بعد 4 سنوات حرب.. ما حقيقة تنسيق الحوثي مع الإمارات في اليمن؟

[real_title] تزامنا مع انسحابات أبو ظبي من بعض مناطق القتال في اليمن، كثرت الأحاديث خلال الأيام الماضية في أوساط اليمنيين عن فتح الإمارات قنوات اتصال وتفاهمات مع جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع زيارة وفد إماراتي لطهران ولقاء مسؤولين إيرانيين للتباحث حول التعاون الأمني في الحدود وحماية الملاحة في المياه الخليجية.

 

وسبقت تلك الأحاديث تصريحات لنعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، كشف فيها عن وجود اتصالات وتنسيقات غير مباشرة بين الحوثيين والإمارات خصوصا فيما يتعلق بالانسحاب من الحديدة، وقال إن هناك تعاونا استخباراتيا ولقاءات دورية مع الجانب الإيراني أيضا".

 

وفي تصريح آخر أفاد مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود الواعظي الأربعاء الماضي بأن أبو ظبي في طور إعادة النظر في سياساتها المتشددة بحرب اليمن وتغير تموضعها العسكري، وقال إنها تحاول التمايز عن السعودية لاتخاذ موقف مختلف فيما يخص اليمن.

وقال القيادي البارز في جماعة الحوثي محمد علي البخيتي وهو عضو في المكتب  السياسي الأعلى إنهم منفتحون على كل الدول بما فيها السعودية، وفيما يتعلق بوجود اتصالات بينهم وبين الإمارات رد البخيتي قائلا "هذا الأمر لا أنفيه ولا أؤكده".

 

ولفت البخيتي في تصريحات صحفية إلى أنه ليس هنالك من أحد ينتظر أن تقابل حكومة صنعاء -تابعة للحوثيين- أي خطوة إيجابية من قبل الإمارات بموقف سلبي سواء فيما يتعلق بتغيير موقفها تجاه اليمن أو حتى تجاه إيران، ولكن ذلك لا يعني الرهان على صحوة ضمير الإمارات بحسب البخيتي.

 

كما قال القيادي البخيتي، إنهم قرروا تجميد الهجمات ضد الإمارات بعد تغيير وصفه بالملموس في موقف أبو ظبي السياسي والعسكري.

وفي الاتجاه ذاته، أوضح القيادي في الجماعة علي القحوم، وهو أيضا عضو المكتب السياسي الأعلى للحوثيين، أن دول العدوان -يقصد السعودية والإمارات- وصلت إلى مرحلة الفشل والتخبط والعجز وباتت حربها على اليمن بلا أفق وطال أمدها وتكبدت خسائر كبيرة، وقد خابت آمالها وأصبح معسكرها في حالة من التفكك والتشرذم.

 

ويؤكد القحوم أن هناك مراجعة للحسابات والإدراك بضرورة الحوار والعودة إلى الطاولة كخيار أجدى وأفضل، بعد أن أدركت تلك الدول أن الحل في اليمن يكمن في الحوار والتفاهم والجلوس على طاولة مشتركة.

 

وبحسب القحوم فإن ذلك يعود إلى صمود الشعب اليمني، مضيفا أن استمرار الإمارات ومعها السعودية في العدوان هو حالة من المكابرة والغطرسة وعدم الاعتراف بالحقيقة المرة التي تجلت بعد خمسة أعوام من الحرب، وهي أن اليمن عصي على الاحتلال أو الخضوع.

يذكر أن تحالفا عسكريا تقوده السعودية يقوم، منذ 26 مارس 2015، بعمليات عسكرية لدعم قوات الجيش اليمني الموالية لرئيس البلاد عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" في كانون الثاني/يناير من العام ذاته.

 

وبفعل العمليات العسكرية، التي تدور منذ مارس 2015، يعاني اليمن حالياً أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فبحسب الأمم المتحدة قتل وجرح آلاف المدنيين ونزح مئات الآلاف من منازلهم، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي 75 بالمئة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.

 

وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدن اليمن  بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من 4 سنوات، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".

 

وتصاعدت الحرب بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس 2015، عندما هرب هادي إلى السعودية وتدخل التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن.

 

وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل تحالف عسكري بقيادة السعودية بالنزاع في مارس 2015، بحجة دعم حكومة هادي.

 

ومنذ ذلك الحين، قتلت الحرب قرابة عشرة آلاف شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.

 

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى