قمع واعتقال متظاهري بيلاروسيا.. وزعيمة المعارضة: لا تستسلموا حتى يرحل لوكاشينكو

[real_title] اعتقلت قوات الشرطة البيلاروسية، اليوم الأحد، أعدادًا كبيرة من المتظاهرين السلميين في العاصمة مينسك بعد جمعهم في عربات ترحيل لنقلهم إلى السجن، كما فرقت قوات الأمن محتجين في مدينة بريست بالغاز المسيل للدموع.

 

فيما دعت زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا المحتجين لـ"مواصلة الكفاح" ضد الرئيس البلاروسي ألكسندر لوكاشينكو حتى يتنحى.

 

وتتواصل الاحتجاجات اعتراضًا على إعادة انتخاب ألكسندر لوكاشينكو رئيسًا لبيلاروسيا  (روسيا البيضاء)، وسط مطالبات بتنحيه إذ يتهمون السلطات بالتلاعب في عملية إعادة انتخابه قبل أكثر من شهر، وهو ما أشعل فتيل الاضطرابات في البلاد.
 

وبينما يطالب المحتجون باستقالة لوكاشينكو بسبب اتهامه بتزوير واسع في الانتخابات، إلا أن الرئيس، الذي يحكم البلاد مند 27 عامًا، ينفي هذه المزاعم ويتهم الدول الغربية بالتدخل في شؤون بلاده.

 

مينسك

أفادت الشرطة في بيلاروسيا بأنها اعتقلت أكثر من 10 محتجين في العاصمة مينسك اليوم الأحد، حيث كان يتجمع المحتجون للمشاركة في مسيرة بالعاصمة ومدن أخرى، لمطالبة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بالتنحي. وفقا لما نقلته وكالة تاس الروسية للأنباء.


 

وبحسب إذاعة دويتشه فيله الألمانية  تحرس قوة شرطة كبيرة أيضًا القصر الرئاسي للرئيس لوكاشينكو، حيث ظهر الرئيس (66 عامًا) مرتين مسلحا ببندقية كالاشنيكوف لمنع اقتحام المبنى.

 

وكان معارضو رئيس بيلاروسيا المثير للجدل والمعروف بأنه آخر ديكتاتور في أوروبا قد دعوا إلى تنظيم احتجاجات ضخمة جديدة في مختلف أنحاء البلاد اليوم.

وفي مقطع فيديو، دعت زعيمة المعارضة والمرشحة السابقة لانتخابات الرئاسة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا (38 عامًا)  مواطني بيلاروسيا لمواصلة الكفاح من أجل دولة، تستحق العيش فيها فيما تعرف بـ"مسيرة العدل": قائلة: "كل أسبوع تظهرون لأنفسكم وللعالم أن شعب بيلاروسيا يمثل قوة".

 

وكان نشطاء حقوقيون قد ذكروا أنه تم اعتقال أكثر من 300 شخص أثناء احتجاج نظمته نساء في بيلاروسيا ضد الرئيس ألكسندر لوكاشينكو. ونشر مركز فياسنا لحقوق الإنسان أسماء أكثر من 314 شخصا تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات في العاصمة مينسك أمس السبت.

 

 

رش الغاز على المتظاهرين في بريست  

أما في مدينة بريست  قالت أولغا شيمودانوفا، السكرتيرة الصحفية لوزارة الداخلية البيلاروسية، إن الشرطة قامت برش الغاز المسيل للدموع  في بريست للحد من الأعمال غير القانونية للمتظاهرين. بحسب وكالة "سبوتنيك" للأنباء.

 

وقالت شيمودانوفا: "نؤكد أن ضباط إنفاذ القانون في بريست استخدموا الغاز المسيل للدموع لقمع الأعمال غير القانونية للمتظاهرين" مشيرة إلى أنه تم اعتقال بعض المواطنين، والتحقيق جار.

 

وأضافت: "كل هؤلاء الأشخاص ينتهكون قانون التظاهرات الجماهيرية، لا يطيعون المطالب المشروعة لضباط الشرطة، مما يشكل تهديدًا، بما في ذلك للسكان". 

 

ووفي 16 سبتمبر الجاري كشف لوكاشينكو، أنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إمداد بلاده بالأسلحة غير أنّه لم يحدد نوعية الأسلحة التي طلبها من بوتين.



ونقلت وكالة أنباء «رويترز» عن لوكاشينكو الذي يتولى الرئاسة منذ 1994 قوله: "طلبت من الرئيس الروسي عدة أنواع جديدة من الأسلحة".

 

وأضاف خلال محادثات مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في مينسك: "يمكننا إبقاء الوضع تحت السيطرة، ليس فقط في روسيا البيضاء وإنما أيضا على طول حدودنا". حسبما ذكرت وكالة "بلتا" الرسمية للأنباء.

Президент Беларуси Александр Лукашенко провел сегодня встречу с министром обороны России Сергеем Шойгуhttps://t.co/wb2Lyyo9fq— БЕЛТА (@beltanews) https://twitter.com/beltanews/status/1306206914854952963?ref_src=twsrc%5Etfw


وتعليقا على التدريبات العسكرية المشتركة التي تجريها روسيا وروسيا البيضاء وتستمر حتى نهاية سبتمبر، قال لوكاشينكو: "إن البلدين ينبغي أن يخططان لإجراء مزيد من التدريبات المماثلة"، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية الجديدة ستُجرى فور اعتماد دستور جديد للبلاد.


وشهدت بيلاروسيا احتجاجات عقب الانتخابات التي جرت في 9 أغسطس ، وفاز فيها الرئيس البيلاروسي الحالي، ألكسندر لوكاشينكو، بحصوله على 80.1 % من الأصوات.

 

وفي الأيام الأولى، قمعت قوات الأمن الاحتجاجات باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين الذين لم يعترفوا بنتائج الانتخابات.، وتم اعتقال أكثر من 6700 شخص.

 

وبحسب البيانات الرسمية، تم اعتقال أكثر من 6.7 ألف شخص. كما ذكرت وزارة الداخلية البيلاروسية، أن أعمال الشغب أسفرت عن إصابة مئات الأشخاص، بينهم أكثر من 120 من عناصر حماية القانون، ومصرع ثلاثة متظاهرين.

 



 

«الدفاع البيلاروسية» تحذر أمريكا من التدخل في شؤون البلاد

 

وفي وقت سابق، أشار رئيس إدارة التعاون العسكري الدولي بوزارة الدفاع بجمهورية بيلاروسيا، اللواء أوليغ فوينوف، في اجتماع مع القائم بالأعمال الأمريكي جيفري جوك إلى عدم جواز التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلاد، بحسب وكالة أنباء "سبوتنيك".

 

وجاء في بيان صادر عن الدفاع البيلاروسية: "الجانب البيلاروسي قدم المعلومات حول تطورات الوضع السياسي الداخلي في البلاد، وأعرب عن قلقه من تصاعد التوتر في المنطقة والجولة المقبلة من سباق التسلح  كما أشار إلى عدم جواز تدخل الدول الأجنبية في الشؤون الداخلية لبيلاروسيا".



 

قبل ذلك،  قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون إمكانية فرض عقوبات إضافية على بيلاروسيا.
 

 خريطة بيلاروسا 


وبيلاروسا  أو روسيا البيضاء تقع في أوروبا الشرقية  تحدها الدول التالية باتجاه الشرق روسيا إلى الجنوب وأوكرانيا إلى الغرب بولندا إلى الشمال ليتوانيا ولاتفيا . عاصمتها مينسك ومن المدن الرئيسية الأخرى بريست وغرودنو وغوميل وموغيلوف وفيتيبسك. تشكل الغابات 40% من مساحة البلاد البالغة 207,600 كم². أقوى قطاعاتها الاقتصادية هي الزراعة والصناعة.

 

حتى القرن العشرين، افتقرت روسيا البيضاء لهوية وطنية مميزة بسبب خضوع أراضيها الحالية لعدة دول مختلفة عرقياً، بما في ذلك إمارة بولوتسك ودوقية ليتوانيا الكبرى والإمبراطورية الروسية والكومنولث البولندي الليتواني.
 

 وتشكلت الجمهورية البيلاروسية الشعبية (1918-1919) وما لبثت أن أصبحت إحدى الجمهوريات المكونة للاتحاد السوفييتي تحت اسم جمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفياتية.


تم توحيد البلاد بحدودها الحالية عام 1939 عندما منحت الأراضي التي أقيمت عليها الجمهورية البولندية الثانية للاتحاد السوفياتي وفقًا لأحكام ميثاق مولوتوف - ريبنتروب  وألحقت بروسيا البيضاء السوفياتية. 

 

تضررت البلاد بشدة جراء الحرب العالمية الثانية حيث فقدت خلالها روسيا البيضاء نحو ثلث السكان وأكثر من نصف مواردها الاقتصادية؛ وأعيد بناء الجمهورية في سنوات ما بعد الحرب.

 

ونظرًا لأثر الحرب العالمية الثانية، أصبحت جمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفياتية عضوًا مؤسسًا للأمم المتحدة جنبًا إلى جنب مع الاتحاد السوفياتي وجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أعلنت بيلاروسيا الاستقلال في 25 أغسطس 1991. 

 

 

أُطلق على لوكاشينكو لقب "آخر ديكتاتور" في أوروبا، وفي ظل حكمه السلطوي، قمعت الحكومة المعارضة بشكل متكرر.

 

 واجه لوكاشينكو معارضة عامة أكبر بسبب تعامله مع جائحة كورونا،  حيث نفى أن الفيروس يمثل تهديدًا خطيرًا. ومن بين الانتخابات الخمسة التي فاز بها لوكاشينكو، اعتبر المراقبون الدوليون أن الانتخابات الأولى فقط كانت حرة ونزيهة.

   


وتربط روسيا البيضاء وروسيا علاقات تجارية وثيقة كما أن البلدين حليفان دبلوماسيان منذ تفكك الاتحاد السوفياتي. وتعتمد روسيا البيضاء على روسيا في استيراد المواد الخام كما أنها سوق لصادراتها.

 

في 19 يونيو، أعلن لوكاشينكو أنه "أحبط محاولة انقلاب"، مما أدى إلى اعتقال مرشح المعارضة الرئيسي فيكتار باباريكا. وذكر بابارينكا أن تهمتي الرشوة والفساد تم تزويرها وأن الاعتقال له دوافع سياسية لمنعه من الفوز في الانتخابات. كما تم اعتقال نشطاء المعارضة والصحفيين والمدونين كجزء من حملة القمع.  

 


 

تصاعد وتيرة الاحتجاجات يشير إلى أنه من المحتمل أن يستمر النزاع لأشهر ويتصاعد العنف، وقد يتطور لثورة كاملة، على غرار تحول احتجاجات الميدان الأوروبي إلى ثورة في أوكرانيا عام 2014. وقد لاحظ صندوق مارشال الألماني، وهو مؤسسة فكرية،  أن الاحتجاجات أكثر انتشارًا وأكثر قمعًا من الاحتجاجات السابقة.

 

من جانبها، أفادت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنها لم تراقب انتخابات 2020 لأنه لم ترسل لها دعوة في الوقت المناسب، وأنها لم تعترف بأي انتخابات في بيلاروسيا حرة ونزيهة منذ عام 1995.

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى