باختبارات جديدة لصواريخ محظورة.. هل تلحق أمريكا بروسيا والصين في سباق التسلح؟

[real_title] منذ وصوله إلى البيت الأبيض, اتخذ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرارات أثارت جدلاً واسعاً على المستويات الدولية مع المنافسين والأعداء، وصولاً إلى الحلفاء؛ كان أبرزها الانسحاب من المعاهدة الدولية لحظر الصواريخ النووية متوسطة المدى، الذي فتح الباب لحرب تسليح جديدة بين روسيا والصين.

 

ففي الثاني من أغسطس الماضي،انسحبت واشنطن رسميًا من المعاهدة المبرمة مع روسيا للحد من قدرة البلدين على شن ضربة نووية خلال مهلة قصيرة، متهمة موسكو بانتهاك المعاهدة، وهو ما نفاه الكرملين، و بدوره رد بوتين على ذلك، وأعلن تعليق عمل بلاده بالمعاهدة ذاتها، وموافقته على بدء إنتاج صاروخ متوسط المدى أسرع من الصوت.

 

وبعد أسابيع قليلة على انسحابها، أعلن البنتاجون أن واشنطن أجرت تجربة على صاروخ تقليدي متوسط المدى، مما يبرهن على أنها انسحبت للتمكن من مواصلة الحفاظ على تفوقها العسكري من خلال تطوير صواريخ محظورة بموجب المعاهدة.

 

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر،وبفخر، إن الولايات المتحدة بدأت منذ فبراير من هذا العام، بالتحضير لهذه الاختبارات، مما دفع الصين للتأكيد على أن الولايات المتحدة بدأت بالتحضير لاختبارات الصواريخ المحظورة بموجب معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، قبل وقت طويل من انسحابها الرسمي.

 

اختبارات أمريكية جديدة

والأحد، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن واشنطن تخطط لإجراء اختبارات لصاروخين جديدين حتى نهاية العام الجاري، كانا محظوران في إطار معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى.

 

وقال قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية، الفريق الأول سيرغي كاراكاييف: "الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لإجراء اختبارات لصاروخين جديدين بمدى 1000 كيلومتر و3000 كيلومتر حتى نهاية عام 2019 ".

 

وأضاف في حديث لجريدة "كراسنايا زفيزدا" (النجم الأحمر) التابعة لوزارة الدفاع الروسية:"علاوة عن ذلك كوسائل هجومية قصيرة ومتوسطة المدى يمكن تصنيف طائرات بدون طيار، كونه لا أحد اليوم بوسعه، أن يعطي ضمانات بأن تكون هذه المجمعات غير مزودة برؤوس نووية".

 

وعلى الرغم من أنه لا يوجد وصف دقيق للصواريخ الأمريكية المختبرة حتى الآن إلا أن الخبراء يعتقدون أن مرحلة تسريع الوقود الصلب هي Castor IVB  كانت واستخدمت في الصواريخ الأمريكية الباليستية في وقت سابق، والتي، كما أشار الجانب الروسي، يمكن أن تكون نماذج أولية للصواريخ المتوسطة المدى. من الممكن أيضًا استخدام مراحل الوقود الصلبOrion . تم استخدامها في الصواريخ الحاملة Pegasus و Taurus و  Minotaur.

بالإضافة إلى ذلك، ربما يكوم الصاروخ المختبر مجهز برؤوس حربية أحادية الكتلة (MARV) يشبه في مظهره الرؤوس الحربية لصاروخ Pershing II الذي تم التخلص منه بموجب المعاهدة.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد كلف يوم 23 أغسطس 2019، وزارتي الدفاع والخارجية، بتحليل مستوى التهديد الذي تشكله تجارب الصواريخ الأمريكية على روسيا.

 

وحذر مرارا من أن بلاده ستتخذ إجراءات مناسبة حال إقدام الحكومة الأمريكية على تصميم ونشر مثل هذه الصواريخ في أراضي دول العالم، داعيا مع ذلك إلى إجراء مفاوضات حول إبرام معاهدة جديدة لمنع اندلاع سباق تسلح.

 

موقع أمريكا في سباق التسلح
 

تقول الولايات المتحدة إنها ليست لديها خطط وشيكة لنشر صواريخ جديدة تنطلق من البر في أوروبا، إلا أن الصين تؤكد إن التجارب الصاروخية للولايات المتحدة تذكي سباقا جديدا للتسلح والمواجهة، وهو ما سيكون له تأثير سلبي خطير على الأمن الإقليمي والعالمي.

 

ورأت صحيفة "سوهو" الصينية، الأحد، أن السبب وراء تجاهل الولايات المتحدة لخطر انسحابها الجرئ من المعاهدة على المشهد العالمي متعلق بصعود القوى العسكرية الناشئة الذي جعل من الصعب على الولايات المتحدة الحفاظ على تفوقها العسكري من جانب واحد.

 

ولفتت الصحيفة إلى انه على الرغم من أن أمريكا هي القوة العسكرية العظمى الأولى في العالم، إلا أن ميزانيتها العسكرية التي بلغت أكثر من 700 مليار دولار، يستقطع جزء كبير منها للعمليات العسكرية في المناطق الساخنة ، حيث تنشر قواتها في الخارج، مما قلل ميزانتيتها لشراء معدات عسكرية جديدة.

وأكدت الصحيفة" ببساطة لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية توفير أموال إضافية لتطوير أسلحة ومعدات عسكرية بمفهوم جديد، بما في ذلك الأسلحة الفرط صوتية التي تخلفت فيها كثيراً عن الصين وروسيا".

 

وتشير الصحيفة إلى أن طموح وزير الدفاع الأمريكي في تحقيق التوازن مع الصين وروسيا، في مجال الأسلحة الفرط صوتية قوبل بمواجهة  مع رغبات ترامب في تحقيق خطة بناء أسطول البحرية 355.

 

واعتبرت أن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الحد من انتشار الصواريخ متوسطة المدى هي إلى حد كبير إحدى مظاهر الخداع، في محاولة لإخفاء قلقها وعجزها تجاه صعود القوى العسكرية الناشئة.

 

في المقابل، رأت صحيفة "إسبانيول" الأسبانية أنّ أبرز دوافع ترامب للانسحاب من معاهدة الصواريخ متوسطة المدى تكمن في أن هذه المعاهدة كانت تمنعه من تثبيت صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى بالقرب من الأراضي الصينية، حيث من الممكن أن تكون بمنزلة حافز له ضد عدوه التجاري.

 

ولكن من جهة الصين التي لم تلتزم بهذه المعاهدة، فقد عملت على مدار السنوات السابقة على تجميع ترسانة كبيرة من الصواريخ واكتساب نفوذ أكبر في منطقة غرب المحيط الهادي، بحسب الصحيفة.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في 5 أغسطس الماضي، إنّ الولايات المتحدة لا تمتلك أنظمة تشغيلية مشابهة للصواريخ الروسية، ولكن هناك عدد منها قيد التنفيذ، وسوف يستغرق نشر الإصدار الأرضي من صاروخ كروز طراز "توما هوك" نحو 18 شهراً، بينما يحتاج تطوير الصاروخ الباليستي متوسط المدى إلى خمس سنوات على الأقل.

 

وأضافت الصحيفة الأمريكية أنّ واشنطن تجهّز اختبارات لصاروخ "بريسجن سترايك" الجديد، الذي سيكون في نطاق معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، ولكنه لن يكون جاهزاً قبل عام 2023 ، مشيرة إلى أن موقف موسكو مغاير تماماً، حيث يمكنها توسيع نطاق نشر صواريخها بسرعة، وتعمل موسكو على نشر الصواريخ من طراز "إس إس سي 8" بوتيرة بطيئة لكن ثابتة، ويمكن لروسيا، بعد تحريرها من التزاماتها الرسمية بموجب المعاهدة، نشر وحداتها بسرعة أكبر.

 

وبحسب الصحيفة الأمريكية؛ يمكن لروسيا أيضاً إعادة تصنيف الصاروخ "روبيز آر إس 26" في النظام التجريبي الذي اختُبر على نطاق يفوق ما تفرضه معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، مشيرة إلى انه لكي تتجنب انتهاك المعاهدة وصفت موسكو في السابق نظام "آر إس 26" بالصاروخ الباليستي العابر للقارات.

واعتبرت الصحيفة أنه قد يُشكّل أساساً لصواريخ ذات نطاق أقصر إذا رغبت موسكو في تعزيز ترسانتها من القوى النووية متوسطة المدى، دون أن تخضع بذلك لاتفاقية "ستارت" الجديدة الأمريكية الروسية المُنظّمة لأنظمة الصواريخ طويلة المدى.

 

ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية بإجرائها هذه التجارب تضع العالم أمام مخاطر جمّة في ضوء الخلفيات السياسية والاستراتيجية التي تحكم الموقفين الأمريكي والروسي، فالولايات المتحدة تعتبر روسيا عدواً تاريخيا لها ، وروسيا تسعى إلى الانتقام من مرحلة الإهمال والاحتقار اللذين عاملتها بهما الولايات المتحدة طوال العقود الماضية، واستعادة دورها في القرار الدولي وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط الذي أصبحت تدير من خلاله حرب نفوذ مع الدولة التي ترى أنها قوى عظمى في العالم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى