هل تتحكم حماس بالانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟ (تحليل)

هل تتحكم حماس بالانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟ (تحليل)
هل تتحكم حماس بالانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟ (تحليل)

[real_title] "حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو تحت رحمة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة"..

ما سبق كان خلاصة تحليل نشره موقع "المونيتور"، قبل ساعات، ولكن ما مدى دقة هذه العبارة؟

 

يدلل تحليل "المونيتور" على ذلك الاستنتاج بعدة وقائع سابقة، حيث سبق وأن أرجع رئيس الوزراء بالنيابة "شمعون بيريز" خسارة حزبه لانتخابات الكنيست الثاني عشر إلى هجوم وقع في 30 أكتوبر 1988 على مشارف أريحا، قتل فيه إسرائيلية وأولادها الثلاثة.

 

كما كان كثيرون في "الليكود" مقتنعين بأن طعن فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا في منطقة بات يام في تل أبيب في 24 مايو 1992، قبل شهر من الانتخابات، هو من أعاد حزب "العمل" إلى السلطة، وساهمت الهجمات الاستشهادية في سقوط حزب "العمل" وانتصار "نتنياهو" في انتخابات 1996 أكثر من أي عامل آخر.

 

ويؤكد الموقع أن "حماس" تلعب دورًا محوريًا في الحملة الانتخابية الحالية أيضًا، حيث يمكن لمقعد واحد في الكنيست أن يحدد من الذي سيحصل على تفويض لتشكيل حكومة إسرائيل المقبلة.

 

افتراضات مستقبلية

                      

ويمضي الموقع، إلى وضع افتراضات مستقبلية مباشرة، قائلا إن هجومًا واحدًا يحدث إصابات في مدينة عسقلان الساحلية الجنوبية، عشية انتخابات الكنيست في 2 مارس المقبل، يمكن أن يحدد طبيعة حكومة إسرائيل المقبلة، كما أن صورة واحدة لإسرائيلي يُقتل في منطقة حدودية لقطاع غزة قيمتها أكبر من ألف كلمة يمتدح بها رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" نفسه منذ كشف الستار عن "صفقة القرن" التي وضعها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لأجل سلام إسرائيلي فلسطيني.

 

ويضيف: إنذار واحد لصواريخ قادمة من غزة إلى مدينة أشدود سيُبقي عددًا أكبر من ناخبي حزب "الليكود" في بيوتهم يوم الانتخابات مقارنة بأولئك الذين أعجبتهم عملية "نتنياهو" في موسكو الشهر الماضي لإعادة الشابة الإسرائيلية "نعمة يساخر" التي كانت مسجونة في روسيا بتهمة تهريب المخدرات، والتي أطلق سراحها بعد ضغوط شديدة على الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

 

ويخلص التحليل إلى أن  "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لهما تأثير حاسم على تشكيل حكومة إسرائيل المقبلة.

 

إحراج "نتنياهو"

 

ويرى الباحث الإسرائيلي "عوفر أدرات" أن لدى "حماس" خبرة في قواعد اللعبة السياسية في إسرائيل، فهي تعرف أن كل بالون حارق يتم إطلاقه باتجاه منطقة النقب عشية الانتخابات يزيد اهتمام "نتنياهو" باتفاق وقف إطلاق نار طويل الأجل، وهو ما تطلق عليه إسرائيل اسم "ترتيب" بدلًا من "اتفاق" تلطيفًا للأمر.

 

ويضيف: من الأفضل لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن يمارس أقصى درجات ضبط النفس على جبهة غزة، فمصيره السياسي، وربما مصيره الشخصي أيضًا، معلق بخيط البالون.

 

وهنا، من المهم استحضار الزيارة التي أجراها فريق الوساطة المصري إلى غزة في 10 فبراير الجاري، بعد انقطاع دام نحو 5 أشهر بين "حماس" والقاهرة، حيث ذكرت صحف فلسطينية أنه عقب زيارات الوفد لإسرائيل وغزة، توصلت الفصائل الفلسطينية إلى تفاهمات بشأن تعليق إطلاق البالونات المتفجرة على الأراضي الإسرائيلية. وإذا حكمنا من خلال التجارب السابقة، فإن هذا التوقف لن يستمر طويلًا.

 

أزمة حصار غزة

 

وفي الواقع، لدى "حماس" أسباب أخرى لإطلاق البالونات والقذائف على إسرائيل، غير الإضرار بسمعة "نتنياهو" وحظوظه في الانتخابات المقبلة، فهي ترى أن التفاهمات السابقة التي وافقت بموجبها على الالتزام بتخفيض التصعيد مع إسرائيل لم تتم، وأبرزها تقليل الحصار على قطاع غزة، وصولا إلى رفعه، وتحسين مستوى معيشة أهل القطاع.

 

وفي مقابلة، مؤخرا، أجرتها صحيفة "القدس" في الخامس من فبراير الجاري مع مسؤول حماس البارز "خالد مشعل"، قال الأخير، الذي يتحدث بحرية أكبر الآن كونه لم يعد يرأس المكتب السياسي لحركة حماس: "بصفتنا من يدير الأمور في قطاع غزة، فإن هدف الحركة هو كسر الحصار المفروض على غزة لتزويد السكان بالحد الأدنى من الاحتياجات اللازمة لوجودهم حتى يتمكن شعبنا في غزة من مواصلة الكفاح إلى جانب شعبنا في الضفة الغربية والقدس".

 

ولكن تشير الحقيقة إلى أنه مهما يحدث في 2 مارس المقبل، وأيا كانت نتيجة الانتخابات الإسرائيلية، فمن المرجح أن يظل الوضع على جبهة غزة في اليوم التالي كما كان على مدار العقد الماضي، إن لم يكن أسوأ.

 

لقد أبعدت صفقة القرن آفاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتسببت في تسمم العلاقات أكثر بين الجانبين.

 

ومع ذلك، يمكن أن يكون لها تداعيات تاريخية، لقد نجحت الجيوب الفلسطينية المفصولة بالأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والتي ستشكل دولة فلسطينية مستقبلية بموجب الخطة، في تضييق الخلافات الأيديولوجية بين حركتي حماس وفتح.

 

وفي الوقت نفسه، شوشت الفرق بين فصيلين رئيسيين يتنافسان في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة - حزب "الليكود" اليميني والحزب الوسطي "أزرق أبيض".

 

وإذا كانت هناك دلالة لقبول زعيم حزب "أزرق أبيض"، "بيني جانتس"، خطة "ترامب"، فهي أن التغيير في النظام لن يغير بشكل كبير من استراتيجية إسرائيل في قطاع غزة.

 

وخلال حديثه مع قادة المجتمع الحدودي لغزة في 10 فبراير الجاري، قدم "جانتس" خيارين لحل المشكلة المزمنة: صفقة تتضمن إعادة رفات الإسرائيليين والجنود الذين تحتجزهم حماس أو "هزيمة عسكرية".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى