«أزمة الجنسيات» تتصاعد..رئيس أوكرانيا يتحدى بوتين ويقترح منح «الروس المظلومين» الجنسية

[real_title] في إطار تصاعد "أزمة الجنسيات" بين أوكرانيا وروسيا ، رفض فولوديمير زيلينسكي، الممثل الكوميدي الذي فاز الأسبوع الماضي بالانتخابات الرئاسية الأوكرانية، عرضاً قدمه فلاديمير بوتين بمنح جوازات سفر للأوكرانيين وتعهد بدلاً من ذلك بمنح الجنسية للروس الذين "يعانون" في ظل حكم الكرملين.

ووقع بوتن، الأربعاء، مرسوما يسهل الحصول على الجنسية الروسية، لفئات محددة من مواطني أوكرانيا .

ويتضمن المرسوم تسهيلات في قانون الجنسية لمواطني أوكرانيا، الذين لا يحملون جنسية دولة أخرى، وولدوا وكانوا يقيمون بشكل دائم على أراضي جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول الروسيتين، وغادروا هذه الأراضي قبل 18 مارس 2014.

وكانت موسكو خففت إجراءات منج الجنسية الروسية لسكان المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا في خطوة دانتها كييف.
 

ويأتي قرار بوتن بعد أيام عن تحقيق الممثل الكوميدي، حديث العهد بالسياسة، فولوديمير زيلينكسي، فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، على الرئيس المنتهية ولايته بترو بوروشنكو.

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، غريغوري كاراسين، أن فوز زيلينسكي في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية يظهر أن الاوكرانيين "صوتوا من أجل التغيير".

وأثار بوتن إمكانية مقابلة الرئيس الأوكراني المنتخب في إشارة إلى نية موسكو تحسين العلاقات مع كييف، التي توترت بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014.

وقال للصحفيين: "إذا اجتمعنا في مرحلة ما، وبدأ المفاوضات، وهو ما لا أستبعده، فسنضطر أولا وقبل كل شيء مناقشة سبل إنهاء النزاع في جنوب شرق أوكرانيا".

وقال بوتين ، الاثنين ، بأنه لا يعارض فكرة منح الجنسيات بشكل متبادل لمواطني كلا البلدين،على حد تعبيره.

وذلك على الرغم من أن القانون الأوكراني يمنع ويجرّم إزدواجية الجنسية.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله إن تبادل منح الجنسيات "ستجعل البلدين أقوى وأنجح"، حسب تعبيره.

وقال بوتين: "قلتُ مرات كثيرة إن الأوكرانيين والروس شعبين شقيقين وحتى أكثر من ذلك. أعتقد أنهما شعب واحد أساساً. وإذا كانت هناك جنسية مشتركة عندنا، فسيستفيد من ذلك الروس والأوكرانيون على السواء".

وأضاف: "سنتفق على ذلك على الأرجح لأن هناك أشياءً مشتركة كثيرة بيننا"، على حد ذكره.

وفي نفس هذا السياق، صرّح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن الكرملين قد "أخذ بعين الاعتبار"تصريحات الفائز بالانتخابات الرئاسية الأوكرانية فولوديمير زيلينسكي بشأن "أزمة الجسيات" المحتدمة بين البلدين، على حد تعبيره.

وتقاتل كييف الانفصاليين الذين تدعمهم موسكو في شرق أوكرانيا منذ عام 2014 في حرب أسفرت عن مقتل 13 ألف شخص.

رد أوكراني مهين لبوتين

ورد زيلينسكي، الذي سيباشر مهام منصبه في يونيو 2019، على عرض بوتين بمنشور على فيسبوك في وقت متأخر من السبت 27 أبريلتعهد فيه «بمنح الجنسية لممثلي جميع الدول التي ترزح تحت نير الأنظمة الاستبدادية والفاسدة، ولكن في المقام الأول للشعب الروسي الذي يعاني أكثر من غيره».

وكتب قائلاً: «نعرف حق المعرفة ما يمنحه جواز السفر الروسي، الحق في الاعتقال بسبب الاحتجاج السلمي والحق في ألا تتمتع بانتخابات حرة وتنافسية».

وقال إن أحد الاختلافات بين أوكرانيا وروسيا هو أننا «نحن الأوكرانيين نتمتع بحرية التعبير وحرية الإعلام والإنترنت في بلدنا».

وتعهد زيلينسكي، الذي يخوض أولى تجاربه السياسية، بـ«إعادة إطلاق» محادثات السلام مع الانفصاليين التي تشمل أيضاً روسيا والغرب.

ولم يهنئ بوتين زيلينسكي على فوزه، لكنه قال إنه مستعد للتحدث مع قيادة أوكرانية جديدة ويريد فهم موقف الممثل من الصراع.

أوكرانيا تحذر روسيا

وفي منشوره على فيسبوك، حذر زيلينسكي روسيا من التحدث مع أوكرانيا «بلغة التهديد أو الضغط العسكري أو الاقتصادي».

ودعا في السابق إلى فرض المزيد من العقوبات الدولية على موسكو رداً على منح روسيا الجنسية لسكان شرق أوكرانيا الانفصاليين.

وأدان الاتحاد الأوروبي أيضاً خطة جوازات سفر موسكو، واصفاً إياها بأنها اعتداء جديد على السيادة الأوكرانية، وقال إن روسيا سعت إلى «زعزعة استقرار» أوكرانيا بعد انتخاباتها الرئاسية.

وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان إن المرسوم الذي وقعه بوتين "هو هجوم روسي جديد على سيادة أوكرانيا .. وتوقيت مثل هذا القرار بعد وقت قصير من الانتخابات الأوكرانية .. يظهر نوايا روسيا لزيادة زعزعة استقرار أوكرانيا وتصعيد النزاع".

ويسمح القرار الذي أصدره بوتين الأسبوع الماضي للأشخاص الذين يعيشون في جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين غير المعترف بهما في أوكرانيا بالحصول على جواز سفر روسي في غضون ثلاثة أشهر من تقديم الطلب.