انفصال جنوب اليمن.. فوائد للإمارات وإيران لكن هناك ثمن

انفصال جنوب اليمن.. فوائد للإمارات وإيران لكن هناك ثمن
انفصال جنوب اليمن.. فوائد للإمارات وإيران لكن هناك ثمن

[real_title] بعد التطورات الميدانية الأخيرة في السعودية بات واضحا أن التصعيد الإيراني المباشر أو عبر الوكلاء الإقليميين ضد الرياض لم يكن هدفه الوحيد الإضرار بالسعودية كدولة محورية بالمنطقة، ولكن أيضا شرخ تحالفاتها الإقليمية في أحد أكثر أماكنها قوة.

 

نتحدث هنا عن التحالف السعودي الإماراتي، وفي الواقع يرى محللون أن التصعيد الحوثي والإيراني الأخير ضد السعودية دفع الإمارات إلى المضي قدما في تعزيز استراتيجيتها الجديدة في اليمن، المتمثلة في التخفف من مواجهة الحوثيين، مقابل محاولة ضمان مكاسب إقليمية، عبر دعم انفصال الجنوب اليمني.

 

الثمن هنا، بالنسبة لأبوظبي، يتعدى مسألة توتر محتمل للعلاقة مع الرياض، فالبديل أمام الإماراتيين، في حالة الاستجابة للرغبة السعودية حاليا بالانخراط أكثر في محاولة تأديب الحوثيين في اليمن، سيكون استهدافا حوثيا للمدن الإماراتية.

 

خصوصية الإمارات

 

وواقعيا، فإن قدرة الإمارات على تحمل هجمات حوثية، شبيهة بتلك التي شنتها الجماعة المدعومة إيرانيا على السعودية، تبدو أقل كثيرا، قياسا إلى طبيعة الإمارات كدولة قائمة على تدفق الاستثمار الأجنبي، لاسيما في دبي، التي تعد شريان الإمارات الاقتصادي الأهم، وبطبيعة الحال فإن الاستثمارات الأجنبية شديدة الحساسية لأية تطورات أمنية سلبية.

 

السعودية، تبدو في وضع مختلف، حيث لا تزال تعتمد على الثروة النفطية الهائلة لها، وبالتالي فإن التطورات الأمنية السلبية بيد الحوثيين أو إيران لن تضر الاقتصاد السعودي كثيرا، وذلك بالطبع قبل أن تغير إيران المعادلة، مؤخرا، وتبدأ مباشرة في استهداف شريان الحياة السعودي الأكبر.. النفط.

 

ووفق تحليل نشره موقع "ستراتفور"، قبل ساعات، فبينما تستمر السعودية في الضغط على الحوثيين على نطاق واسع، قرر الإماراتيون، على ما يبدو من جانب واحد، خفض هذا الجهد لصالح الحفاظ على نفوذهم في جنوب اليمن، وخاصة في الموانئ الرئيسية مثل عدن.

 

ولا تزال الدولتان - نظريا - متحالفتان في القتال ضد الحوثيين، بهدف استعادة سلطة "هادي" المدعومة من الأمم المتحدة، لكن أبوظبي تعمل أيضا على تحديث استراتيجيتها الإقليمية بحيث تشمل التركيز بدرجة أقل على التهديد الحوثي في ​​اليمن وبدرجة أعلى على تعزيز مكاسبها من خلال وكلاء مثل المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وبعد ضرب القوات المتحالفة مع "هادي" دعما للمجلس الانتقالي الجنوبي في 29 أغسطس الماضي، أعلن الإماراتيون على الفور وبشكل علني مسؤوليتهم عن الهجوم.

 

وأظهرت هذه الخطوة تعزيز موقف المجلس الجنوبي يعد الآن هدفا أكثر أهمية لأبوظبي من دعم حكومة يمنية شرعية وموحدة، على الأقل في ظل إدارة "هادي"، التي تمتلك علاقة متوترة مع الإمارات.

 

ويرى تحليل "ستراتفور" أنه في هذه الأثناء، ظل الوضع العسكري ضد الحوثيين في اليمن راكدا إلى حد كبير منذ أن شنت الإمارات هجوما عام 2018 ضد مدينة الحديدة الساحلية.

 

تخفيف جبهة الحوثيين

 

نتيجة لذلك، رأت الإمارات أن حشد قواتها على الخطوط الأمامية ضد الحوثيين لم يحقق الكثير من المكاسب خلال العام الماضي، في الوقت الذي طور فيه الحوثيون قدرات قد تمكنهم من ضرب الداخل الإماراتي حال أرادوا ذلك.

 

هذا كله بخلاف الضغوط الغربية المتزايدة على الإمارات والسعودية لإنهاء تورطهما في الحرب الأهلية في اليمن.

 

وبالتالي، رأت أبوظبي أن مخاطر استمرار حملتها العسكرية ضد الحوثيين تفوق بكثير الفوائد المنتظرة من هذه الحملة.

 

لكن هذا لا يعني أن الإمارات ستتخلى عن اليمن تماما، أو أنها ستتخلى عن المكاسب التي حققتها هناك.

 

ويشير دعمها المستمر للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى أنها تخطط لتعزيز تلك المكاسب والتحوط لرهاناتها في المستقبل.

 

ما الثمن؟

 

ترى "ستراتفور" أن تحول الإمارات تجاه دعم جنوب اليمن، أتي مصحوبا بمجموعة من المخاطر الأمنية التي لا يمكن تجاهلها، حيث سيستفيد الحوثيون المتمركزون في الشمال من القتال بين قوات "هادي" وقوات المجلس الانتقالي من أجل تعزيز نفوذهم. ومع تركيز الحكومة اليمنية والسعودية جزئيا على التخفيف من التحدي الذي يمثله المجلس الانتقالي في عدن، سوف يتم تقليص الموارد المخصصة للحرب ضد الحوثيين، ما يترك للمجموعة المتمردة فرصة كبيرة لدحر التحالف في بعض المواقع العسكرية.

 

لكن الحوثيين ليسوا وحدهم الذين يستفيدون من هذا الوضع، حيث يعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي عدوا قويا للجهاديين اليمنيين، بمن فيهم أولئك المرتبطون بتنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية".

 

ومع انشغال المجلس الانتقالي بمحاربة القوات الموالية لـ "هادي" فإنه سيضطر لتقليص الموارد الموجهة لمحاربة الجهاديين.

 

ووسط المزيد من الصراعات الداخلية، سوف يشعر بعض اليمنيين بخيبة أمل التي قد تدفعهم للانضمام إلى الجماعات الجهادية.

 

وفي الواقع، وبمنطقة مليئة بالفعل بالنزاعات الحدودية، يعد تقسيم اليمن عملية صعبة البيع من وجهة نظر عالمية، لاسيما إن ترتب عليها ازدهارا للجماعات الجهادية، عندها قد ترى الولايات المتحدة أن فاتورة جديدة برزت يتوجب دفعها، وعندما يتعلق الأمر بالتنظيمات الجهادية مثل "القاعدة" و "الدولة الإسلامية"، سيكون هناك تبديل لأولويات الأجندة الإماراتية في اليمن، بضغط أمريكي وغربي.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى