تهدئة شرق المتوسط بين تركيا واليونان وفرنسا.. هل للناتو علاقة؟

[real_title] بعد أسابيع من التصعيد المتواصل، والذي وصل حد التلويح بمواجهات عسكرية بين تركيا من جانب، واليونان وفرنسا من الجانب الآخر، عاد الهدوء مجددا لتلك المنطقة البحرية.

 

الهدوء تزامن مع تحركات لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي عقد نحو 5 اجتماعات متواصلة في مقر الحلف ببروكسل، بين عسكريين من اليونان وتركيا.

 

وقبل ساعات، بحث الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون خلال محادثة هاتفية العلاقات بين البلدين والأوضاع الإقليمية، وذلك في أول اتصال بينهما منذ التصعيد السياسي بين البلدين على خلفية أزمة شرق المتوسط.

 

وقال بيان للرئاسة التركية إن أردوغان أكد أن سبب التوتر في شرقي المتوسط هو تجاهل حقوق تركيا والقبارصة الأتراك المشروعة، وإن تركيا لن تسمح لأي جهة بالتعدي على حقوقها.

 

وشدد أردوغان -حسب بيان الرئاسة التركية- على تفعيل آلية التشاور والاتصال بين تركيا وفرنسا ومناقشة جميع المشاكل المطروحة على الطاولة، مبديا استغرابه من الدعم الفرنسي لما سماها خطوات توسعية لليونان وقبرص اليونانية، وقال إنها تؤدي لرفع التوتر.

 

 

من جانب آخر، أورد بيان للرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون دعا أنقرة إلى احترام سيادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والكف عن أي خطوات أحادية.

 

وأوضح البيان أن الاتصال بين الطرفين امتد لأكثر من ساعة، وتناول موضوعات شرق المتوسط وليبيا وسوريا، مشيرا إلى أن ماكرون أعرب عن ترحيبه ببدء المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان.

 

كما دعا ماكرون تركيا إلى احترام حظر الأسلحة على ليبيا، واحترام مصالح حلفاء تركيا في سوريا، ورحب بإطلاق مفاوضات تمهيدية بين تركيا واليونان، وإطلاق حوار مماثل بين تركيا وقبرص.

 

وقال إنه يأمل أن تتسم تلك المحادثات بحسن النوايا، وتعمل على خفض حدة التوتر بين أنقرة وأثينا.

 

وتدهورت العلاقات بين البلدين على خلفية التوترات في شرق المتوسط، حيث انخرطت فرنسا في الأزمة بدعمها اليونان وقبرص، وهو ما رفع منسوب التوتر المرتفع أصلا بين البلدين على خلفية الأزمة في ليبيا، حيث تدعم تركيا حكومة الوفاق، في حين تدعم فرنسا الجنرال خليفة حفتر، وتتهم أنقرة بخرق حظر دولي على الأسلحة إلى ليبيا.

 

 

من جهة أخرى، أعلنت الخارجية اليونانية أنه تم التوصل إلى اتفاق مع تركيا لاستئناف الجولة الـ61 من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في إسطنبول قريبا، وذلك في أعقاب قمة ثلاثية عبر الفيديو جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال، جرى خلالها التأكيد على استعداد تركيا واليونان لبدء محادثات استكشافية.

 

وانطلقت الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين البلدين عام 2002، وانعقدت آخر جولة منها (الجولة رقم 60) في الأول من مارس 2016 بالعاصمة اليونانية أثينا، وبعد ذلك التاريخ استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، دون أن ترجع إلى إطار استكشافي مجددا.

 

وبالتزامن مع ذلك، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) لوسائل إعلام عربية، إنه تم إحراز تقدم جيد في المحادثات التقنية بين العسكريين الأتراك واليونانيين، واصفا إياها بالبناءة.

 

وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج إن المحادثات الفنية بين الوفدين العسكريين التركي واليوناني تهدف إلى استكمال العمل الدبلوماسي الجاري.

 

 

وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت انتهاء الاجتماع التقني الخامس بين البلدين في مقر الحلف ببروكسل، مشيرة إلى أن الاجتماع التقني السادس سينعقد في المقر الأسبوع المقبل.

 

وتستهدف هذه الاجتماعات وضع آلية لفض النزاعات في بحر إيجة وشرقي المتوسط، كما يجري خلالها بحث وثيقة تنص على حزمة إجراءات لبناء الثقة بين البلدين، وإقامة خط اتصال مباشر بين السلطات العسكرية على مدار اليوم.

 

من جهتها، رحبت قبرص التركية بالمحادثات المتوقعة بين تركيا واليونان، وأعرب رئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أقينجي ورئيس وزرائه إرسين تتار عن ترحيبهما بإعلان تركيا واليونان واستعدادهما لبدء المباحثات الاستكشافية بينهما بخصوص التوتر في شرق المتوسط.

 

وفي بيان صادر عنه أمس الثلاثاء، قال أقينجي إن قرار تركيا واليونان بدء المحادثات الاستكشافية إيجابي للغاية، ونرحب به، ولا سيما في ظل التوتر الذي يشهده شرق المتوسط منذ فترة طويلة، وتمنى أن يسفر هذا التطور عن نتائج تصب في مصلحة الشعبين وسلام المنطقة، مشيرا إلى أنه يؤمن منذ فترة بضرورة حل المشاكل عبر الحوار والنقاش.

 

 

الدبلوماسي الليبي، السفير رمضان البحباح قال في تصريحات سابقة لـ "مصر العربية"، إن التصعيد التركي اليوناني ليس حديثا وإنما "تصعيد قديم" له أسبابه ومبرراته الدينية والأيديولوجية، لكن لا يمكن أن يصل إلى الصدام المباشر، فكلا الدولتين أعضاء في حلف شمال الأطلسي ولا يمكن أن يسمح الحلف لأي تصعيد بين أعضائه.

 

ولفت الدبلوماسي الليبي إلى أنه إن حدثت مواجهة عسكرية، فستقف الدول الأوربية لصالح اليونان، لهذا لن تتجرأ تركيا على أي مواجهة عسكرية مع اليونان مهما كانت حدة الخلاف بينها، وبالتالي فإن أي اتفاقية في منطقة البحر المتوسط لن يكتب لها النجاح إلا بتوافق دولي.

 

وكان النزاع بين البلدين قد تأجج بسبب أعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي من جانب تركيا قبالة جزر يونانية في شرق المتوسط، إذ تقوم سفينة الأبحاث التركية "عروج ريس" بالتنقيب عن الغاز هناك وترافقها سفن حربية تابعة للبحرية التركية.

 

وتتهم أثينا تركيا بالتنقيب بشكل غير مشروع عن الغاز الطبيعي قبالة جزرها، وتردّ تركيا بأن هذه المياه تنتمي إلى الجرف القاري التركي، ومن ثم فإن لها الحق في التنقيب عن الغاز فيها.

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى