تركيا غاضبة بسبب قناة الجزيرة.. هل يتصدع تحالف أردوغان وتميم؟

تركيا غاضبة بسبب قناة الجزيرة.. هل يتصدع تحالف أردوغان وتميم؟
تركيا غاضبة بسبب قناة الجزيرة.. هل يتصدع تحالف أردوغان وتميم؟

[real_title] منذ بداية عمليتها العسكرية في سوريا، لم تبد تركيا أي تسامح مع أي انتقاد لتحركاتها هناك، وواجهت أنقرة بشراسة أكبر حملة انتقادات دولية واجهتها منذ عقود، كانت وسائل الإعلام في قلبها، لكن كان من الغريب أن تأتي إحدى الضربات للأتراك من قناة "الجزيرة" القطرية، لتثير تساؤلات حول إمكانية وجود توتر بين الحليفين اللذين يتمتعان الآن بعلاقة شديدة الترابط، منذ اختيار قطر المضي قدما في سياسة التقارب مع تركيا، على حساب محيطها العربي والخليجي.

 

وفي 4 نوفمبر الجاري، نشرت صحيفة "ديلي صباح"، وهي صحيفة يومية ناطقة باللغة الإنجليزية مؤيدة للحكومة في تركيا، مقالة افتتاحية قاتمة بعنوان: "الجزيرة الإنجليزية.. تهديد للتحالف التركي القطري".

 

القصة أن قناة "الجزيرة الإنجليزية" بثت تقارير انتقدت توغل تركيا العسكري الأخير في شمالي سوريا، المعروف باسم عملية "نبع السلام"، ومن ثم فقد رأت "ديلي صباح" أن القناة عرّضت مستقبل التحالف التركي القطري للخطر.

 

ولإنقاذ هذا التحالف، طالبت الافتتاحية التركية الشبكة "بتطهير نفسها من جميع الأفراد الذين يسعون إلى تسميم هذا التحالف وراء ستار الصحافة المستقلة".

 

وفي تهديد واضح، قالت هيئة تحرير الصحيفة أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، فلن يكون لدى تركيا "أي سبب لدعم الدوحة".

 

صوت أردوغان

 

وبالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين الحكومة التركية وصحيفة "ديلي صباح"، وسيطرتها على البيئة الإعلامية الأوسع في تركيا، من غير المرجح أن تكون مثل هذه الافتتاحية الغاضبة، التي تهدد قطر، الدولة العربية الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا تزال حليفة لتركيا، بشكل مباشر قد تم نشرها دون ضوء أخضر من الرئاسة التركية رأسا.

 

ومع ذلك، ما زال من السابق لأوانه القول بأن التحالف التركي القطري يواجه تهديدا وجوديا، وفقا لرأي البروفيسور "بيرول باسكان"، الأستاذ بجامعة جورجتاون قطر.

 

وليست المشكلة مستعصية، ولدى قطر أسباب قوية لعدم تقويض علاقاتها مع تركيا، وقد استثمرت البلاد بكثافة بالفعل في الاقتصاد التركي، وهي تحتاج إلى تركيا لموازنة قوتها أمام جيرانها الأكبر، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

 

وخلال العملية العسكرية التركية، برزت قطر كواحدة من الدول القليلة التي دعمت التوغل العسكري لتركيا في شمالي سوريا.

 

ومباشرة، بعد أن بدأت تركيا العملية، أعلن "تميم بن حمد آل ثاني"، أمير قطر، دعم بلاده للأتراك، في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".

 

كما أعرب وزير خارجية قطر، "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني"، عن دعمه للعملية، حتى أنه أعلن أن وحدات حماية الشعب فرع من حزب العمال الكردستاني، الذي وصفه بأنه "جماعة إرهابية سرية".

 

وهكذا، تحدت قطر الجامعة العربية، التي أدانت العملية العسكرية التركية ووصفتها بأنها "غزو لأراض دولة عربية وعدوان على سيادتها".

 

طعنة "الجزيرة"

           

ومع ذلك، لم يكن دعم قطر العلني كافيا لتركيا، ولم تدرك القيادة القطرية أن تركيا لم تكن تقوم بعملية عسكرية فحسب، بل كانت تواجه أيضا أزمة علاقات عامة دولية كبرى، ربما كانت الأسوأ في تاريخها.

 

وفي جميع وسائل الإعلام الدولية الرائدة، فإن من تم دعمه بقوة لم يكن تركيا عضو الناتو، بل القوات الكردية.

 

وتم تصوير قرار "ترامب" بمنح الضوء الأخضر للعملية التركية على نطاق واسع على أنه خيانة للأكراد، وأنه تحرك من شأنه أن يسرع من عودة ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي، بينما تم اتهام تركيا بتنفيذ عمليات تطهير عرقي ضد الأكراد وإساءة معاملة الاجئين السوريين.

 

ونظرا للصلة القوية التي طورتها تركيا مع قطر، توقعت أنقرة من الدوحة تعبئة قوتها الإعلامية لتوفير الدعم، وخاصة قناة "الجزيرة الإنجليزية"، التي كان يمكنها التعبير عن مخاوف تركيا المشروعة ونقلها إلى المجتمع الدولي الناطق باللغة الإنجليزية.

 

ولكن هذا لم يحدث، وبدلا من ذلك، وفقا لمقال صحيفة "ديلي صباح"، نشرت قناة الجزيرة الإنجليزية "دعاية معادية لتركيا.

 

وقالت الصحيفة التركية إنه "تحت ذريعة الصحافة المستقلة والموضوعية، استسلمت الشبكة للتحيز والأخبار المزيفة لتصوير الإرهابيين المعروفين والهاربين من القانون على أنهم ناشطون مضطهدون".

 

ومع ذلك، من الصعب تصديق أن القيادة القطرية كانت تشجع "الجزيرة الإنجليزية" على تغطية العملية العسكرية التركية بهذه الطريقة، ففي حين أن لدى القيادة القطرية خطوطا حمراء معينة، وبالطبع فإن "الجزيرة الإنجليزية" حريصة على عدم عبورها، إلا أن مشاعر تركيا لم تكن من بينها.

 

وفي الواقع، بدا أن افتتاحية صحيفة "ديلي صباح" تدرك ذلك، فلم تتهم القيادة القطرية مباشرة، بل "مجموعة صغيرة من الناس" داخل الشبكة، وطالبت بطردهم.

 

المتوقع الآن هو أن تبادر القيادة القطرية بخطوات لتهدئة غضب الدوائر التركية، رغم تأكيد الدوحة بأنها لا تتدخل في سياسات قناة "الجزيرة"، فهل تكون الأخيرة – للمفارقة – سببا في أزمة جديدة لقطر؟

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى