في أذربيجان ، توغلت الدبابات الروسية في 20 يناير 1990، برفقة 160 ألف جندي، واحتلت العاصمة باكو.

 

ولم يقود غزو الجيش الأحمر ولا استقلال أرمينيا وأذربيجان بعد عام إلى تهدئة الصراع، بل على العكس من ذلك، أدت  المذابح إلى تصعيد الصراع بالكامل في عام 1992.

 

 وأسفرت الحرب التي استمرت عامين عن مقتل أكثر من 25 ألف شخص وأجبرت أكثر من مليون شخص على الفرار، وفي عام 1994، تم التوقيع على هدنة وقف إطلاق النار، والتي لا تزال سارية المفعول حتى اليوم، ولكن تم انتهاكها.

 

العديد من القوى الإقليمية

 

بموجب القانون الدولي، فإن إقليم ناغورنو قرة باغ ينتمي إلى أذربيجان، ولا  تعترف الأمم المتحدة وأيضًا الاتحاد الأوروبي باستقلال الإقليم، الذي يُسمي جمهورية أرتساخ منذ عام 2017.

 

وبالإضافة إلى الصراع الحدودي الذي لم يتم حله، هناك عوامل أخرى ضمنت أنَّ النزاع القديم يمكن أن يُغرق المنطقة في حرب جديدة. فهناك يكمن الوضع الاستراتيجي حيث تسعى روسيا جاهدة للحصول على قوة جيوسياسية في الشمال، وتركيا في الغرب، وإيران في الجنوب.

 

بجانب ذلك هناك أيضًا احتياطيات النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها، والتي تجذب انتباه القوى الإقليمية، والتي قد يؤدي استغلالها إلى حرب أخرى.

 

بوتين يريد السلام

 

وأشار  الموقع الألماني إلى أنَّ الأمر يتطلب الكثير من القوة والمال من روسيا لتهدئة الأوضاع في شمال القوقاز، ولا يمكن للكرملين أن يترك الصراع الحالي في القوقاز يتصاعد حتى لا تمتد النار إلى أراضيه.

 

وتحتفظ روسيا بقاعدة جوية في أرمينيا وستفي موسكو بوعودها بالأمن للبلاد، حتى لا تفقد ماء الوجه،  فهناك بالفعل تقارير أولية عن طائرات مقاتلة روسية في المنطقة، لكن في النهاية، من غير المرجح أن يكون الانتصار العسكري على أذربيجان هدف موسكو، بل السلام.

 

تركيا أدخلت نفسها في مأزق

 

تخسر تركيا المزيد من الحلفاء وتضع الآن العلاقة الجيدة مع روسيا على المحك مرة أخرى بعد التوترات في ليبيا.

 

ويرى أردوغان أنه إذا غادرت أرمينيا المنطقة التي تحتلها، فستعود المنطقة إلى السلام.

 

أردوغان يلعب بالنار

 

لن يتم حل النزاع حول عسكريًا، ويجب أن يفهم أردوغان ذلك قبل أن يجبر روسيا على التدخل عسكريًا.

 

لدى أنقرة وموسكو خيار لإجبار الأطراف المتصارعة على طاولة المفاوضات، وحتى يفعلا ذلك، ستدمر القرى وسيُقتل الناس. وهذا أمر مأساوي.

 

رابط النص الأصلي

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى