«أزرق أبيض».. ما هو التحالف الذي يوشك على الإطاحة بنتنياهو؟

[real_title] في التاسع من أبريل القادم تشهد دولة الاحتلال الإسرائيلي انتخابات جديدة، وتجري هذه الأيام معركة انتخابية حامية بين الأحزاب المتنافسة التي تسابق الزمن للظفر بأكبر عدد من الأصوات لتشكيل الحكومة ، فيما تلقي اتهامات الفساد بظلالها على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يسعى للفوز.

 

وعلى الرغم من مكافحة نتنياهو لكسب الأصوات ، إلا انه يوشك على ان يخسر معركته الانتخابية ، بحسب آخر الاستطلاعات الإسرائيلية.

 

ومن المنتظر أن يشهد اليوم الثلاثاء، الإعلان الرسمي عن البرنامج السياسي لتحالف "أزرق أبيض ، الذي يعتبر المنافس الأقوى لحزب "الليكود" برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 

إذ تشير توقعات الرأي العام الإسرائيلية الى أن تحالف "أزرق أبيض" يتفوق على حزب "الليكود" اليميني، وهو ما يؤهله لأفضلية تشكيل الحكومة القادمة، في حال تمكنه من نيل ثقة 61 عضواً في الكنيست.. فما هو هذا التحالف؟ وما هو برنامجه الانتخابي؟  

 

ما هو تحالف "أزرق أبيض"؟

 

في 21 فبراير 2019، وحّد أقوى منافسي نتنياهو في الانتخابات صفوفهم، لتشكيل تحالف يحمل اسم "أزرق أبيض" - في إشارة إلى ألوان عَلم إسرائيل- ينضوي تحته كل من حزب "يش عتيد" برئاسة يائير لابيد، وحزب "مناعة لإسرائيل" برئاسة رئيس أركان الجيش الأسبق بيني غانتس، وحركة "تيلم" برئاسة وزير الأمن الأسبق موشيه يعالون.

 

ووفق مبدأ التناوب، سيصبح بيني غانتس أول رئيسين للوزراء ويائير لابيد، وزيراً للخارجية، وبعده، سيُصبح لابيد رئيساً للوزراء.

 

وعلى الرغم من أن بيني غانتس يعتبر من الوافدين الجدد على الساحة السياسية، إلا أنه معروف لدى الإسرائيليين مذ فترة توليه منصب  رئيس أركان الجيش.

وقد تم تسليط الضوء في حملته الانتخابية حتى الآن، على إنجازاته العسكرية، ومنها على سبيل المثال، عملية قصف غزة في حرب عام 2014. وكان غانتس قد شكك علانية في إنجازات نتنياهو العسكرية.

 

وتحول يائير لابيد، الرجل الثاني في تحالف "أزرق أبيض"، من الصحافة إلى السياسة في عام 2012. وفي انتخابات عام 2013، فاز من المرة الأولى  مع حزبه "هناك مستقبل" بـ 19 مقعداً، و كان لفترة وجيزة وزيراً للمالية  في حكومة  نتنياهو.

 

وتمنح جميع استطلاعات الرأي هذا التحالف، الذي انضم إليه رئيس أركان الجيش الأسبق جابي أشكنازي ونائبان سابقان لرئيسي جهاز الأمن العام والموساد، الفرصة لتشكيل الحكومة المقبلة، وهو ما يعزز مسعى قادة الائتلاف إلى إنهاء حكم رئيس الوزراء اليميني المستمر منذ 10 سنوات.

 

يهاجم الإئتلافُ نتنياهو بشكل كبير، ويصفه لابيد وغانتز بأنه فاسد لحد الإجرام، وبأن السلطة أسكرته تماماً. بالإضافة إلى هذا، لا ينفك غانتز عن التهديد والوعيد بتطهير حكومة نتنياهو بالكامل، وهو يعتبر خصماً لدوداً لنتنياهو، منذ سنوات طويلة.

 

ويقول محللون إسرائيليون إنَّ تحالف "أبيض أزرق" يمثل كتلة صلبة من جنرالات يوشكون أن يزيحوا نتنياهو من منصب رئاسة الحكومة، وإنَّ تحالفهم سيمثل رقماً مهماً في الكنيست على كل الأحوال.

 

ما هو برنامجه ؟

 

على الرغم من هجومه على نتنياهو وحكومته، يغيّب تحالف "أزرق أبيض" من برنامجه السياسي الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، بل يدعو إلى عقد مؤتمر إقليمي للانفصال عن الفلسطينيين.

 

 ورغم عدم إعلان التحالف عن برنامجه السياسي، فإن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قالت في عددها ، الإثنين ، إن البرنامج لن يتطرق إلى مصطلح الدولة الفلسطينية أو مسألة حل الدولتين.

 

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن التحالف "وعد بعدم الانسحاب من جانب واحد من الأراضي الفلسطينية، أو الكتل الاستيطانية، أو غور الأردن في الضفة الغربية".

 

وتابعت أنه في المقابل "سيدعو إلى مؤتمر إقليمي، لتعزيز الانفصال عن الفلسطينيين".

وفسرت الصحيفة موقف التحالف الذي يصنف باعتباره يسارياً وسطياً، بالقول: "من الواضح أن التحالف يبذل جهوداً من أجل عدم خسارة أصوات اليمين".

 

ونقلت الصحيفة عن مصدر في التحالف أن "حجة الليكود هي أننا حزب يساري، ونتنياهو يقول إننا يساريون، لكن بعد أن يرى برنامجنا فإنه سيتحطم".

 

 في السياق نفسه، لفتت الصحيفة إلى أن البرنامج المرتقب "لا يتضمن إلغاء قانون القومية الذي أثار غضب الأقليات في إسرائيل، وخاصة الأقلية العربية".

 

 وأوضحت أن البرنامج في المقابل سيدعو إلى "تشريع قيم المساواة"؛ في مسعى لإرضاء الأقلية الدرزية التي لم تعارض قانون القومية بشكل كامل، وإنما دعت إلى إضافة بند المساواة بين مواطني الدولة إليه.

 

وينص "قانون القومية"، الذي أقره الكنيست في منتصف 2018، على أن "حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط"، وأن "القدس الكبرى والموحدة هي عاصمة إسرائيل"، وأن "العبرية هي لغة الدولة الرسمية"، وهو ما يعتبر تمييزاً واضحاً لمصلحة اليهود ضد من هم غير يهود.

 

نتنياهو وسفينته الغارقة

 

لا يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي تحديات سياسية مع خصومه فحسب، بل تلاحقه أيضاً تهم بالفساد والرشوة والخيانة قد تزج به في السجن، إذ أكد النائب العام مطلع الشهر الجاري (مارس  2019)، أنه يخطط لتوجيه اتهامات جنائية خطيرة إلى نتنياهو - تتضمن الرشوة، والاحتيال، وخيانة الثقة- وهذه الاتهامات قد تؤدي إلى إصدار أحكام بالسجن في حالة الإدانة.

 

ويسعى نتنياهو، من اللحظة الأولى لتبكير الانتخابات الإسرائيلية، إلى استراتيجية وصم ، بأنهم يساريون يتخفَّون تحت غطاء أحزاب الوسط.

 

وتظهر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بحزب الليكود، وإعلانات ومقاطع فيديو مدفوعة على المواقع الإخبارية، يركز محتواها على أن غانتس ولبيد سيشكلان حكومة يسار ضعيفة، في حين سيقود نتنياهو حكومة يمين قوية.

كما تركز حملات حزب الليكود على وصف قرار المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي مندلبليت، إعلان لائحة اتهام ضد نتنياهو بأنه "رضوخ لضغوط اليسار"، في إشارة إلى غانتس ولبيد، ولضغوط الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية التي يتهمها نتنياهو بأنها يسارية تسعى إلى هزيمته.

 

واتبع نتنياهو هذه الاستراتيجية بناء على ثلاثة استطلاعات رأي بينت تفوق كتلة الوسط واليسار والأحزاب العربية بـ61 مقعداً، مقابل 59 مقعداً لكتلة اليمين في الكنيست.

 

 وقال نتنياهو: "لبيد وغانتس يحاولان الظهور وكأنهما ليسا يساريَّين، وإن أظهرنا هذه الحقيقة للجمهور، فسيتمكن الليكود من تضييق الفجوة والفوز".

 

 وأردف قائلاً: "وسائل الإعلام تحاول إخفاء كثير من الأمور المتعلقة بغانتس، فقط كي يفوز اليسار، فهم يخفون حقيقة أن غانتس شارك في حفل إحياء ذكرى 1000 قتيل من حركة حماس لقوا مصرعهم في عملية «الجرف الصامد» 2014″.

 

ولم يوضح نتنياهو تفاصيل هذا الاتهام، لكنه تابع: "غانتس قال إنه عرَّض حياة جنود لواء جولاني للخطر، لأنه لم يرد المساس بحياة الفلسطينيين، وهذا تفكير اليسار، واليوم نسمع لبيد وغانتس يقولان إنهما لن يجلسا معنا في حكومة واحدة، بل مع الطيبي عضو الكنيست العربي".

 

تحالف الجنرالات يتقدم

 

ظهرت نتائج استطلاع جديد نشرته القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، الأحد  تطابق توزيع الكتل في الكنيست مع استطلاعين آخرين سابقين أعلنت نتائجهما، الجمعة، للقناة الثالثة عشرة التلفزيونية، وهيئة البث، بتقدم كتلة يسار الوسط - وسط مع الأحزاب العربية بـ61 مقعدا على كتلة اليمين التي يقودها نتنياهو بـ 59 مقعدا فقط.
 

وبين الاستطلاع الذي اجراه مركز "بانيل بوليتيكس" لصالح القناة 12 للتلفزيون الاسرائيلي، أن تحالف "أزرق-أبيض" قد يفوز بـ 38 مقعدا مقابل 30 مقعدا لحزب الليكود من بين 120 مقعدا في الكنيست.
 

ومن النتائج المفاجئة حسب الاستطلاع المذكور هو عدم تمكن كل من حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة وزير الأمن الإسرائيلي السابق افيغدور ليبرمان (يمين)، وحزب "جيشر" بزعامة اورلي ليفي اباكسيس (يمين)، و"زهوت" بقيادة موشيه فيجلين (يمين)، وأيضا تحالف "التجمع والحركة الإسلامية" من اجتياز نسبة الحسم، 3.25% من الأصوات الصحيحة التي تضمن بمجرد تخطيها الحصول على 4 مقاعد، وهذا يعني بقاء هذه القوائم الانتخابية خارج الكنيست.

وفيما يخص باقي الأحزاب أظهر الاستطلاع إمكانية حصول التحالف الانتخابي بين الجبهة بزعامة ايمن عودة والعربية للتغيير بزعام الطيبي على 9 مقاعد، وحزب "العمل" على 8 مقاعد، و"البيت اليهودي" و"يهدوت هتوراه" (يمين) على 7 مقاعد لكل منهما، و"اليمين الجديد" على 6 مقاعد، ومثلها لصالح "ميرتس" (يسار).
 

أما حزب "كولانو" (يمين) فبين الاستطلاع إمكانية حصوله على 5 مقاعد، وحركة "شاس" (متدينون يمين) فقد تحصل على 4 مقاعد فقط.


وأظهر الاستطلاع أيضا أن 14 في المئة من المستطلعة آراؤهم من ناخبي الليكود أقروا أن قرار توجيه لائحة اتهام لنتنياهو أثر على طريقة تصويتهم في الانتخابات المقررة في التاسع من أبريل  المقبل.


وقال 17 – 20 في المئة ممن صوتوا لحزب الليكود في الانتخابات السابقة عام 2015، إنهم سيصوتون هذه المرة لصالح تحالف "أزرق أبيض" المنافس.


ونقلت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي عن عضو الكنيست وأحد قادة حزب الليكود، دافيد بيتان، قلقه من انتقال المصوتين إلى كتل منافسة، لكنه أشار إلى أن الفرق لا يزال طفيفا، مشيرا إلى أن ناخبي الليكود سيعودون للتصويت له، خاصة بعد أن يثبت الحزب أن التحالف الانتخابي "أزرق أبيض" هي قائمة يسارية.
 

من ناحيته رد مائير كوهين من تحالف "أزرق أبيض" على بيتان قائلا "هناك يأس في الشارع الإسرائيلي من التفتت الحزبي".

 

وأضاف أن "على بيتان أن يشعر بالعار من مواصلة الادعاء أن تحالف أزرق-أبيض يساري. تعرضنا لخمسمائة صاروخ أطلقت من غزة، وأنت وأصدقاؤك (في اليمين) لم تردوا عليها، بل تراجعتم وهربتم ودفعتم الأموال لحماس... أنتم اليساريون".

 

وبين الاستطلاع أن 50 في المئة من الإسرائيليين لا يريدون أن يواصل نتنياهو في منصب رئيس الوزراء بعد توجيه لائحة الاتهام ضده، فيما دعم بقاءه 41 في المئة، ولم يجب على السؤال 9 في المئة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى