بعد ويلات الحرب والمجاعة والكوليرا.. حشود الجراد تفتك باليمن

[real_title] مع استمرار الحرب في اليمن ،الذي كان سعيد يومًا ، وتوقف معظم برامج الأمم المتحدة الإغاثية انتشرت المجاعة وحصد وباء الكوليرا الآلاف ، فيما تزحف أسراب الجراد الضخمة لتأكل الأخضر واليابس .

 

وبعد معاناة لخمسة أعوام تحت ويلات الحرب ، وفيما يشهد الجنوب اليمني اشتباكات ومعارك بدأت خلال الأسابيع الأخيرة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات وقوات الحكومة الشرعية، يقف اليمن على شفا أزمة كارثة جديدة.

 

وأعلنت الأمم المتحدة ،الثلاثاء، أنه من المتوقع أن يواجه اليمن أسرابا ضخمة من الجراد خلال الأشهر المقبلة بسبب عرقلة الحرب هناك إجراءات مكافحة الحشرات.

 

أسراب الجراد الضخمة

 

وإذا سُمح للجراد بالتكاثر في ظروف مواتية فيمكن أن يشكل أسرابا ضخمة تأتي على الأشجار والمحاصيل في مناطق شاسعة فيما يشكل تهديدا بصفة خاصة لليمن حيث يواجه ملايين خطر الجوع، حسب "رويترز".

 

وقالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إن الوضع في المنطقة مقلق لكنه أكثر خطورة في اليمن وباكستان والهند ومرشح للتفاقم في إثيوبيا وإريتريا.

وقال كيث كريسمان الخبير في الجراد بالمنظمة لـ"رويترز" "اليمن أحد بلدان خط مواجهة رئيسي للجراد الصحراوي بسبب مناطق تكاثره الشتوي على امتداد سواحل البحر الأحمر وخليج عدن، التي كانت مصدر أوبئة مدمرة في الماضي".

 

وأضاف أن معدات ضرورية، مثل المركبات رباعية الدفع، تعرضت للسرقة والضياع على مدى سنوات الحرب الأربع مما جعل عمليات مراقبة أو مكافحة الجراد مستحيلة عمليا.

 

وكان من المرجح أن تستمر أسراب الجراد في التكاثر داخل اليمن لمدة شهر أو شهرين لكن الأمطار في فصل الشتاء قد تكون سببا في وجود ثلاثة أجيال من الجراد بحلول شهر مارس.

 

وقال كريسمان "مع الوضع في الاعتبار أن الأعداد الحالية للجراد أكبر من المعتاد في هذه المنطقة، فهناك احتمال كبير لزيادة التفشي هذا العام وسيكون على البلدان المتضررة الاستعداد واتخاذ الإجراءات اللازمة".

 

وتستطيع أسراب الجراد المكتمل النمو التحليق لمسافة تصل إلى 150 كم في اليوم الواحد مع اتجاه الرياح كما يستطيع هذا الجراد المكتمل النمو استهلاك قدر وزنه تقريبا من الأغذية الطازجة يوميا.

 

وكان رئيس فريق المسح الميداني في مركز مكافحة الجراد الصحراوي التابع لوزارة الزراعة، أمين الزرقة قد قال في وقت سابق، إن "أسراباً من الجراد الصحراوي وصلت إلى بعض مناطق السهل التهامي، وبدأت بالنمو والنضج الجنسي وتتهيأ للزواج وغرس البيض، ما يُنذر بكارثة تهدد الأمن الغذائي في اليمن، في حال عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة  لمكافحتها".

 

المجاعة في اليمن

 

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أنها ستضطر لإيقاف 22 برنامج مساعدات "لإنقاذ الحياة" في اليمن خلال الشهرين المقبلين إذا لم يتم دفع ما يزيد على مليار دولار كانت الدول المانحة تعهدت بدفعها.

 

وكانت الدول المانحة تعهدت في فبراير الماضي بقديم 2.6 مليار دولار لمساعدة اليمن، لكن حسب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي Lise Grande فإن المنظمة لم تحصل إلا على أقل من نصف هذا المبلغ.

 

وبتوقف الدعم ينتهي حتى قبل أن يبدأ مشروع بناء 30 مركزا جديدا للتغذية العلاجية، فيما أغلقت 14 دارا آمنة وأربعة مرافق متخصصة للصحة العقلية للنساء، بالإضافة إلى إغلاق محطة لمعالجة المياه المستخدمة لري الحقول الزراعية أبوابها في يونيو.

 

وفي هذا الصدد، تحمل "إمباكت الدولية" السعودية والإمارات "مسئولية مضاعفة" بشأن ضرورة توفير الموازنات اللازمة للأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة في تقديم الدعم الإنساني للمدنيين في اليمن.

 

وتكشف المنظمة أن السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن منذ مارس 2015 ضد "انقلاب الحوثيين" و"شريكتها" الإمارات تعهدتا بمساعدات لليمن تصل إلى 1.5 مليار.

 

إلا أن المبلغ الذي وفت به السعودية لم يتجاوز 127 مليون دولار، كما لم تدفع الإمارات لم تدفع حتى الآن سوى 16 مليون دولار فقط من المبلغ الذي تعهدت به، وفق المنظمة الدولية الحقوقية.

 

وشددت إمباكت على أنه من غير المقبول أن تتجاهل حكومات العالم الوضع في اليمن بينما يشارف ملايين على الوقوع في مجاعة محتومة، وكارثة إنسانية تهدد كافة قطاعات الدولة ومدنييها.

 

الكوليرا تفتك بالآلاف

 

وبالتزامن مع مخاوف انتشار الجراد ، قال محققو الأمم المتحدة أن أطراف النزاع في اليمن منعت تقديم العلاج للمصابين بمرض الكوليرا.

 

وقدم محققو الأمم المتحدة ، الثلاثاء ، قائمة سرية بأسماء مشتبه بهم في جرائم باليمن لمفوضة حقوق الإنسان مؤكدين أن الضربات التي نفذها التحالف بقيادة السعودية باليمن وأساليب التجويع تصل لحد جرائم الحرب.

 

وأشار محققو الأمم المتحدة إلى أن الحوثيين قصفوا مدنا باليمن استخدموا  أساليب أشبه بالحصار ما قد يمثل جرائم حرب وقالوا أن هناك من فقد حياته في اليمن خلال فترة اعتقاله.

 

وأضاف محققو الأمم المتحدة: "سنقدم خلاصة تقريرنا لمجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية، و اليمن يشهد كارثة إنسانية و 80 في المائة من اليمنيين يعتمدون على المساعدات للعيش".

 

وتابع  محققو الأمم المتحدة: "حان الوقت لنعطي الأولوية لسلامة وأمن المدنيين في اليمن و ندعو المجتمع الدولي إلى مواصلة الجهود حتى تتقدم عملية السلام في اليمن".

 وبحسب الأمم المتحدة، شهد اليمن وفاة 773 شخصاً وإصابة 536 ألف حالة بالكوليرا، منذ بداية العام 2019، ربع حالات الإصابة من الأطفال.

 

وقال بيان مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية، صدر نهاية الشهر الماضي، تم تنفيذ حملة التطعيم الفموي ضد الكوليرا، استمرت 6 أيام، واستهدفت حوالي 400 ألف شخص، بما في ذلك نحو 65 ألف طفل دون سن الخامسة، في محافظات عدن والضالع وتعز (جنوب اليمن).

 

وأشار البيان إلى أن "الأشهر القليلة الأولى من عام 2019، شهدت زيادة في الحالات المسجلة للإسهال المائي الحاد في أكثر من 95% من المديريات في كافة أنحاء اليمن".

 

وأضاف: "جرى في الفترة من يناير وحتى نهاية يوليو 2019 تسجيل ما يقرب من 536 ألف حالة مشتبه فيها، و773 حالة وفاة ناجمة عنها، ويمثل الأطفال دون الخامسة رُبع جميع حالات الإصابة المشتبه فيها".

 

وأفاد البيان أن وباء الكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن، تسبب منذ أبريل 2017 بحوالي 2 مليون حالة مشتبه فيها، و3500حالة وفاة ناجمة عنها، فيما سُجل ما يقرب من ثلث تلك الحالات في الأطفال دون سن الخامسة بما في ذلك 711 حالة وفاة ناجمة عنها.

 

وحذر البيان من أن تفشي الكوليرا في اليمن، مازال يمثل حالة الانتشار الأكبر للوباء في العالم.

 

وكانت مصادر طبية في صنعاء، اتهمت ميليشيا الحوثي الانقلابية، بالتسبب مجددا في عودة وباء الكوليرا للمدينة ومختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها بسبب إهمال سلطات الجماعة ومساهمتها في تدمير شبكات الصرف الصحي وسرقة المعونات الطبية الدولية.

 

كما يتهم خبراء الإصحاح البيئي جماعة الحوثيين بتدمير شبكات الصرف الصحي في صنعاء، وهو ما ساهم في طفح مياه المجاري إلى الشوارع الرئيسية متسببا في توفير بيئة مناسبة لتفشي الوباء.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى