[real_title] أعلنت الحكومة الأمريكية، تشديد قواعد منح التأشيرات للصحفيين الصينيين، في أحدث إجراء صدامي في ظل الخلاف المستمر بين البلدين بشأن السماح بدخول وسائل الإعلام. وأفاد بيان صادر عن وزارة الأمن الداخلي، بأن الحكومة هناك سيقصر تأشيرات الصحفيين الصينيين على مدة 90 يومًا، وسيسمح لهم بتقديم طلبات التمديد، بعكس السابق، والذي كان يُسمح فيه للصحفيين بالبقاء لفترة غير محددة المدة. وخلال الأيام الأخيرة، تدهورت العلاقات بين البلدين منذ تفشي فيروس كورونا في أنحاء الولايات المتحدة، بينما تبادلت الدولتان الانتقادات بشأن التعامل مع الفيروس. ودخلت الولايات المتحدة والصين في نزاع متبادل بين الصحفيين الزائرين من كل منهما للآخر، نتيجة تداعيات انتشار الفيروس المميت. يذكر أن في شهر فبراير الماضي، صنفت الولايات المتحدة خمس شركات إعلامية صينية كـ"بعثات أجنبية"،. بينما ألغت الصين أوراق الاعتماد الصحفية لثلاثة مراسلين في صحيفة وول ستريت جورنال، وذلك ردًا على نشر مقالة افتتاحية وصفت الصين بأنها "رجل آسيا المريض الحقيقي". وفي سياق تداعيات كورونا، دخلت المخابرات الألمانية، على خط التلاسن بين الولايات المتحدة والصين، بشأن الدولة المسئولة عن إنتاج فيروس كورونا وانتقاله إلى بقية دول العالم. فقد شكك تقرير للمخابرات الألمانية في الادعاءات الأمريكية بأن فيروس كورونا مصدره مختبر صيني بمدينة ووهان. ونقلت مجلة "دير شبيغل"، اليوم الجمعة، عن وكالة المخابرات الاتحادية الألمانية، أنها طلبت من أعضاء تحالف المخابرات الذي تقوده الولايات المتحدة والمعروف باسم تحالف "الخمس أعين" تقديم أدلة تدعم الاتهام، غير أن أيا من أعضاء التحالف، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، لم يرغب في دعم تأكيدات واشنطن. وخلص تقرير للمخابرات قدم لوزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارينباور إلى أن الاتهامات الأمريكية محاولة متعمدة لتوجيه الاهتمام العام بعيدا عن "إخفاقات" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال الأحد الماضي، إن هناك "عددا كبيرا من الأدلة" على أن فيروس كوروناالمستجد خرج من مختبر صيني، لكنه لم يشكك في استنتاج أجهزة المخابرات الأمريكية بأنه ليس نتاج عمل بشري. وقال ترامب في وقت سابق إن لديه دليلا على أن الفيروس قد يكون مصدره مختبر صيني، لكنه خفف اليوم من حدة اتهاماته للصين مرجحا هذه المرة أن بكين تسببت في الجائحة عن غير عمد. كان الجدل قد عاد من جديد حول الطريقة التي نشأ وانتشر من خلالها فيروس كورونا المستجد، ليس فقط في مقالات الصحف، بل في تصريحات من أعلى مستوى، إذ أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي أن بلاده تجري تحقيقاً شاملاً حول مصدر الفيروس، وهو نفس ما أكدته "سي أن أن". وذلك عندما نقلت أن الاستخبارات الأمريكية تحقّق في الموضوع، فيما صرّح وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو لفوكس نيوز أن بكين مطالبة بالإفصاح عن كل ما تعرفه بخصوص انتشار كوفيد-19، ملمحاً إلى مسؤولية معينة لمعهد علم الفيروسات في مدينة ووهان، حيث ظهر الفيروس أول مرة. الردود الأمريكية جاءت بعد عدة تقارير عادت إلى أصل الفيروس هذا الأسبوع، ومنها مقال رأي لجوش ريغن، في "واشنطن بوست"، جاء فيه أن مسؤولين أمريكيين زاروا مختبراً في ووهان الصينية قبل سنتين من انتشار الفيروس، وأرسلوا تحذيرين رسميين لواشنطن حول عدم احترام معايير السلامة وغياب الموارد البشرية اللازمة للعمل في المختبر الذي يجري دراسات خطيرة حول انتقال كورونا من الخفافيش. ويقول التحذير الأول إن هذه الدراسات تمثل خطراً لانتشار وباء شبيه بالسارس الذي ظهر في عدة بلدان عام 2003.