أزمة معقدة وحرب فتّاكة.. تحرك كويتي يمنح اليمنيين بارقة أمل

أزمة معقدة وحرب فتّاكة.. تحرك كويتي يمنح اليمنيين بارقة أمل
أزمة معقدة وحرب فتّاكة.. تحرك كويتي يمنح اليمنيين بارقة أمل

[real_title] جدَّدت الكويت، مساعيها الدبلوماسية الهادفة إلى التوصُّل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية المستعصية، التي اندلعت في صيف 2014، عندما انقلبت مليشيا الحوثي على سلطة صنعاء الشرعية، وأشعلت حربًا عبثية طالت الأخضر واليابس.

 

الكويت كانت قد استضافت مشاورات سلام يمنية برعاية الأمم المتحدة في إطار المساعي الدولية لإنهاء هذه الأزمة في الفترة ما بين 21 أبريل 2016 وعلى مدى أكثر من ثلاثة أشهر، وقد تمّ تعليقها في السادس من شهر أغسطس من العام نفسه دون التوصل إلى نتائج ملموسة، إلا أنّ جدّدت جهودها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عُقدت مؤخرًا.

 

رئيس الحكومة الكويتية الشيخ جابر المبارك الصباح قال في كلمة بلاده أمام الجمعية العامة، إنّ بلاده تعرب عن استعدادها لاستضافة "اليمنيين" لعقد جولة مشاورات أخرى في دولة الكويت تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

وصرّح المبارك بأنّ استمرار الأزمة اليمنية يبقى علامةً بارزةً على واقع كيفية التعاطي مع قرارات ومخرجات مجلس الأمن ذات الصلة، وأضاف: "رغم عودة استئناف المفاوضات بين أطراف الأزمة والتوصل إلى اتفاق استوكهولم نهاية العام الماضي إلا أنَّ الجمود واستمرار حالة عدم التنفيذ ظل هو المسيطر على المشهد".

 

وأكّد موقف الكويت أنه لا حل عسكريًّا لهذه الأزمة، مشيرًا إلى دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة في تيسير العملية السياسية، وأكّد أن الحوار الذي تدعمه الكويت مبني على المرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 2216، لإنهاء هذه الأزمة وبما يحافظ على أمن واستقرار اليمن ووحدة أراضيه.

 

كما دعا النظام الإيراني لاتخاذ تدابير جادة لبناء الثقة للبدء في حوار مبني على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتخفيف حدة التوتر في الخليج والحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وبما يساهم في إرساء علاقات قائمة على التعاون والاحترام المتبادل وبما يعكس التطلعات المستقبلية لجميع دول المنطقة في حياة يسودها الأمن والاستقرار وبما يحقق الرخاء والتنمية لشعوبها.

 

حديث الكويت عن استضافة محادثات يمنية ربما تُقرأ على أنّها إعلان فشل وإن كان بشكل غير مباشر، لاتفاق السويد الذي تمّ التوصُّل إليه في العاصمة ستوكهولهم، ما يعني رجوعًا خطوات إلى الوراء، لكنّ هذه الخطوات لا يمكن اعتبارها كبيرة لأنّ اتفاق السويد من الأساس لم يُفضي إلى نتائج ملموسة.

 

وبينما نُظر إلى هذا الاتفاق بأنّ خطوة أولى على سلم حل الأزمة المستعصية، إلا أنّ أكثر من سبعة آلاف خرق ارتكبته المليشيات الحوثية على بنود هذا الاتفاق أجهضت فرص التسوية السياسية وقضت على أي آمال بوقف الحرب والتحرُّك على طريق السلام.

 

ومع "موت" اتفاق السويد إكلينيكيًّا، ينتظر ملايين اليمنيين بفارغ الصبر أي حلحلة سياسية توقف معاناة المدنيين وتقضي على ويلات الحرب التي ألمت بالجميع.

 

وكشفت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها الأسوأ عالمياً، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

 

ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.

 

وأشارت نتائج التقييم الطارى للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.

 

وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا"

أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

 

ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.

 

وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.

 

كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).

 

في الوقت نفسه، كشفت منظمة الصحة العالمية أنّ سوء التغذية الحاد الكلي يكون مقبولاً عند أقل من 5٪ وضعيفًا، دون نسبة 10٪ وطارئًا عند أكثر من 15٪.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى