سفينة بريطانية وخطة أمريكية واجتماع دولي.. الغرب يحتشد لحماية أمن الخليج

[real_title] على خلفية التوترات والأزمات التي شهدتها الملاحة في مياه الخليج بعد استهداف سفن وناقلات نفط عربية وأجنبية، اتخذ الغرب عدة إجراءات مع تصاعد المخاوف من اشتعال المنطقة.

 

وبعد اعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن مبادرة جديدة للأمن البحري لحماية الملاحة في الخليج، كثفت بريطانيا من حشدها العسكري في المنطقة فيما اعلنت شركات الشحن أنها ستعيّن حراسًا غير مسلحين للسفن بالتزامن مع الكشف عن استضافة البحرين لاجتماعا دوليا بحضور 65 لبحث "مواجهة التهديد الإيراني" في منطقة الخليج.

 

مبادرة أمريكية

 

ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس، أن مسئولين أمريكيين سيطلعون أعضاء من السلك الدبلوماسي في واشنطن على مبادرة جديدة لتعزيز حرية الملاحة والأمن البحري حول مضيق هرمز.

 

وتمر خمس الإمدادات العالمية من النفط في هذه المنطقة، وتعد حرية الملاحة بالمضيق أمرا ضروريا لاستقرار الاقتصاد العالمي.

 

وقالت الوزارة في بيان "الأمر يتطلب مسعى دوليا للتعامل مع هذا التحدي العالمي وضمان مرور السفن بسلام". وأضافت أن الإفادة سيقدمها مسؤولون بوزارتي الدفاع والخارجية ولن يسمح لوسائل الإعلام بحضورها.

 

اجتماع بحضور 65 دولة

 

ونقلت قناة الحرة الأمريكية، الأربعاء، عن مسئول في الخارجية الأمريكية أن البحرين سوف تستضيف في أكتوبر المقبل اجتماعا حول أمن الملاحة في الخليج.

 

وأشار المسئول إلى أن الاجتماع سيكون بحضور 65 دولة، والبحرين هي المسئولة عن توزيع الدعوات على الدول.

كما لفت إلى أن الاجتماع هو متابعة لمؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط الذي عقد في الثالث عشر والرابع عشر من فبراير الماضي، لمواجهة ما تعتبره واشنطن تصعيد إيراني في منطقة الخليج.

 

وتشهد المنطقة توترات خلال الأسابيع الأخيرة، تسببت في تخريب ناقلات نفط إماراتية وسعودية، بجانب محاولة الاستيلاء على ناقلة بريطانية ردًا من إيران على احتجاز شاحنة تابعة لها في جبل طارق.

 

سفينة بريطانية ثالثة بالخليج

 

ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، ، الأربعاء، إن بريطانيا أرسلت السفينة الحربية "كنت" إلى الخليج لحماية مصالحها وضمان حرية الملاحة بعد تصاعد التوتر مع إيران، وذلك بعد ان أعلنت في السابق أن نشر السفينة مجرد مهمة روتينية.

 

وكانت إيران قد توعدت بالرد على ما وصفته "قرصنة" بريطانية بعد احتجاز ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق.

 

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية الثلاثاء أن نشر الفرقاطة كنت كان أمراً مخططاً له منذ فترة، لكنها قالت الأربعاء إن تفاصيل العملية تداخلت مع تفاصيل تخص سفينة الدعم "ويف نايت".

وتابعت الوزارة في بيان "نأسف لأن المعلومات الخاصة بنشر (السفينة) "ويف نايت"، وهي خطة وضعت منذ فترة، قد تداخلت مع نشر السفينة "كنت" في الخليج".

 

وقالت الوزارة "مازلنا نركز على ضمان وقف التصعيد في المنطقة وسوف نتصرف بشكل مناسب لحماية المصالح البريطانية وضمان حرية الملاحة... نشر "كنت" في الخليج في وقت لاحق من العام الحالي يعكس هذا الأمر".

 

حراسًا خلال الإبحار في الخليج

 

وقالت شركات أمنية إن شركات الشحن تعيّن حراسًا غير مسلحين لحراسة السفن خلال رحلاتها عبر الخليج، وذلك كإجراء إضافي للسلامة بعد موجة هجمات في المنطقة.

 

وقالت بريطانيا كذلك، الأسبوع الماضي، إن سفينة حربية تابعة لها اضطُرت لإبعاد سفن إيرانية كانت تسعى إلى منع ناقلة بريطانية من المرور في مضيق هرمز.

 

ومع تنامي خطر التصعيد، حثت اتحادات ملاحية شركات الشحن التجاري على تجنّب استخدام حراس أمن مسلحين في مناطق حساسة مثل مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية.

 

وتلجأ العديد من شركات الشحن إلى شركات أمن ذات خبرة لمساعدتها في مجموعة من القضايا، من توجيه المشورة لقائدي السفن، إلى مراقبة سفينة فوق مستوى سطح الماء، حيث يمكن وضع ألغام لاصقة.

 

وقال جافين لوك، مدير العمليات في شركة الأمن البحري البريطانية، أمبري، إن الشركة عادة ما يكون لديها 600 حارس على السفن المبحرة عبر البحر الأحمر، والمحيط الهندي، ويكونون مسلحين بالأساس.

 

لكن خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تم نشر من 80 إلى 120 مستشارًا غير مسلح على السفن التي تمر عبر الخليج ومضيق هرمز.

 

وقال لوك:"هذا لطمأنة القبطان إذ ليس جميع أفراد الأطقم قد مروا بتجارب عمليات حقيقية مثل أفراد عمليات الأمن البحري التابعين لنا".

وتابع:"جاءت إلينا بالفعل سفن مسجلة في الشرق الأوسط طلبًا لتقديم فرق من المستشارين"، وامتنع عن ذكر تفاصيل.

 

وقال جيري نورثوود رئيس مجلس إدارة شركة (ماست) للأمن إن شركته توفر كذلك حراسًا غير مسلحين للذهاب للخليج.

 

وأضاف:"من المهم للسفن التي تعبر مضيق هرمز أن تتعرف مبكرًا على السفن الإيرانية وتبلّغ السلطات عن رؤيتها، وأن توضح للسفينة المقتربة أنها رصدتها".

 

 تخفيف المخاطر

 

وتأتي أحدث الوقائع في أعقاب موجة هجمات على ناقلات منذ مايو حول مضيق هرمز، وخليج عُمان، ألقت الولايات المتحدة اللوم فيها على إيران، لكن طهران تنفي ذلك.

 

وتعمل شركات الأمن الخاصة التي توفر طواقم مسلحة في المنطقة رغم أنه مصرح لها فقط بعمليات مكافحة القرصنة، ولا يواجه المتخصصون غير المسلحين القيود نفسها.

 

وقال جيم هيلتون، المدير الإداري بشركة (بي.في.آي) للأمن البحري، إنه في حين يمكن لطاقم السفينة تنفيذ مهام منها زيادة المراقبة، والقيام بجولات دورية على السفينة، فإن الدعم الخارجي قد يوفر "الراحة النفسية".

 

وأضاف:"أسلوب تخفيف المخاطر الذي تختاره شركة ما باستخدام مستشارين أو حراس أمن غير مسلحين على متن السفينة، ربما يساعدها فقط في الالتزام باللوائح الداخلية، ويمكنها من مواصلة التجارة".

 

وقال هيلتون إن شركة (بي.في.آي) كذلك شهدت زيادة طفيفة في الطلبات، وفي بعض الأحيان قدمت حراسًا ظلوا على متن السفينة ”بعد إنزال الأسلحة“.

 

ورفضت العديد من شركات الشحن التعليق بشأن ترتيباتها الأمنية لدى الاتصال بها.

وقالت مجموعة ”ميرسك تانكرز الدنماركية“ في بيان:"تراقب ميرسك الوضع عن كثب، وتتخذ إجراءات احترازية تتمشى مع قواعد الدولة المسجلة بها السفينة، وإرشادات قطاع الشحن".

 

وقالت مصادر في القطاع إن شركات الشحن إما تتجنب المنطقة- حتى لمجرد التزود بالوقود- أو تبقي رحلاتها عند الحد الأدنى فيما يرجع جزئيًا إلى المخاطر.

 

وذكرت شركات للتأمين على السفن أن علاوات التأمين الإضافية زادت عشرة أمثالها، مما يرفع التكلفة بالنسبة لناقلة عملاقة تبحر في رحلة تستغرق 7 أيام بما يصل إلى مئة ألف دولار.

 

حشد عسكري زائف

 

في المقابل نشر حساب السفارة البريطانية في إيران على "تويتر" وثيقة صادرة عن وزارة الدفاع، تشير إلى أن المستوى الإجمالي للقوات البريطانية لم يزداد في الخليج، على عكس ادعاء بعض وسائل الإعلام.

وورد في الوثيقة أن السفن البريطانية التي أعلن عن إرسالها مؤخرا إلى الخليج تحل محل السفن الأخرى، وفقا لبرامج التبديل المقررة مسبقا.

 

وفي هذا السياق، تشير الوثيقة إلى أن 7 قطع تابعة للبحرية البريطانية موجودة في منطقة الخليج من أجل المساهمة في تأمين الاستقرار وأمن الملاحة وحريتها.
 

وأكدت أن الآليات البحرية البريطانية هي التالية:

 

-الفرقاطة "HMS MONTROSE" التي ستخرج من الخدمة، وستقوم بعملها الفرقاطة "HMS DUNCAN" التي تتوجه حاليا إلى المنطقة.

 

-أربع سفن كاسحات ألغام، وتحمل الأسماء التعريفية التالية:

 

 "HMS LEDBURY"، " HMS BLYTH"، "HMS BROCKLESBY"، HMS "SHOREHAM.

 

-سفينة LSDA ، وهي سفينة مساعدة لدعم كاسحات الألغام.

 

أما السفن التي ستنتقل في المستقبل إلى المنطقة فهي:

 

-ناقلة الإمداد العسكرية "RFA WAVE KNIGH"، التي ستبدأ عملها في أغسطس المقبل، ومهمتها نقل الطعام، الوقود، المياه ومتطلبات أخرى للسفن المرابطة في المنطقة. 

 

-الفرقاطة  "HMS KENT"، التي من المنتظر أن تتوجه في وقت لاحق من هذا العام لاستبدال الفرقاطة "HMS DUNCAN"، بهدف تأمين عدم انقطاع الحضور البريطاني في المنطقة.

 

وأوضحت الوثيقة أن هذا الإجراء يحمل طابعا روتينيا ويأتي في إطار عملية "Kipion"، التي تنفذها بريطانيا في المنطقة منذ العام 1980، في منطقة الخليج والمحيط الهندي، "للإسهام في السلام والاستقرار وضمان أمن الحركة التجارية ومكافحة تهريب المخدرات والقرصنة".

 

وشدد بيان الوزارة على أن "هذه التحركات المخطط لها مسبقا منذ فترة طويلة، لا تعكس أي تصعيد في تمركز بريطانيا بالمنطقة".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى