بعد تفجيرات سفن الإمارات.. هل تبدأ الحرب من الفجيرة؟

[real_title] "إنها الحرب".. عبارة باتت حال لسان منطقة الشرق الأوسط، بعد التوترات الأخيرة والتي ربما تكون الشرارة التي تبدأ الحرب من خلالها..

 

فلم تمضِ سوى ساعات قليلة على نفي دولة الإمارات وقوع انفجارات قبالة ميناء الفجيرة حتى أعلنت تعرض أربع سفن شحن تجارية مدنيّة من عدة جنسيات لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية للإمارات.

 

ودون أن تتهم أي طرف، اكتفت الدولة التي يشوب علاقاتها الدولية كثير من الخلافات بإعلان التحقيق في ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وأنها سترفع للجهات المعنية بالتحقيق النتائجَ حين الانتهاء من إجراءاتها.

 

بيان خالٍ من أي اتهام مليء بالتحذيرات صدر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات، في وقت تتعقد فيه الأمور السياسية والأمنية في مياه الخليج العربي.

 

تلك التعقيدات وما رافقها من حرب تصريحات بين أطراف مختلفة وضعت علامات استفهام كثيرة حول من يقف وراء الانفجارات، والرسائل التي تخفيها، والتوقيت، وأسئلة أخرى.

 

                                                                                           

الإمارات قالت إن السفن الأربع التي وقعت فيها أعمال التخريب كانت أجنبية، دون إعلان هويتها، في حين ذكرت قناة "Press TV" أن "اثنتين من السفن تحملان علم الإمارات، ومثلهما تحملان علم السعودية، وخامسة تحمل علم الدومينيكان".

 

وعلى الرغم من إنكار حكومة الإمارات، أكد شهود عيان أن الانفجارات قد حدثت في ميناء الفجيرة، وأن بعض المصادر الإعلامية قد ذهبت أبعد من ذلك.

 

وحددت عدداً من ناقلات النفط التي ضربتها الانفجارات؛ "ناقلة أمجاد رقم: 9779800، وناقلة المرزوقة رقم: 9165762، وناقلة نفط ميراج رقم: 9394741، وناقلة النفط A.MICHEL رقم: 9177674، وناقلة النفط FNSA10 رقم: 9432074".

 

وفي وقت سبق النفي الإماراتي، نقلت القناة عن فضائية "الميادين" اللبنانية التابعة لـ"حزب الله" أن ما يصل إلى سبع ناقلات قد أصيبت بنيران كثيفة في محطة الفجيرة لنقل النفط.

 

وتشهد منطقة الخليج العربي توتراً غير مسبوق منذ سنوات؛ بين إيران والولايات المتحدة التي أرسلت منظومة صواريخ دفاع جوي من نوع باتريوت وحاملة طائرات إلى مياه الخليج.

 

وقبل يوم واحد على وقوع حادثة الانفجارات حلّقت مروحيّة عسكرية أمريكية فوق زوارق تابعة للحرس الثوري الإيراني، بعد أن اقتربت من حاملة طائرات أمريكية في الخليج العربي.

 

ما حدث في ميناء الفجيرة لا يمكن فصله عن التحذير الذي أصدرته الإدارة البحرية الأمريكية، يوم الجمعة الماضي (10 مايو 2019)، لسفن الشحن التجاري؛ مفاده أن إيران ووكلاءها قد يستهدفون البنية التحتية لإنتاج النفط.

ويأتي التحذير مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وبعد تقارير استخبارية أمريكية أظهرت أن إيران نشرت صواريخ عابرة قصيرة المدى على قوارب في الخليج.

 

وجاء في التحذير أن "ثمة خطراً متزايداً، منذ مطلع شهر مايو، من احتمال شن إيران أو وكلائها هجمات ضد مصالح أمريكا وشركائها، ومن ضمنها البنية التحتية لإنتاج النفط".

 

التحذير أضاف أن إيران بعد تهديدها بإغلاق مضيق هرمز "قد تستهدف سفناً تجارية، ومن ضمنها ناقلات نفط، أو سفناً حربية في البحر الأحمر أو مضيق باب المندب أو الخليج".

 

 

في السياق، اعترفت المملكة العربية السعودية بتعرض ناقلتي نفط سعوديتين لـ"هجوم تخريبي" وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات.

 

وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إنه في تمام الساعة السادسة من صباح يوم أمس (الأحد)، "تعرضت ناقلتان سعوديتان لهجوم تخريبي وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالقرب من إمارة الفجيرة، بينما كانت إحداهما في طريقها للتحميل بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة، ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية".

 

وكشف الفالح في تصريحه، الذي لم يتهم فيه أي جهة، أن الهجوم "التخريبي" نجم عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين، مشيراً في الوقت ذاته إلى عدم وقوع خسائر في الأرواح أو تسرب للوقود.

 

وشجب الفالح هذا "الاعتداء الذي يستهدف تهديد حرية الملاحة البحرية وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في أنحاء العالم كافة"، مؤكداً المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية؛ تحسباً للآثار التي تترتب على أسواق الطاقة وخطورة ذلك على الاقتصاد العالمي.

 

يشار إلى أن السفينتين السعوديتين هما من أصل أربع سفن شحن تجارية تعرضت، صباح الأحد، لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة وبالقرب من المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية لدولة الإمارات.

 

في حين، دعت إيران، اليوم الاثنين، إلى كشف أبعاد الهجوم الذي استهدف ناقلات نفط قرب المياه الإقليمية الإماراتية، فجر الأحد، وذلك في أول موقف لها يأتي في ظل حديث عن علاقة طهران بالحادثة.

 

ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سيد عباس موسوي، استهداف السفن قرب ميناء الفجيرة بالباعث على "القلق والأسف"، داعياً إلى "التحقيق وتوضيح الأبعاد الدقيقة للحادث".

 

وحذر موسوي من أي محاولة ضارة من قبل "المتآمرين" لتقويض الاستقرار والأمن في المنطقة، مطالباً "دول المنطقة بأن تكون في حالة تأهب لأي مغامرة من قبل عملاء أجانب".

 

وفي وقت سابق علّق رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، حشمت الله فلاحت، بالقول: "إن أمن جنوب الخليج الفارسي هش كالزجاج".

 

وازدادت التوترات في العالم منذ إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي وُقّع في 2015؛ بين إيران والقوى العالمية، وبدأت بعدها بفرض عقوبات على الاقتصاد الإيراني.

 

وفي الأسبوع الماضي، حذرت إيران من أنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى خلال 60 يوماً إذا فشلت القوى العالمية في التفاوض على شروط جديدة للصفقة.

 

ولا بد من الإشارة إلى أن ميناء الفجيرة يقع على بعد نحو 140 كيلومتراً (85 ميلاً) من مضيق هرمز، حيث يتم تداول ثلث جميع النفط في البحر.

 

وتتعامل المنشأة مع النفط للتخزين والشحن، وكذلك البضائع العامة، ويعتبر الميناء موقعاً استراتيجياً يخدم طرق الشحن في الخليج العربي وشبه القارة الهندية وأفريقيا.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى