وسط تحذير دولي من تحويلها إلى «حمام دم».. هل ينتحر حفتر على أسوار طرابلس؟

[real_title] بعد ساعات من إعلانها "حالة النفير ورفع أقصى درجات الاستعداد والتأهب الأمني"، حذرت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً من دخول قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى طرابلس، في الوقت الذي حذرت الأمم المتحدة من "وقوع حمام دم إن حدث ذلك".

 

وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي، محمد طاهر سيالة، إنه "مع تدخل روسيا الأخير في ليبيا من المحتمل أن يتمكن اللواء المتقاعد خليفة حفتر من الدخول إلى طرابلس".

 

وأضاف سيالة، في حوار أجرته معه صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية، الاثنين، أن التصعيد الجاري في ليبيا هو "بسبب دعم المرتزقة الروس لخليفة حفتر في قصف طرابلس بشتى الوسائل"، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين ومغادرة الآلاف من المهاجرين إلى السواحل الأوروبية.

 

وأردف سيالة قائلاً: "أنا أعيش في طرابلس، ويعتقد الكثيرون أنه لا توجد إمكانية للسيطرة عليها، لكن الفوضى من الممكن أن تزيد من سوء الأحوال في المدينة، ولذلك فإن عامة الناس بالمدينة يتساءلون الآن: لماذا لا يقوم المجتمع الدولي الذي عمل على حماية المدنيين في عام 2011 بالشيء نفسه الآن؟".

وبيّن سيالة أنه "لا يمكن التعويل على ما يعلنه الروس بشأن دعمهم لمبادرات الأمم المتحدة، لأن المشكلة تكمن في المراوغة الروسية، فموسكو تعلن عن شيء وتقوم بأمر آخر مختلف تماماً".

 

وتابع: "أعتقد أن لليبيا أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا، فهم يريدون وضع أقدامهم على أراضينا، وربما يعملون على استراتيجية لا يمكن تفعيلها الآن ولهذا فإن تكتيكاتهم ترى في الوقت الحالي استخدام المرتزقة فقط".

 

إحباط محاولة فاشلة

وتأتي هذه التصريحات عقب يوم من إعلان الحكومة الليبية، الأحد، أنها أفشلت مخططاً لقوات متعددة الجنسيات موالية لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر دخول العاصمة طرابلس الجمعة الماضي.

 

وقال المتحدث باسم قوات الحكومة الليبية، محمد قنونو، في بيان: "وصلتنا الأيام الماضية معلومات تفيد بأن القوات المتعددة الجنسيات تخطط لدخول طرابلس الجمعة".

 

وأكد أن قواته تمكنت "من امتصاص الصدمة، واحتوت المسلحين في جيب صغير، قبل أن تشن هجوماً عكسياً وتصعق الواهمين".

 

وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل الماضي، هجوماً متعثراً للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق، في حين تتصدى الأخيرة لهذا الهجوم بعملية عسكرية سمتها "بركان الغضب".

من جهتها، نشرت عملية "بركان الغضب" التابعة للجيش بقيادة حكومة الوفاق، منتصف ليل البارحة، صور أسلحة مختلفة، قالت إن "فرقة الإسناد الأمني الأولى التابعة لمديرية أمن مدينة الزاوية سيطرت عليها عقب مداهمتها لمعسكر جنوبي الزاوية توجد به خلايا تابعة لمجرم الحرب المتمرد حفتر".

 

وأكدت العملية أن الخلية كانت تنوي زعزعة الأمن والاستقرار داخل العاصمة، مضيفة أن عملية المداهمة تم خلالها "ضبط مركبة آلية، كما ضبط ثلاثة من أفراد الخلية وإحالتهم لجهات الاختصاص".

 

وقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن مصادرها أن مسئولين مقربين من حفتر أبلغوا البعثة الأممية في ليبيا بأن "حفتر سيدخل طرابلس قبل الاجتماع التحضيري لمؤتمر برلين في العاشر من ديسمبر الجاري"، وأنه يرفض الحل السياسي ويتمسك بالحل العسكري "حتى لو تم تدمير طرابلس بالكامل.

 

ومن جانبه، كشف برلماني مقرب من قيادة حفتر، مفضلًا عدم نشر اسمه، عزم الأخير تنفيذ خطط من شأنها تأليب خلايا نائمة بالمدن التي تسيطر عليها الحكومة، مشيرا إلى أن حفتر يريد إيهام الرأي العام بأن عمليته العسكرية وصلت إلى مراحلها الأخيرة.

 

البرلماني في تصريحات صحفية إن "حفتر في وضع عسكري وسياسي حرج لا يمكنه التراجع"، مؤكدا أنه "ينفذ عملية انتحارية فإما أن ينتصر ويسيطر على طرابلس أو أن ينتهي سياسيا وعسكريا".

 

وأوضح أن "اتفاق الحكومة مع تركيا (وقعتا مذكرتي تعاون أمني وبحري) ونجاح الأخيرة في الدفاع عنه دوليا أثرا بشكل كبير على وضعه السياسي والعسكري أيضا، خصوصا مع وجود ميل أميركي وأوروبي جديد لصالح الحكومة بعد فشله في تنفيذ وعوده لحلفائه بإقصائها من المشهد والسيطرة على طرابلس خلال أسابيع"، كاشفا أن "حفتر أعطي أربع فرص لإنهاء عمليته العسكرية في طرابلس من قبل حلفائه".

 

تحذير أممي

من جهته لم يستبعد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، من "احتمال دخول مفاجئ لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر للعاصمة الليبية طرابلس".

 

وحذر "سلامة" من أن عملية دخول حفتر لطرابلس ستؤدي "إلى حمام دم وحرب شوارع رهيبة، مع احتمال وقوع مجازر لا توصف، ودمار في قلب المناطق الحضرية بالمدينة"، مطالباً بالتحرك بسرعة فائقة لفرض مسار السلام ووقف الحرب على الفور.

 

ولفت سلامة بالقول: "لسوء الحظ أنا لا أستبعد أن تغيّر الحرب الدائرة في طرابلس الآن السيناريوهات المطروحة بسرعة كبيرة، وأن تعمل على شل جهود الأمم المتحدة الرامية للوصول إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا".

 

ومن جانبه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، عن استعداد بلاده لإرسال عسكرييها إلى ليبيا، في حال طلبت حكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دولياً ذلك.

 

وقال أردوغان، في حديث لقناة "تي آر تي" التركية: "إذا أرادت ليبيا ذلك، فإن تركيا ستتخذ قراراً بشكل مستقل، ونحن لن نطلب إذناً من أحد بهذا الشأن، وتركيا مستعدة لتقدم أي دعم لليبيا".

 

وأردف أردوغان أنه يرغب في إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل لقائهما المزمع عقده في إسطنبول يوم 8 يناير المقبل، ليبحث معه الوضع في ليبيا.

 

وأعرب أردوغان عن أمله بأن "يعيد بوتين نظره" بشأن خليفة حفتر، حسب قوله، محذراً من أن ليبيا قد تتحول إلى "سوريا أخرى" إن لم يحدث ذلك.

 

ولفت إلى أن تركيا وليبيا يمكن أن تقوما بعمليات استكشاف مشتركة في شرق البحر المتوسط، معتبراً أن اتفاقية بلاده مع الحكومة الليبية المعترف بها دولياً تحافظ على حقوق الدولتين وأرسل نصها للأمم المتحدة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى